كتاب أكاديميا

بدرية الفضلي تكتب : تطور المحاسبة المالية

في أواخر القرن الثامن عشر ظهرت في الأفق علامات تطور جديد في المحاسبة نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعيه ، فظهور الثورة الصناعية أدت إلى تطور الوحدات الإنتاجية والى تكوين شركات المساهمة للقيام باستثمار رؤوس الأموال الضخمة اللازمة للصناعة ، وقد تميزت هذه المشروعات بانفصال الملكية عن الإدارة وبالمسؤولية المحددة كما أدى إلى تعقد العملية الإنتاجية وزيادة استخدام عوامل الإنتاج وبتالي إلى صعوبة وتعقد الوظيفة الإدارية
ومع هذا التطور تغيرت النظرة إلى طبيعة وظيفة المحاسبة ولم تعد وسيلة لخدمة أصحاب المشروع فقط . بل أصبحت أيضا وسيلة لخدمة الإدارة عن طريق تقديم البيانات التفصيلية التي تساعد الإدارة في رسم السياسات المختلفة المتعلقة بأوجه نشاط المشروع والإشراف على تنفيذها والرقابة عليها .
ويترتب على ذلك ظهور أهمية محاسبة التكاليف الفعلية والتي تهدف إلى تحديد تكلفة المنتج والرقابة على عناصر التكاليف وتقديم التقارير للمحتويات الاداريه المختلفة لقياس مدى الكفاية في تحقيق الأهداف المطلوبة من قيام المشروع .
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وفي خلال القرن العشرين ومع زيادة حجم المشروعات وانتشار ظاهرة اندماج الشركات ، ومع زيادة تدخل الدولة في شؤون الإنتاج والاستهلاك ،ومع التقدم الكبير في الوسائل التكنولوجية وانتشار المخترعات الجديدة ومع زيادة المنافسة بين المشروعات المختلفة لتقديم السلع او الخدمات لإشباع رغبات الأفراد اللانهائية والمحافظة على راس المال ونموه ، والبحث الدائم عن الأسواق الجديدة ومع زيادة حاجة المستثمر الخارجي للبيانات المحاسبية من اجل توجيه أمواله نحو الاستثمارات المربحة

ومع كل ذلك تطورت المحاسبة وزادت الحاجة إلى خدمات الحاسب وأصبحت المحاسبة وسيله لقياس مدى كفاءة الإدارة وبالتالي وسيله لخدمة المجتمع بصفه عامه ، ونرتب على ذلك ظهور فروع متعددة ومختلفة من المحاسبة بهدف مد الإدارة بالبيانات التفصيلية التحليلية اللازمة لخدمة الإدارة من جهة ولقياس مدى كفايتها من جهة أخرى
ومن دراسة التطور التاريخي للمحاسبة نستطيع أن نحدد بعض الحقائق المتعلقة بنشأة المحاسبة وتطورها :

1. المحاسبة وليدة ظروف اقتصادية وقانونية واجتماعية ، ولقد تطورت مع تطور الحاجة إلى البيانات المحاسبية لخدمة طوائف متعددة .

2. المحاسبة وسيلة وليست هدفا ولقد تطورت هذه الوسيلة في مراحل متعددة . فمن وسيلة لخدمة الإداره إلى وسيلة لخدمة المجتمع ويجدر الاشاره هنا أن كل مرحله من هذه المراحل ليست بدئل وكل منها لاتحل محل الأخرى التي تسبقها ولكنها مراحل مكمله لبعضها البعض وتؤدي إلى زيادة مسؤولية المحاسب فعليه أن يقدم البيانات الازمه في الوقت والقالب المناسب لكل طائفة من الطوائف التي تحتاج اليها .

3. أن تطور المحاسبة مع تطور الظروف الاقتصادية والاجتماعية أدى إلى ظهور فروع متعددة من المحاسبة الإدارية إلى المحاسبة الإدارية بفروعها المختلفة إلى المحاسبة الاجتماعية وكل من هذه الفروع يخدم فئة من الفئات التي تحتاج إلى البيانات المحاسبية الإدارية .

أهداف المحاسبة المالية

تهدف المحاسبة الى تحقيق ما يلي:
1. تسجيل العمليات الإدارية اليومية عند حدوثها مباشرة للرجوع اليها عند الحاجة .
2. تصنيف و تبويب هذه العمليات لتستطيع المنشأة معرفة ما لها من اصول وما عليها من التزامات.
3. اعداد الحسابات الختامية لمعرفة نتيجة المشروع من ربح او خسارة.
4. تقصي الاسباب التي ادت الى الخسارة ومحاولة تجنبها مستقبلاً.
5. اعداد قائمة المركز المالي ( الميزانية) لمعرفة حقيقة اصول وخصوم المشروع.
6. مساعدة الادارة في اتخاذ القرارات السليمة من خلال تزويد الادارة بكافة المعلومات الإدارية الضرورية.
7. المحاسبة اداة لخدمة المجتمع وذلك من خلال بيانها لمدى كفاءة ادارة المشروع.

أهمية المحاسبة الإدارية في النشاط الاقتصادي :
المحاسبة في أي مشروع مهما كان شكله مشروعاً فردياً ام شركة اشخاص او شركة مساهمة عامة او مؤسسة عامة تقدم خدمة لفئات متعددة منها:-

1. اصحاب الملكية :- تهتم المحاسبة بقياس نتيجة نشاط المشروع من ربح او خسارة وتحديد المركز المالي فاصحاب المشروع في حاجة لمعرفة التقدم الذي تحرزه المنشأة ومعرفة درجة الفاعلية التي تستخدم بها موارد المشروع.
2. الادارة :- تقدم المحاسبة للإدارة المعلومات والتقارير الوافية التي تمكنها من ادارة العمليات اليومية للمنشأة بصورة سليمة فمثلاً في المشروعات ذات الاقسام يمكن تحديد نتيجة اعمال كل قسم على حده وبالتالي معرفة الاقسام التي تحقق خسارة وثم اتخاذ قرار بالغاء هذا القسم إذا كان ذلك ضرورياً.
3. الدائنون وحملة السندات : – يهتم دائنو المشروع بالوضع المالي للمشروع لمعرفة مقدرته على السداد ، ومن هنا فان البنوك قبل منح تسهيلاتها الائتمانية لعملائها تطلب منهم معلومات كامله عن المشروع كالميزانية في آخر سنه وذلك لدراستها . ويعطى الدائنون أهميه خاصة لسيولة المنشاة واتجاهات الأرباح واثرها على السيولة .
4. دائرة ضريبة الدخل :- تهتم ضريبة الدخل بتحديد أرباح المشروع بدقة حتى تستطيع أن تحتسب الضريبة المستحقة ولكن هذا لا يتم إلا إذا كانت المنشاة تمسك دفاتر منتظمة وحسابات أصولية وبعد تدقيق حسابات المنشاة من قبل مدقق للحسابات .
5. المحللون الماليون :- يقوم المحلل المالي بتحليل المعلومات الإدارية وذلك لتقديم النصح والإرشاد للجمعيات التي تطلبها مثل المستثمرون .

ملخص
نتيجة حدوث بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية ظهرت علامات تطور جديدة في العديد من المجالات حيث تعد المحاسبة احدى هذه التطورات ، كما ان من اسباب ظهور الوحدات الانتاجية هي الثورات الصناعية وهي الاستثمارات التي تحتوي على رؤوس اموال ضخة وتكون عادةً شركات مساهمة ، كما ان المحاسبة تقوم على تقديم اهداف وخدمة للشركة ليست فقط للجانب المادي بل للجانب الاداري ايضاً ، كما ان بتقديم البيانات التفصيلية للشركة او المشروع يساهم ذلك ويساعد الاداري في تقييم اعمال المشروع بالاضافة الى انه يتم ايضاح العديد من الجوانب له والتي يمكن من خلالها تقديم الخبرة في عمليات البحث والتطوير بالاضافة الى التوجيه وذلك للرفع من مكانة المشروع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock