بيان القائمة الإسلامية – جامعة الكويتإدانة للانتهاكات الصهيونية على المسجد الأقصى الشريف
…..
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” (الإسراء / 1).
تتوالى الأخبار علينا حول قيام قوات من الجيش الصهيوني باقتحام المسجد الاقصى المبارك – أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين – والاعتداء على المصلين المرابطين بداخله، وأدت الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الفائت في محيط المصلى القبلي إلى إصابة 26 فلسطينيا، في الوقت الذي أغلقت فيه بوابات المسجد أمام دخول المصلين وسمح للمستوطنين والسياحِ الأجانب بالدخول فقط.
يأتي تصعيد العنف هذا – الذي يمثل استفزازا وتشجيعا على الكراهية والعنف وخصوصا خلال فترة الأعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الأضحى – في ظل تواصل سفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني، بما يشكل وصمة عارٍ جديدة تسجّل على جبين من يتمسكون بخيار ” التنسيق الأمني ” مع الاحتلال في ظل الصمت الدولي المتكرر والمعروف، وحالة التشرذم والضعف والهوان التي تعيشها أمتنا الإسلامية والعربية.
وإننا في القائمة الإسلامية بجامعة الكويت – وانطلاقا من واجبنا الإسلامي والإنسانيّ – نستنكر وندين – بأشد عبارات الغضب والاستنكار – هذه الجريمة الصهيونية الجديدة، ونؤكد على موقفنا الثابت والداعم لقضيتنا المركزية وهي القدس الشريف ورفض عملية الاستسلام، وحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة.
نعرب عن قلقنا من تواصل أعمال العنف في محيط المناطق المقدسة في القدس القديمة، ونرفض رفضا قاطعا لسياسة الاحتلال الصهيوني المتمثلة بالتقسيم الزمني للمسجد الأقصى، محذرين مما سيترتب على هذه السياسات الجائرة من تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
إننا نرفض أن تسيطر أقلية عنصرية بغيضة تحمل هوية دينية جاءت لتحل محل الشعب الفلسطيني المسلم وتطرده من بلاده وتسيطر على مدخراته؛ بل وتدّعي الملكية التاريخية لتلك الأرض المقدسة .
إننا نُهيب بالمجتمع الدولي والعربي، والأمم المتحدة القيام بدورهم إزاء هذه التصرفات الهوجاء من المحتل الصهيوني، والتحرك الجاد والفوري من أجل إلزام السلطات الإسرائيلية بالتوقف عن الاعتداء على المقدسات الإسلامية، واحترام الأديان والقوانين والتشريعات الدولية، ونطالب الأمة العربية والإسلامية وشعوبها وزعاماتها أن تغضب لمقدساتنا الدينية وللدم الفلسطيني قبل أن تستفحل المشكلة، فنعيش الصَّغَار والهوان والذلة تجاه مسؤوليّاتنا وقضايانا الإسلامية.
إنها سنة إلهية مُؤصلة أن يرتفع الطغيان والاستكبار في غيّيه وتعنّته، وتسود الدنيا الظلمات والظلم والجور، حتى يتحقق وعد الله المرتقب: ” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فأولئك هُمُ الْفَاسِقُونَ ” (النور / 55).
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
القائمة الإسلامية – جامعة الكويت
” صوت الطالب الواعي ”
11 ذو الحجة 1436هـ
25 سبتمبر 2015م