أ. د. فيصل الشريفي يكتب: إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
يطلع مصدر حكومي مجهول يرد على مصدر مجهول ينفي الخبر، وفِي الأخير تضيع السالفة ويطلع موضوع آخر يغطي على الأول، وكل يوم على هذا المنوال، وفِي النهاية نلف وندور على أنفسنا ليظل الوضع على ما هو عليه، فلا تحصلنا على إجابة مقنعة ولا غير مقنعة.
في الكويت تكتب وتغرد وتنتقد رئيس الحكومة والوزراء وأعضاء مجلس الأمة وبعض الأحيان يصل هذا النقد إلى قلة الأدب، وفي الغالب لا أحد يقول لك شيئاً، وإذا لجأ أحدهم إلى القضاء استنكر الشارع وتعالت الأصوات عليه بحجة أن حرية الرأي مكفولة بالدستور، لكن أن تكتب سطرا واحدا تنتقد فيه دول الجوار ولو بالحدّ الأدنى وأحياناً حتى بالهمز واللمز تجد طابوراً من المدافعين يقودهم التعصب الأعمى ثم يبدأ مسلسل التخوين!!
إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
حساب مجهول الهوية أو حساب لأحد مشاهير السوشيال ميديا لا ثقافة ولا دراية يهدد وزيراً، وبعد دقائق يرد عليه الوزير بنفسه، ويتفاعل مع طلبه، وإذا صاحب حق طلب مقابلته لا يرد عليه، أو إذا تقدم أحد من أهل الاختصاص لديه مشروع أو فكرة يتم حظره، وفي أغلب الأحيان يحارب بألف طريقة، ويوضع تحت اسمه ألف خط.
إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
يطلع مصدر حكومي مجهول يرد على مصدر مجهول ينفي الخبر، وفِي الأخير تضيع السالفة ويطلع موضوع آخر يغطي على الأول، وكل يوم على هذا المنوال، وفِي النهاية نلف وندور على أنفسنا ليظل الوضع على ما هو عليه، فلا تحصلنا على إجابة مقنعة ولا غير مقنعة.
إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
حسابات وهمية تدخل عالم التواصل الاجتماعي تعمل وفق أجندة واضحة، مهمتها تطلع إشاعات والمشكلة أن معظم معلوماتهم صحيحة مما يؤكد أن هذه الحسابات لها من يمولها بالمعلومة وبالثمن ومع هذا يظل بعضها يسرح ويمرح، والبعض الآخر يغلق، وإذا استفسرنا عن عدم معاملتهم بالمثل قالوا يغرد من بره الكويت، «المشكلة ليست هنا» بل تقع على بعض المغردين المساكين ممن يأخذهم الحماس بإعادة تغريدة أو يكتب علق دون معرفة بالعواقب القانونية ليبدأ بعدها الابتزاز بواسطة محامين فاضين برفع قضايا قد تكون نهايتها السجن.
إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
كل يوم نسمع في بوقة بالملايين وبالأدلة وبالأسماء والمشكلة أن أصحابها ولا هامهم وفي العادة من ينبري للدفاع عنهم كبار المسؤولين، وبكل الأحوال يطلع الشاكي كذاب والحرامي بطل همام أو مظلوم، وإذا صارت السالفة حدها مكشوفة، قالوا أحلنا القضية إلى هيئة الفساد أو إلى النيابة، والحرامي يتم تأمين سفره ليتمتع بالملايين ثمناً لسكوته عن بقية جوقة الحرامية.
إذا في أحد فاهم خل يفهمنا؟!
نسمع عن عقود تبرمها الحكومة لمشاريع عملاقة وبأرقام فلكية، تمر برداً وسلاما «عادي» لكن بعد فترة وبنص الطريق أو قبل التسليم يبدأ مسلسل الأوامر التغييرية ليتضاعف المبلغ مع أن من المفروض بأن هذه العقود سلمت لمكاتب هندسية وضعت التصاميم والمواصفات بناء على الاحتياج المقدم أصلاً من الجهات المعنية، لكن المفاجأة أن الجهات ذاتها وأحياناً كثيرة الشخوص ذاتهم يطالبون بالتغيير، أعتقد السالفة واضحة والفسادين معروفين.
سامحونا على الفضفضة.