كتاب أكاديميا

يا وزير التربية .. خلك بالتعليم .. ولا تكن فئوياً

iabdulaazmi

 

ذكر وزير التربية والتعليم العالي د. بدر العيسى في لقاء صحفي معه بأن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب “مختطفة” من الإسلاميين والقبليين. وهذا التصريح لا يبعث لي بطبيعة الحال الإطمئنان لأنه يدل على أن وزير التربية لا ينظر إلى الكفاءة والشهادة ومدى الإستحقاق وفقاً لضوابط وشروط الإبتعاث والتعيين. بل كأنه طلب من أحد العاملين بعمل إحصاء لعدد البدو وعدد الحضر من أساتذة التطبيقي. وهذا النفس الفئوي هو شبيه للنفس القبلي والمذهبي الذي نرفضهم، لذلك أقول:

يا وزير التربية … حين تكون على رأس الهرم التربوي في الكويت وتبعث لنا رسالة بأنك لا تشخص المشاكل حسب منظور تربوي .. بل بمنظور فئوي، فإن ذلك يعكس لنا منهج لا نرتضيه. بل سيزيد الإستغراب حين يجد هذا التصريح القبول عند الناس، لأن التصريح مبني على التجزئة لا على التشخيص والتحليل العلمي التربوي.

يا وزير التربية .. لست من دعاة القبلية أبداً ولست ممن يدعو للتعصب القبلي، فهذا نهج رفضه الإسلام وحرص على دحضه، ولكن من حقي أن أتسائل: لماذا أصدرت هذا التصريح؟ والأهم: ما الغاية منه؟ ثم أتسائل: ولماذا تجعل “القبلية” جزء من مشكلة التعليم؟ بل: وما هي تبعاته؟

يا وزير التربية … هل تصريحك هذا يعني أنك مستقبلاً ستعطي توجيهات بتقليل عدد البدو ومن ثم أخذ الأكفئ من الحضر حتى توازي بين أعداد البدو “المختطفين” وأعداد الحضر! … وتكون توجيهاتك دون أي إعتبار لمبدأ العدالة والمساواة؟!

يا وزير التربية … هل نظرت في ملفات وكفاءة هؤلاء “القبليين” وشخصت عطائهم وتفانيهم في عملهم، وهل دققت في شهاداتهم فوجدت الفضائح؟ أم هو تصريح يعكس فكرك وتوجهك؟ وهل سنعيد للذاكرة التصريح المشهور بأن “البدو كلونا”!!

يا وزير التربية … رؤوس الهرم الإداري في التطبيقي هم من “الحضر” فهل هم متهمون بهذا “التواطؤ”؟ أم نقول بأنهم ينظرون للكفاءة، وأنت تنظر للفئة؟

يا وزير التربية … “القبليين” كما صنفتهم لم ولن يشتكوا من “اختطاف” الليبراليين لعدة جهات في الدولة ومنهم جامعة الكويت التي أنت جزء منها .. و”القبليين” لم ولن يشتكوا من “اختطاف” الحضر لبعض جهات الدولة الأخرى. لأننا نؤمن بأن ذلك يضر أكثر من أن ينفع.

يا وزير التربية .. هناك فئويين وطائفيين وقبليين متطرفين وبشكل مرفوض تماماً، ولكن عادة ما يكونون بعيدين عن المناصب القيادية. فنرجو أن لا تكون أنت منهم وأنت على رأس القطاع التربوي والذي هو عصب بناء الدولة المدنية ومهمته تثقيف الأجيال القادمة التي ستقود البلد مستقبلاً. أرفض تمام القبلية، ولكنني لا أرضى أن تكون “القبلية” هي الشماعة السياسية لمشاكل البلد، دون التطرق لغيرها.

يا وزير التربية … مهمتك أن تصلح التعليم وأن ترتقي بوحل الفشل الذي يعيشه تعليمنا، ومن مهامك أن تنبذ كل فكر متطرف ويفكر يدعو لتفرقة المجتمع، فلا تكن أنت داعماً لهذا التوجه المقيت وأنت وزيراً للتربية!

يا وزير التربية .. أنت أمام استحقاق سياسي، فإما أن تعتذر عن هذا التصريح المذموم أو أنه سينال من تاريخك الوزاري، وسيحق لنا أن نقول بأنك الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب.

 

عبدالله العازمي

عضو هيئة تدريس – التطبيقي

رئيس تحرير جريدة أكاديميا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock