سوسن إبراهيم تكتب: طليب وعُمر تحت القُبة
لقد حصلتا رشيدة طليب وإلهان عمر على عضوية الكونجرس الأمريكي وذلك بعد فوزهما في الانتخابات النصفية. ولكن ما سر إثارتهما للجدل والاهتمام في مختلف أنحاء العالم؟
طليب وعمر أمريكيتان من أصول عربية. فطليب فلسطينية وعمر من أصول صومالية. كلاهما عانا حتى وصلا إلى مقعد الكونجرس فما كان منهما إلا أن يجعلا قضايا الإصلاح نُصب أعينهما.
طليب أكبر أشقائها الأربعة عشر الذين ولدوا جميعا ً لأبوين مهاجرين من الضفة الغربية في فلسطين. وهي أول مسلمة عربية تصل الكونجرس. ومن أهم أهدافها وتطلعاتها التي تود أن تعززها أكثر بعد تواجدها في الكونجرس هو تعزيز شؤون المرأة والطفل، مكافحة التلوث البيئي، دعم الثقافة، وتدعو كذلك إلى تحديد الحد الأدنى للأجور وإلى وجود رسوم مقبولة للتعليم الجامعي ليتسنى للجميع أن يحظى بتعليم عالي.
وعُمر لا تقل إصرارا ً وإثارة ً للجدل عن طليب. فهي أول محجبة تصل الكونجرس. ولدت عُمر في مقديشو وهي أصغر أشقائهاالأربعة. بعد اندلاع الحرب الأهلية عام ١٩٩١، هربت وعائلتها لتمضي أربع سنوات في مخيم لللاجئين في كينيا. ليُهاجروا بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأملها كبير في تحسين أوضاع اللاجئين في كل مكان بعدما عانت من كونها لاجئة أيضا ً، خاصة بعد أن ضمنت مقعدها في الكونجرس، لتنقل أهم الأزمات التي يُعانون منها وتجد حلولا ً تغير حياتهم إلى الأفضل، بل لتكون قدوة ومثالا ً للكثير منهم لتخبرهم بأنهم يستطيعون أن يحلموا وأن يحققوا أحلامهم حتى وإن كانوا ينامون في خيام اللاجئين. عُمر تُعتبر صاحبة آراء مثيرة للجدل فهي ناقدة بشكل علني لطريقة معاملة الإسرائيليين للفلسطينيين والحياة المضطربة التي يعيشها الفلسطيني.
طليب وعُمر كسرا حواجز كثيرة وكافحا أنفسهما قبل أن يكافحا تقاليد وعادات مجتمع غريب لا يقبل أغلب معتقداتهما أو خلفيتهما التي جاءا منها. لقد فتحا بابا ً لن يوصد بسهولة أمام المرأة الشرق أوسطيةوأمام المرأة المسلمة بشكل خاص. لم يكن الجنس ولا الديانة ولا الحجاب حائلا ً يوما ً دون الوصول لأعلى المراتب والمراكز.
والآن طليب وعمر أنموذج سيتخذه العديد من الناس بمختلف قاراتهم الجيوغرافية ومعتقداتهم الجوهرية وأصولهم المتعددة.لأنهما أثبتا للعالم بأن الجميع لديه فرصة ليُغير العالم من حوله والجميع يستطيع الانتصار والتحرر من قيود المجتمع المفروضة عليه على اختلافها.
سوسن إبراهيم محمد
SawsanIris3@
