كتاب أكاديميا

لم يبقى شي في جيب المواطن كتبت : د.دلال الردعان

‏⁧‫   

تتحدث الحكومة هذه الايام عن خطة تقشف مستقبلية دعمتها الحكومة بحملات اعلامية كحملة (لا تسرفوا) حيث تشير تقارير المحللين الاقتصاديين الصادرة عن مراكز دراسات اقتصادية من بينها البنك الدولي إن الكويت مجبرة على اتخاذ مزيد من إجراءات التقشف لاسيما إيقاف دعمها السخي للمواطنين في قطاعات الصحة والتعليم والطاقة لتتجنب تسجيل مزيد من العجز في ميزانياتها. 

وتنقل وسائل الإعلام المحلية بشكل شبه يومي تصريحات لمسؤولين حكوميين ونواب في مجلس الأمة (البرلمان) وهم يشيرون إلى ضرورة اتخاذ مزيد من إجراءات التقشف التي تشمل مس جيب المواطن بما فيها خفض رواتب الكويتيين أنفسهم ورفع الدعم الحكومي لبعض السلع المستهلكة مثال البنزين والديزل والتموين الغذائي . وكما هو معروف ان مثل هذه التصريحات الغير مدروسة تتسبب في اشاعة حالة من التوتر وعدم الشعور بالأمان النفسي والاقتصادي والسياسي لدى العامة من الشعب الكويتي. عندما نسمع هذه التصريحات يتبادر لأذهاننا بعض التساؤلات وهي لما لم تغمز وتهمز لنا الحكومة بضجة التقشف هذه عندما وصل البرميل الى ٨ دولار عندما كان الشيخ سعد العبدالله رحمه الله رئيساً للحكومة آنذاك وبصراحة رداً على التصريحات هذه لنية الحكومة بأن يمس جيب المواطن … فإننا نقول اذا أردتوا أن تمسوا جيب المواطن فللأمانة فلن تجدوا شيء في ذلك الجيب ..لأن هذا الجيب أهلكته القروض الاسكانية والأقساط السيارات والمدارس ورواتب الخدم وفواتير الماء والكهرباء وغلاء الاسعار والجشع الذي يتحدى به التاجر المواطن ….ويبدو ان رواتب الطبقة الوسطى الكادحة التي أطلق عليها البعض مسمى الطبقة الهادرة لميزانية الدولة هي من ستكون الضحية الوحيدة لسياسة التقشف المقترحة هذه ولا يستبعد ان يتم الاستقطاع من رواتبهم التي يبدو انها تشكل عبئاً على الحكومة بينما يرفع القلم عن غيرهم من الطبقات الأخرى..
‏⁧‫وهذا الامر لا يعد غريبا في دولة نفطية ثرية سمحت باستفحال الفساد الاداري والمالي بغير حساب ولارقابة ولاعقاب ولا خطط حقيقية للتنمية ومقيولة ( كما يقولون) إذا‬⁩ أفلس التاجر قلب في دفاتره وكذلك الدول عندما تتصرف في مقدراتها بلا حساب وبلا تخطيط تجد نفسها فجأة أمام خيارات التقشف والاقتراض ورفع الدعم 
‏نقولها بكل صدق..نحن لسنا بحاجة الى خطة تقشف انما نحن بحاجة الى نية حقيقية لمحاسبة الفاسدين وسراق المال العام واسترداد أموال الشعب

وبما أنكم راح تبلشون تقشف يا حكومة:

….فليتوقف الهدر الملياري للمنح والتبرعات الخارجية لبلد الانسانية في المؤتمرات المانحة والتي لاتصل للشعب السوري المغلوب على أمره

..فليتوقف الهدر لحفلات فبراير التي تصرف فيها الملايين وتدفع لمطربين منهم مطربي دول الضد ليأتوا ويغنوا ويتراقصوا على جراح الشعب الكويتي واهالي الأسرى والشهداء

…فليتوقف الهدرالمدفوع لمسلسلات رمضان الهابطة التي تسئ للشعب الكويتي الاجتماعي في الداخل والخارج 

… فليمس جيب التاجر الجشع وتتوقف التسهيلات والأذونات الممنوحة له وبكل أريحية ليمس جيب المواطن بغلاء الأسعار الإستهلاكية وأسعار الأراضي والإيجارات السكنية الجنونية.. 

.. فلتتكفل الدولة بتصليح زجاج سيارة المواطن الذي كُسر بسبب تطاير الحصى من أسفلت الشوارع بسبب فساد المقاولين المنفذين لمناقصات رصف الشوارع

… فلتلغى مخيمات تقام لرؤوس في الدولة تجهز بمئات الالاف تقام بها الولائم التي تتسم بالتبذير المرفوض وتسخر المروحيات والطاقات ليقضي بها المسئول ساعتين فقط للتصوير والاعلام

.. فليمس جيب الوافد بالضريبة المعقولة والتي تتناسب وما يتلقاه من خدمات متميزة في الصحة والتعليم في مقابل زهيد لا يذكر وبدون ان يستثمر امواله العائدة داخل الدولة بل يقوم بتحويلها للخارج
..فلتتوقف القرارات المفاجئة الغير مدروسة التي تصب في عدم مصلحة المواطن

.. فليقدم للمواطن الخدمات الصحية والتعليمية والاسكانية المناسبة والتي تتناسب مع كوننا نعيش في دولة غنية نفطية

.. فلتصاغ وتوضع الخطط التنموية الحقيقية والمدروسة من الاستشاريين ابناء الوطن في كافة المجالات وليس الاستعانة باستشاري الخارج “فأهل مكة ادرى بشعابها” ولتنفذ في فترات زمنية محدودة وقصيرة 
… فيلغي مجلسنا الموقر موافقته بالاجماع على الغاء الرقابة المسبقة لمشاريع الاسكان.. وان يعطي تفسير لذلك وبالمثل لا يتم التصويت لأي قرار يمس المواطن نن قريب او بعيد. وليؤخذ برأي المواطن عند اتخاذ القرار
.. ليلغي وزير التربية قراره في المشاركة في ظلم فئة البدون وذلك بقرار فصل المعلمون البدون ..

فليتوقف..

ويتوقف..
…فليتوقف كل ما يهدر الميزانية ويرهقها لصالح افراد ومسئولين ونواب وليس لصالح توفير خدمات وتسهيلات ل “سعادة” المواطن..

‏وعلى سبيل الصراحة.. لن يجدي معنا البتة في هذا البلد حتى لو استحدثنا وزير السعادة لأن هذا الوزير سيقف عاجزاً امام “الشعب المغثوث” من تصريحات مسؤوليه كما انه سيجد خطط واستراتيجيات تنموية وهمية وعلى ورق رصدت لها المليارات لذا سيعجز حين يوائمها مع سعادة الشعب 
والله يعين جيبك يامواطن…لسان حالك يقول .. ليتني مقيم .. لا ضريبة… ولا تقشف.. ولا أحد عينه على جيبي..

د. دلال عبدالهادي الردعان 

‬⁩‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock