عهد ترامب يقلق الطلبة الأجانب
كثير منهم يحاولون التوجه إلى كندا
في معرض تعليمي عقد في فندق الميريديان هنا في نيودلهي هذا الأسبوع، قدمت 20 جامعة أميركية عروضها الدراسية للطلاب الهنود الطامحين في متابعة تعليمهم في الولايات المتحدة. ولكن في أثناء ما كان الطلاب يتابعون العروض الدراسية، بدءا من جامعة ولاية نيويورك في بينغامتون إلى جامعة أبيلين المسيحية في تكساس، أعرب كثير منهم عن مخاوفهم من الذهاب إلى الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
تقول بالاك غيرا (21 عاما)، التي تحاول تقديم أوراقها للالتحاق ببرنامج الدراسات العليا في العلوم الصيدلانية في جامعات متعددة بولايات نورث كارولينا وإلينوي ونورث داكوتا: «إنها الموضوع الرئيسي في أحاديث الطلاب والأصدقاء هنا. إنهم لا يريدون الذهاب إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب».
ويقول أمان كومار (18 عاما)، الذي يحاول هو الآخر الالتحاق بجامعة في ولاية كاليفورنيا: «لقد كان عنصريا للغاية ضد المسلمين وغيرهم من السود والملونين خلال حملته الانتخابية، إنني أفكر جديا بالسفر للدراسة في كندا».
خلال هذا العام، تجاوز عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة مليون طالب وطالبة للمرة الأولى، مما يجلب أكثر من 32 مليار دولار سنويا إلى الاقتصاد الأميركي، ومزيد من الأموال التي تدعم الكليات والجامعات ذات المشكلات المادية.
وحذر مسؤولو القبول في الجامعات والكليات الأميركية من أنه من المبكر للغاية الخروج باستنتاجات مؤكدة حول طلبات الالتحاق الخارجية، بسبب أن المواعيد النهائية للتقدم تكون في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من كل عام. ولكنهم قلقون من أن انتخاب ترامب رئيسا للبلاد قد يؤدي إلى هبوط حاد في أعداد المرشحين من الطلاب الأجانب للجامعات الأميركية. ولقد كشفت الجامعات الكندية بالفعل عن طفرة كبيرة في الاستفسارات في مختلف التخصصات بالنسبة للطلاب الأجانب في أعقاب الانتخابات الأميركية.
تقول جوسلين يونان، مديرة إدارة القبول الجامعي لدى جامعة ماغيل في مونتريال الكندية، في رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني: «لقد شهدنا زيادة في طلبات الالتحاق من الولايات المتحدة ومن الطلاب الدوليين خلال الأسبوع الماضي. كما شهدنا أيضا زيادة في الطلاب الذين يستفسرون عن جامعة ماغيل في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي».
ولقد ارتفعت معدلات المرور على موقع جامعة تورونتو الكندية في اليوم التالي بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية، كما أفاد المسؤولون هناك بذلك، وأغلبها جاءت من الولايات المتحدة. ويقول تيد سارجينت، نائب مدير الجامعة لشؤون الطلاب الدوليين، إن «زيارات موقعنا الدولي لقبول الطلاب الأجانب من الولايات المتحدة يتجاوز الألف زيارة في اليوم الواحد. وفي يوم التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ارتفع هذا الرقم وصولا إلى 10 آلاف زيارة».
وفي اليوم نفسه، كانت هناك زيادة في الزوار من بريطانيا والهند، وأضاف سارجينت أن «رسالتنا الإيجابية بوصفنا جامعة، وبوصفنا مدينة أيضا تدور حول الانفتاح للناس من جميع أنحاء العالم والشمولية الحقيقية». إن الاضطراب في توزيع الطلاب الدوليين قد يكون مثيرا للقلق بالنسبة للجامعات التي توازن دفاترها المالية مع الدخل الناتج عن قبول الطلاب الدوليين، والذين يدفعون في الغالب الرسوم الدراسية الأعلى.
هناك في جامعة ولاية إنديانا الأميركية ألف طالب أجنبي من بين 13500 طالب مسجلين في الجامعة، بما في ذلك كثير من الطلاب السعوديين الذين انتقلوا خلال العام الحالي من جامعة ولاية أيداهو. ويشعر المسؤولون بالقلق لذلك، كما يقول سانتانا نايدو، نائب الرئيس المشارك للاتصالات والتسويق.
وأضاف نايدو يقول: «لقد تسلمنا استفسارات من الطلاب المحتملين الذين هم من جملة المتقدمين. إنهم يسألون هل من الأمان بالنسبة لي أن أسافر إليكم؟ وبعضهم يحاول الاستفسار عن كيفية التأقلم مع المعيشة هناك». وسوف يكون نايدو من بين المسؤولين المجتمعين خلال هذا الأسبوع في حرم الجامعة، في تيرا هوت، لتحديد ما الذي يمكنهم فعله لتهدئة مخاوف الطلاب.
وقال سكوت مانينغ، مدير البرامج العالمية في كلية سوسكويهانا، وهي كلية الفنون الحرة في سيلينسغروف بولاية بنسلفانيا، إنه سمع قبل الانتخابات أن اثنين من الطلاب المحتملين من الصين كانا ينتظران لما بعد نتائج الانتخابات من أجل التقدم بطلبات التأشيرة اللازمة للالتحاق بالكلية.