كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: التعليم عن بعد .. والخوف

” من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً و من يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور “

( روجر فريتس )

تداول الكثير خلال الفترة القليلة الماضية الحوارات و الجدل و تبادل الآراء حول موضوع التعليم عن بعد ، و الذي برز الحديث عنه أثناء الاوضاع الحالية التي تعيشها البلاد بكل خاص و العالم بشكل عام بسبب أزمة كورونا ، و قانا الله و أياكم من كل شر و وباء ..

و في الحقيقة أن مجرد طرح الموضوع له وجاهة كبرى ، خصوصا” في هذا الوقت بالذات ، فالناس تقريبا” في حالة حظر جزئي و الكثير لايغادر المنزل ، و التكنولوجيا قربت البعيد ، و يسرت الصعب ، لذا فكر الكثير من المهتمين بأهمية إستغلال فترة الفراغ للطلبة و الأساتذة كذلك و تفعيل مشروع الدراسة أو التعليم عن بعد ، حتى يتسنى للجميع أستغلال الفترة الفراغية فيما يفيد ..

هنا و عندما نفكر بدخول هذا الموضوع تقفز أمامنا أسئلة الجواب عليها يمهد و يعبد طريق المشروع التعليمي المقترح ، و من هذه الأسئلة :

هل من الممكن تطبيق نظام التعليم عن بعد؟
هل يتم التنسيق بين مواد سابقة محضورة بالصف مع مواد التي يتم دراستها عن بعد؟
كيف وضع الدرجات؟
والمواد التي تحتاج مختبرات؟
قبل ذلك: لاننسى أن القانون لايعترف بشهادة التعليم عن بعد
هل يحتاج الامر تشريع أم قرار وزاري؟

لن ادخل في أجوبة كل الأسئلة سالفة الذكر ، لكني سأتوقف قليلا” أمام الوجه القانوني و حيثياته للمسألة برمتها ، و قبل الدخول في هذه التساؤلات ، سيقفز تساؤلا” جديدا” من شقين :
هل هناك فرق أصطلاحيا” بين الدراسة بالإنتساب ، و الدراسة عن بعد المقترحة ؟
لاننسى أن الدراسة بالإنتساب تم وقف الإعتراف بها أو بشهادتها منذ وقت تولي وزير التربية و التعليم العالي الأسبق د. احمد الربعي رحمه الله ، لذا إذا كان المصطلحين او المسمين سيان و لا فرق بينهما ، معنى ذلك نحتاج تعديل قانوني أو تشريعي سمه ماشئت ، لتغطية المشروع المقترح قانونيا” ، حيث تتم كتابة القانون المقترح وفق صياغة لا لبس فيها تقطع أي تجاذبات قد تحصل مستقبلا” ، و إلا تفاجأنا بشخص يحمل شهادة دراسة بالإنتساب لاتساوي الحبر الذي كتبت فيه و يطالب بأحقية شهادته المزعومة بالإعتراف ، و هنا كما يقول المثل : زاد الماء على الطحين !

اعتقد أن الامكانات متوفرة ، و الرغبة الجامحة متوفرة ، و الاصوات التي تضاد لهذا المقترح ليست بعدد الاصوات التي تتادي، فقط يحتاج المشروع غطاء قانوني قاطع حتى تبدأ الدراسة و نقول بسم الله الرحمن الرحيم ..

هناك عدة دول تطبق الدراسة عن بعد ، و هي دول متقدمة بالإمكان الإستفادة من تجاربها ، و تقديم نموذج مناسب ، يكون معقولا” و يؤدي الغرض بدون الإخلال بالعملية التعليمية ، و مهنيتها و النزاهة ، و يضمن توصيل المعلومة للطالب وفق قواعد سليمة ، كذلك يتم وضع نموذج لطريقة المختبرات و المواد التي تدرس عن طريق المختبرات ، إن وجدت الرغبة الصادقة و الإرادة المخلصة سيكون الوضع فيه من الإنتاج المثمر و الإيجابية ..

على فكرة : الدراسة عن بعد إن بدأت فستكون تكملة للكورس الحالي الذي بدأ فعليا” ، و لن تبدأ بكورس جديد ، الأرضية متوفرة و الاساتذة و الطلبة يعرفون بعضهم ، و أعتقد البداية في القريب افضل ، بدلا” من الإنتظار لأغسطس ، الذي قد يمتد لديسمبر ، حسب توقعات كثيرة ، و الصيغ النقترحة كثيرة ، و الإمكانيات ممتازة ، فقط تحتاج غطاء قانوني حتى يتم تمهيد الطريق لصورة جديدة من صور التعليم الاكاديمي بالكويت ، و من يدري فقد تخرج الإبداعات من رحم الازمات .

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock