خصوصية الحزن النبيل | بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
الجمعة ٨ مارس احتفل العالم بيوم المرأة ، وهو يوم لتكريم المرأة ولتذكير العالم بكفاح المرأة ونضالها لنيل حقوقها المشروعة دينياً وإجتماعياً وإنسانياً ، جاء اختيار هذا اليوم بالتحديد لأنه يوافق ذكرى النضال العمالى للنساء العاملات بمصانع الملابس فى نيويورك للمطالبة بزيادة الأجور وتقليل ساعات العمل وكذلك للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة فى الإنتخاب والتصويت ، وقد اهتم الإتحاد السوفييتى وحلفاؤه من الشيوعيين بحقوق المرأة حتى قررت منظمة الأمم المتحدة إعتبار العام ١٩٧٥ هو عام المرأة ، ومن عام ١٩٧٦–١٩٨٥ هو عقد الأمم المتحدة للمرأة .
و بعيداً عن الكلام الإنشائى والأفكار المعلبة الجاهزة التى تُقدم كوجبة ساخنة فقط فى مثل هذا النوع من الإحتفاليات والفعاليات ثم يطوى النسيان هذه الصفحة لنتذكرها فى العام القادم وهكذا ، فإن المرأة حقيقة هى عصب الحياة ووقودها فى كل لحظة تمر علينا فى هذه الحياة لأن الحياة تبدأ وتنتهى منها وفيها ، وليس من فراغ أن نجد أن كل الحضارات القديمة إهتمت بشدة بدور المرأة واعتبارها رمز للحياة بأمومتها وجمالها وروحها العظيمة ، هذه الروح العظيمة المتقدة هى سر الحياة ، فالمرأة تستطيع أن تجمع بين العاطفة والجسارة ، لأن الله فطرها على فطرة الحنان والصبر ،
وراء كل وجه إمرأة مبتسمة إحتفاءاً بهذا اليوم أمواج من الحزن والضيق والكآبة ناتجة عن ظلم أو تضييق عليها أو إنتقاص من حقوقها وغالباً هضمها ، وراء كل إمرأة حزينة مظلومة يقف مجتمع يدفعها لتعميق هذا الشعور البشع تارة بالتجاهل وتارة بالنسيان وتارة أخرى بالقهر لإشباع رغبات زائفة بالإنتصار لوساوس الشيطان ! فقط المرأة هى من يشعر برتم الحياة ولا تنسى ولو للحظة فقد الأحبة وخاصة إن كان ولدها وفلذة كبدها ، المرأة هى الصدق والإخلاص والصبر فى أرقى المقامات وأعلى الدرجات ، إبتسامة وجه المرأة لا تعنى أن كل شئ على ما يرام ! ولكن هى محاولة للإحتفاظ بخصوصية الحزن النبيل الذى لا يستجدى مخلوق فى حضرة الخالق العليم بذات الصدور ،
كاتبة هذه الكلمات فقدت ولدها الوحيدفلذة كبدها ومهجة القلب وثمرة فؤادها وصبرها علي هذه الدنياالمغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح ..في جنات النعيم وغفر لنا تقصيرنا وأنتقم له ولكل الشهداء فى حادث سير منذ عام وحتى الآن لا تعلم السبب الحقيقى للوفاة ولم تستلم شهادة وفاته وهذا يعتبر إعلان بشهادة وفاة الأخلاق والحقوق والعدل فى مجتمع كان ينتفض لنصرة هذه القيم النبيلة عرفياً قبل أن نعرف هذه القوانين الوضعية وتحايلاتها ،
فى هذا اليوم الإحتفالى أعلنها بوضوح أن المرأة هى الحياة ولولاها لإحترق العالم وإنتهى بكل ما فيه من شرور ، وأن الحياة الدنيا هى متاع الغرور وأن الحق سينتصر يوم النشور وتحصيل ما فى الصدور ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، كل عام وكل نساء الأرض بخير وصبر وعطاء ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، إنه بعباده لطيف خبير.