نوال البحيري تكتب: ليالي رمضان.. والسكينة
وأتت ليالي رمضان مسرعة، تمنينا أن نلقاها لا لشيء الا لحب فينا لعبادات تشعرنا بالقرب لخالقنا، فباقي الشهور أزعجتنا بروتينها الدنيوي ومؤثراتها المزعجة المتتالية، وها هو رمضان يتجلى بلا عمل وبلا روتين حياتي مزعج، برغم الوباء فاللحمة الأسرية موجودة بقوة وبحميمية تبارك الله لم توجد بأي رمضان آخر، نعم غريب هذه السنة، وغريب بالمشاعر أيضا واختلفت الصلاة بلا مساجد ولا قارئ نقصده لجمال صوته وقصر صلاته، اختلاف كلي حصلنا عليه، فالعبادات هذه السنة مفردة، أنت تقرر أين تصلي ومع أهل بيتك كذلك تطول صلاتك أو تقصر، ستلاحظ عمق شخصيتك تجاه ربك مباشرة وتجاه أهل بيتك أيضا، تلاحظ شخصياتهم وأسلوب حياتهم وتستمتع بالحديث معهم.
هذا هو رمضان هذه السنة، جميل بالحد الذي يجعلك مرتاح ومتثبت بالأسرة ثباتا أكبر، مريح بدرجة كافيه للحد من سرعة تصرفاتك وعجلة أمرك، سعيد لدرجة أن تبتكر ألعاب وترفيه أنت مسؤول عنها كأب وأم، نعلم أننا في وقت عصيب لكنها سكينة تنزل على المؤمنين فتجعلهم يتفاءلون بالقدر المؤلم للواقع حتى يتوازن الفرد نفسيا وهذه رحمة من الله تعالى، فرطب لسانك بالاستغفار والحمد والشكر لنعمه سبحانه الكثيرة التي لا تحصى واترك عنك التشاؤم فما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وادعوا بالخير وإزاحة هذا البلاء عاجلا وليس آجلا رحمة لمن لم يجد الدواء ولمن يرمي نفسه بالتهلكة بحجة التفاؤل ولم يعمل بالأسباب جهلا منه وليس تعمدا، فالدعاء يزهر البلاد وينقيها من سائر البلايا والأسقام.
نوال البحيري
[email protected]