كتاب أكاديميا

ا.د. بهيجة بهبهاني تكتب: انهار المجلس بعد انهيار التعليم

تحت المجهر..
صدر مرسوم أميري في الكويت بحل مجلس الأمة وذلك يوم الأحد 16أكتوبر بعد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء في قصر بيان، وجاء في المرسوم أنه تقرر حل مجلس الأمة: «نظرا للظروف الإقليمية الدقيقة، وما استجد منها من تطورات، وما تقتضيه التحديات الأمنية وانعكاساتها المختلفة، من ضرورة مواجهتها بقدر ما تحمله من مخاطر ومحاذير، الأمر الذي يفرض العودة إلى الشعب مصدر السلطات، لاختيار ممثليه، للتعبير عن توجهاته وتطلعاته، والمساهمة في مواجهة تلك التحديات». ولاحقا تم تحديد موعد إجراء الانتخابات في 26 نوفمبر 2016. ولقد تمنينا نحن الاساتذة ان يتم حل المجلس الحالي بسبب اساءة البعض من نواب المجلس الى المواطنين المستحقين للفرص الوظيفية والمناصب الاشرافية بسبب خبراتهم العريقة وكفاءاتهم المميزة من كثرة ممارسة هؤلاء النواب لدور «الوسيط» لتحقيق امنيات البعض في التعيين والابتعاث والترقية دون توافر الشروط اللائحية في سيرهم الذاتية. وذلك بالضغوطات السياسية على بعض مسؤولي المؤسسات التعليمية من خلال التحقيق في ملفات الابتعاث والتعيين بجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتحقيق في مكافآت الساعات الزائدة على النصاب، وقام هذا البعض – بعد خيبة مسعاه – بالتشهير بجميع اعضاء هيئة التدريس حاملي شهادات الدكتوراه، وانتشرت قصص متعددة عن اصحاب الشهادات المزورة وقصص اخرى عن جامعات وهمية وشراء الشهادات، فأصبحنا نحن حملة شهادات الدكتوراه وكأننا موضع شبهة امام طلبتنا وطالباتنا، وهذه اسوأ حال عشناه.. فأعضاء هيئة التدريس يبذلون قصارى جهدهم في اكساب النفوس الناشئة مفاهيم العلم وحقائقه، والاساتذة هم جسر للطلبة الى عالم الثقافة والتقنية الحديثة وقدوة لهم بالإخلاص بالعمل والسلوكيات الحميدة. وهناك ظواهر عديدة تجاهل هؤلاء النواب إيحاد الحلول لها ومنها ظاهرة الدروس الخصوصية التي تهاجم بضراوة الصرح التعليمي حتى كاد يهوي، والمصيبة الاعظم هو قيام بعض الوافدين من المدرسين الخصوصيين غير المتخصصين بتدريس فلذات اكبادنا العلم ويزيدون ارصدتهم البنكية– اقرأوا صحف الاعلانات-.

ان تفاقم هذه الظاهرة دليل أكيد على خلل كبير في العملية التعليمية والمتمثلة في البيئة المدرسية، التي تضم المدير والمعلم والطالب والمناهج الدراسية. فلماذا لم يبذل هؤلاء النواب جهدهم لإصلاح هذا الخلل التعليمي بالتعاون مع وزير التربية؟

نحمد الله على رحيلهم وعساهم ما يرجعون.
ا.د. بهيجة بهبهاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock