مؤسسة قطر.. نموذج ديناميكي مبتكر يجمع بين التعليم والعلوم لخدمة الإنسان
انطلقت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في عام 1995 منبثقة من رؤية استشرافية متمثلة في ان مستقبل البلاد يكمن في بناء اثمن مواردها وهو الانسان.
وتطور التعليم العالي في قطر من جامعة حكومية وحيدة تضم عددا محدودا من التخصصات الاكاديمية وتستوعب عددا قليلا من الطلبة القطريين الى رحاب عدد من الجامعات العالمية المرموقة ذات التخصصات العديدة التي تضمها مؤسسة قطر وتستقطب طلابا من كل انحاء العالم فضلا عن مدارس تستوعب الطلبة من الطفولة وحتى الدراسات العليا.
وقالت رئيسة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر بثينة النعيمي في معرض حديثها عن النشاط التعليمي في مؤسسة قطر ان مسيرة تحول البلاد الى الاقتصاد المعرفي تنطلق من انجازات تتحقق على ايدي ابنائها بفضل التعليم النوعي الذي يحظون به مضيفة انه من هذا المنطلق ارست مؤسسة قطر قواعد بيئة تعليمية فريدة ومتكاملة ينبثق عنها طيف واسع من المبادرات التعليمية الشاملة.
واضافت ان طلاب المؤسسة ينخرطون منذ نعومة اظفارهم وهم لا يزالون في منتصف العام الاول من عمرهم في تجربة تعليمية تهدف الى تحفيز الابداع والابتكار لديهم علاوة على تنمية المهارات البحثية لديهم واعدادهم لمراحل تعليمية تالية تؤهلهم لتولي مناصب قيادية.
واوضحت ان التعليم ما قبل الجامعي في المؤسسة يبدأ من خلال (مركز التعليم المبكر) التابع لاكاديمية قطر الذي يقدم خدماته التربوية للاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين ستة اشهر وثلاث سنوات ثم تكون المراحل الاخرى من مرحلة الروضة الى الصف ال12 في الاكاديمية ذاتها التي افتتحت فروعا لها في ارجاء قطر.
وقالت النعيمي ان الدورة التعليمية في مؤسسة قطر تتميز بشموليتها “حيث انها تستقطب الاطفال وتعتني بهم حتى تخرجهم” مضيفة انه يمكن ان تجد في مؤسسة قطر طلابا امضوا حياتهم الدراسية بالكامل في جنباتها.
وفيما يتعلق بمرحلة التعليم العالي قال العضو الدائم بمجلس ادارة مؤسسة قطر ابراهيم المهندي ل(كونا) ان المؤسسة استطاعت ابرام مجموعة من الشراكات التعاونية مع نخبة من الجامعات العالمية الرائدة “وهو ما أثمر عن بناء نموذج ديناميكي مبتكر يضم تحت مظلته نخبة من الجامعات العالمية التي توفر لابنائنا تجربة تعليمية تضاهي نظيراتها على المستوى العالمي”.
وذكر ان عدد الخريجين من مدارس وجامعات مؤسسة قطر منذ انشائها بلغ حوالي 3300 طالب وطالبة مضيفا انه يوجد حاليا حوالي 6000 طالب وطالبة ملتحقين بالمعاهد الاكاديمية لمؤسسة قطر يمثلون ما يزيد على 90 جنسية مختلفة ويتمتعون بانضمامهم “لهذه البيئة التعليمية النوعية التي تشجع على التحاور وتبادل الافكار والخبرات”.
واضاف المهندي ان جامعة حمد بن خليفة على سبيل المثال تقدم باقة متنوعة من البرامج التعليمية والبحثية من اجل توفير فرص التعلم والاستكشاف امام طلابها وتضم عددا من الكليات والمعاهد منها كلية الدراسات الاسلامية وكلية العلوم والهندسة وكلية القانون والسياسة العامة وكلية العلوم الانسانية والاجتماعية وبعضها يمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
واوضح انه الى جانب جامعة حمد بن خليفة تضم المدينة التعليمية فروعا لثماني جامعات عالمية تعمل جميعها على اتاحة الفرصة امام الطلبة للحصول على شهادات في الطب والهندسة والصحافة والفنون اضافة الى الدراسات العليا في ادارة الاعمال والحفاظ على الآثار ضمن بيئة تعليمية متنوعة لا تتوفر للطلاب ضمن موقع واحد في اي مكان آخر في العالم.
وقال ان هذه الجامعات هي (جامعة فرجينيا كومنولث في قطر) التي تتخصص في الازياء والتصميم و(وايل كورنيل للطب – قطر) المتخصصة في الدراسات الطبية و(جامعة تكساس إي أند أم في قطر) المتخصصة في الهندسة و(جامعة كارنيجي ميلون في قطر) المتخصصة في علم الحاسوب والهندسة.
واضاف ان الجامعات تضم ايضا (جامعة جورج تاون – كلية الشؤون الدولية في قطر) المتخصصة في العلوم الاجتماعية و(جامعة نورث ويسترن في قطر) المتخصصة في الاعلام و(جامعة الدراسات العليا للادارة – إتش إي سي باريس) المتخصصة في ادارة الاعمال و(كلية لندن الجامعية) المتخصصة في علم الآثار والحفاظ على الآثار.
واوضح ان مؤسسة قطر تتعاون مع المؤسسات الاخرى المعنية في الدولة لتحقيق رؤية البحوث والتطوير التي تلتزم بها لضمان تحولها الى مركز عالمي للعلوم والبحوث تكون براءات الاختراع والملكية الفكرية مصدر دخل رئيسي فيه.
واضاف ان المعاهد البحثية التي انشأتها المؤسسة تمثل دورة علمية متكاملة تبدأ من تشجيع الطلاب على اجراء البحوث حول افكارهم ثم العمل على تطويرها حيث تقدم لهم المؤسسة الدعم والتوجيه من خلال الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بهدف الوصول الى تطوير مشاريع مجدية تجاريا من شأنها ان تسهم في الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة.
وذكر انه في المرحلة الاخيرة من هذه الدورة تتولى واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر ادارة عملية التسويق التجاري لتتحول الفكرة التي نشأت من ابحاث معمقة الى نموذج عملي يحظى ببراءة اختراع ليتم بعدها تسويقه تجاريا. (كونا)