غش وفلها…
أكاديميا| نورة السبيعي
هذا التقرير ربما يكون اعتراف خطير من الطُلاب بالغش وحيلهم الجهنمية في ادائه ، وأجزم أنه لو وضع الطالب قدراته الخارقة بالغش في اختراع ، لصنع لنا المُستحيل !!
تقول الطالبة مريم تخصص “إدارة مواد” حاولت الغش مرتين ونجحت في ذلك ، فلا يتسنى لي الغش إلا في المواد الصعبة فقط ، وبالنسبة لطريقتي بالغش فالكتابة على الطاولة أو على اليد هي منفذي الوحيد للخروج من أزمة إختباري الصعب وفي سؤالي “كيف تفعلين ذلك دون ملاحظة من استاذ / دكتور المادة قالت : لا أعلم ولكن من الممكن أن يكون الإستاذ غير نبيه.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا) تعلمين أن الغش لا يجوز ، ألم يأنبك ضميرك ؟
للأسف كنت مضطرة لأن الكمية جدًا صعبة وهذا يجبرني على الغش !!
وأما عن سؤالي هل تجدين أن الغش يرفع المعدل كثيرًا ؟ أم أنه حيلة الطالب الضعيف للنجاح فقط دون الاكتراث للمعدل تقول : أوقات يرفع المعدل ولكن ليس كثيرًا
– كلمة أخيرة منك للطالب الممتنع عن الغش
لا يسعني إلا ان اقول بارك الله فيكم.
أما عن نهى تقول : تخصصي تغذية و علوم الطعام
لم أغش أبدًا ، ادرس في بريطانيا و غلطة واحدة أفعلها ثم أنكشف فيها أعرض نفسي للفصل من الجامعة فلذلك لا أفكر أبدًا بالغش ، أضف إلى ذلك أن الإختبار عبارة عن كتابات طويلة فلا يتسنى لي الغش ولا يوجد مجال له.
– كلمة أخيرة منك للطالب الممتنع عن الغش
أدرس جيدًا والباقي يتولى الله أمره.
وتقول غادة ال تويم : حاولت الغش مرة واحدة ما قبل المرحلة المتوسطة “غششت صديقة”
و من إجتهد و توكل على الله لن يضطر إلى طُرق مُلتوية و مُحرمة للنجاح مهما بلغت صعوبة المنهج.
– كيف قمتي ب(تغشيش) صديقتك
حين إنشغال المُراقبه نقلت زميلتي المعلومات بالنظر.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا) تعلم أن الغش لا يجوز ، ألم يأنبك ضميرك ؟
كُنت صغيره بالسن و أجهل أن المُعين على الغش كالغاش.
هل تجدين أن الغش يرفع المعدل كثيرًا ؟ أم أنه حيلة الطالب الضعيف للنجاح فقط دون الاكتراث للمعدل ؟
بالتأكيد حيلة للطالب الضعيف لتجاوز الماده .
و كلمتي للطُلاب ؛ من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه و أن أساس النجاح و التفوق هو توفيق الله و إعانته و أنت في بداية حياتك و دراستك و شهادتك اذا كانت بالغِش و طُرق مُحرمه فبالتالي وظيفتك و مُرتبك الشهري و مصروفك لك و لعائلتك سيكون مالً حرام ! تذكر أنها دُنيا فانيه ” إحصل على الدرجه المُستحقه بتعبك و إجتهادك و إلا فلا.
تتحدث هديل علي صالح تخصص “علم نفس” قائلة : لم تسبق لي محاولة الغش أبدًا
فصعوبة المنهج أو سهولته ليست دافعة للغش حتى وإن اعتقد الطالب ذلك، هي حيلة يسلكها البعض لإثبات ذواتهم بطريقة خاطئة، حتى وإن وُجدت الدوافع فإن استشعار براءة الرسول صلى الله عليه وسلم من الغاش في قوله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا، فليس منا” أقوى من تلك الدوافع.
و من المواقف الحاصلة، في الصف الثالث متوسط لأول مرة أرى فيها طالب يحاول الغش، فترة الاختبارات الشهرية في اختبار الجغرافيا كان بجانبي إحدى الطالبات، كانت تضع كتاب الجغرافيا فوق الطاولة وأوراق أخرى داخل درج الطاولة، بعد أن انهيت الحل وسلمت ورقتي، رأيت ما تفعل، ولأني لأول مرة أرى فيها طالبًا يغش تصرفت بلا شعور بما أقوم به، بهدوء سحبت الكتاب من يدها وهي تحاول فتحه، غضبت لفعلي وتدخلي وكانت تطلب مني اعطائها الكتاب، رفضت ذلك، ولم تتوقف عن الإلحاح حتى نادت الأستاذة باسمي واسمها طالبةً منا أن لا نصدر صوتًا، بعد الاختبار قدمت إلى مع صديقتها لتجادلني على فعلتي! سألتني بصوتٍ مرتفع: لماذا فعلتي ذلك؟ اعتذر منك إن لم يكن تصرفي هو المطلوب، لأول مرة أرى من يحاول الغش أمامي لذا لم أشعر بما فعلت إلا بعد انتهاء الموقف، قالت: لا شأن لك بما أفعل. ما فعلتيه لا يجوز، ربما اخطأت التصرف ولكني لم أخطئ بالفكرة، لا أود أن تكوني ممن قال عنهم الرسول “ليس منا”. قالت صديقتها مؤيدة: نعم لا يجوز لك ذلك.
– حسنًا ، هل تجدين أن الغش يرفع المعدل أم أنه كما ذكرت حيلة الطالب للنجاح فقط ؟
الغش حيلة الضعيف، وهو اعتراف للذات بالفشل.
كلمة أخيرة:
هناك مقولة قالها سوفوكليس تقول: “أفضل أن أفشل بشرف على أن أنجح عن طريق الغش”، النجاح عن طريق الغش هو اعتراف للذات بالفشل، والفشل الشريف هو اعتراف للذات بارتقائها.
قال صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”، عدم استشعارنا ببراءة رسولنا الكريم من الغاش ستجعلنا نتهاون بالوقوع به، لذا يتوجب علينا الاستشعار.
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
تقول عائشة الفضلي تخصص “علوم حاسب”
كثيرًا حاولت الغش ونجحت ،
بعيدًا عن سهولة أو صعوبة المنهج ، غشّي أنا كان لمجرد أخذ (الدرجة كاملة) ولكن بشكل عام لم تكن المواد بالصعوبه التي تجعلني أشعر بالخوف من الرسوب بالمادة لدرجة الإضطرار للغش.
فغالباً انا التي “اغشش” الطالبات الإجابة لأن مستواي الدراسي مرتفع الحمدلله ..
أما عن طريقتي بالغش ، نتبادل أوراق (براشيم) ، أو نختلس النظر لأوراق الزميلات ، وإذا كانت النماذج تختلف أُمليها السؤال وتقوم بكتابة الحل على ورقتها ثم أقوم بنقل الإجابة .
كيف تفعل ذلك دون ملاحظة من إستاذ / دكتور المادة ؟
نفعل ذلك حين تلوذ عنا بنظرها ، وبشكل العام لاتوجد مراقبة شديدة كالسابق ، فقط يكتفون بالتنبيه !!
أما عن مواقفي مع الغش
فقد إنكشفت مرتان في المرة الأولى إستطعت الخروج بدرجة كاملة من الإختبار بعد أن وضع على ورقتي علامة باللون الأحمر ، والمرة الثانية إنكشفت و فقد نصف درجاتي.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا) تعلم أن الغش لا يجوز ، ألم يأنبك ضميرك ؟
نعم أعرف ذلك جيدًا فقد كان ضميري يأنبني كثيرًا ولكن من سنوات ليست بالكثيرة تركت الغش ولله الحمد .
كلمة للطالب الممتنع عن الغش : الراحة والسعاده التي تستشعرها حين تعرف علاماتك وتكون متأكد ان جميعها من مجهودك عظيمه فلا تتنازل عن هذا الشيء وكُن متأكد مهما كنت سعيد بفترة الغش سيأتي يوم وتندم وتأنيب الضمير بعدها موجع جداً وتذكر مابُني على باطل وغش وخداع ، فهو باطل.
تقول سارة العتيبي تخصص “تربيه إسلامية”
كنت أغش سابقًا ولكن الآن فقط أقوم ب(تغشيش) زميلاتي ، ولكن صعوبة المنهج تدفعني للغش أحياناً ، أما عن طريقتي بالغش فهي بالكلام فقط والتأشير في يدي على الإجابة.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا) تعلم أن الغش لا يجوز ، ألم يأنبك ضميرك ؟
نعم يأنبني كثيرًا ولكن عندي قناعة أن (تغشيش ) زميلاتي ليس حرام “استغفرالله” ‘
فأحيانًا يغش الطالب الناجح فقط لزيادة المعدل وأحيانًا الفاشل للنجاح فقط.
الكثير من الطلّاب كانت تصلني رسائلهم على الإيميل وإجابات تحمل العجب العجاب عن وسائل الغش متناسين عدم جوازه شرعًا ، فالمهم بالنسبة لهم الخروج من المادة بأي شكلً كان ، فقد كانت نصيحة أحد الطلاب (غش و فلها) .
همسة :
– تبين لي أن ضعف مراقبة الإستاذ سبب في تهاون الطالب
– و حيلة أغلب الطلّاب بالغش هي بالإشارات و الأوراق (براشيم)
يكمن هنا دور المعلم / الدكتور في تشديد مراقبته للطالب و وضع (عشرة عيون) فهناك من يستغل ذكائه بالغش بدلاً من وضعه في مكانه الصحيح .
