هل يمكن أن تتناول أطعمةً منتهية الصلاحية؟ مطعمٌ دنماركي يفعل ذلك ويحقِّق نجاحاً كبيراً!
قد يكون منتجاً منتهي الصلاحية للكثيرين، لكن بالنسبة للعديد من الدنماركيين فإنه عرضٌ لذيذ؛ فقد حقق بيع الأطعمة الفائضة في أحد محلات السوبرماركت بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن نجاحاً كبيراً لدرجة دفعت القائمين على المشروع إلى افتتاح فرع ثان.
فبعد افتتاح الفرع الأول بمقاطعة أماغير بداية العام الحالي، جذب متجر Wefood طابور انتظار طويل عند افتتاح الفرع الثاني في حي نابغو الراقي هذا الشهر، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقال سيرن سكوفغارد، وهو طالب اشترى زجاجة زيت زيتون فاخرة مقابل 20 كروناً (2.27 يورو) “من الرائع أن يبيعوا هذه الأشياء بدل رميها في القمامة. إنهم يدعمون قضية هامة”.
أما المتقاعدة أولغا فرورلاند فقالت وهي تحمل علبة من الحلوى تنوي تقديمها لأحفادها خلال العيد “أوليس هذا جميلاً؟ الحلوى تحافظ على مذاقها لسنوات طوال كونها تحتوي على السكر”.
أمر قانوني
ويعد بيع الأغذية منتهية الصلاحية قانونياً في الدنمارك طالما أشار البائع إلى ذلك ولم يكن هناك خطر مباشر لاستهلاكها. وبحسب باسل حميدان، مدير المشروع فإن القائمين عليه “ينظرون إلى المنتجات ويشمونها ويتفحصونها للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك”.
وجميع المنتجات المعروضة في المتجر يتبرع بها المنتجون، سواء من شركات الاستيراد والتصدير أو محلات السوبرماركت المحلية، ويتم جمعها من قبل فريق العمل في متجر Wefood الذي يتكون بالكامل من المتطوعين، مع العلم أن أرباح المتجر تذهب لمصلحة الأعمال الخيرية.
وبالرغم من أن هذا المتجر يوفر البضائع بنصف السعر مقارنة بأي مكان آخر، إلا أنه من الصعب حتى على أكثر المعجبين به التسوق لديه بشكل منتظم كل أسبوع؛ فتوفر المنتجات يعتمد على ما يوفره المتبرعون، ما يعني أن البضاعة المعروضة تتغير كل يوم لآخر.
ففي أحد الأيام تفاجأ الزبائن بجبل من الفوشار الذي يحمل العلامة التجارية لشركة ديزني وسلسلة أفلام Star Wars، بينما لم يحتو قسم الفواكه الطازجة إلا على حفنة من التفاح.
وقد سلط الكثير من الضوء على موضوع هدر الطعام خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أطلقت عدة مبادرات للحد من ذلك، بدءاً من حظر إتلاف الأطعمة في فرنسا، ووصولاً إلى سلسلة من المقاهي العالمية التي تقدم أطباقاً مصنوعة من مكونات كانت في طريقها للنفايات.
أما مشروع The Real Junk Food ومقره بريطانيا فقد افتتح أول متجر سوبرماركت للأطعمة الفائضة في البلاد في مخزن بالقرب من مدينة ليدز خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
ويدعو المتجر البريطاني زبائنه “للدفع بقدر المستطاع” كونه يركز أكثر على إطعام الفقراء مقارنة بنظيره الدنماركي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت لجنة تابعة للأمم المتحدة إن تفضيل محلات السوبرماركت للمحاصيل الزراعية مثالية الشكل والاستخدام الاعتباطي لمصطلح “يستهلك قبل تاريخ” قد تسبب بهدر كميات كبيرة من الطعام. كما نوهت إلى أن تلك الكميات المهدرة كفيلة بالقضاء على الجوع حول العالم.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فإن كمية الطعام المهدرة سنوياً تبلغ حوالي 1.3 مليار طن، أي ما يكفي لإطعام مليار شخص يعانون من الجوع حول العالم.
المصدر: huffpost