AUM تختتم قمة «التعليم العالي نحو مستقبل هادف 2023»

اختتمت يوم الثلاثاء الموافق 14 مارس 2023 أعمال قمة
بدأت أعمال اليوم الثالث من قمة التعليم العالي في الشرق الأوسط وأفريقيا بجلسة افتتاحية، تحدث في بدايتها د.ناجي المهدي الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للتعليم المهني في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي ـ الإمارات العربية المتحدة، مسلطا الضوء من خلال حديثه على المراحل الأربعة لتجربة التعليم العالي في دبي، وكيفية العمل خلالها، مشيرا إلى أنه في بداية الألفية الثانية، سعت دبي من أجل جذب الجامعات المرموقة من مختلف أنحاء العالم، لإطلاق فروع لمؤسساتها، وتلبية حاجة المجتمع نحو المزيد من مؤسسات التعليم العالي.
لاحقاً قامت حكومة دبي بتجديد لوائحها، سعيا إلى خلق بيئة صحية للشراكات الناجحة، وذلك من خلال الاعتماد المحلي، ووضع معايير لضمان الجودة، ولضمان نجاح التعليم العالي، الأمر الذي أفضى إلى تصنيف بعض الجامعات في الإمارات العربية المتحدة حاليا، من بين أفضل 200 جامعة عالمية.
وأضاف: الآن، انتقلت الجامعات ذات التصنيف العالي في الإمارات العربية المتحدة من مرحلة الحضانة، إلى مرحلة التركيز على العلوم والبحث والابتكار. إنها خطة طويلة الأجل تهدف إلى تحويل دبي إلى وجهة للتعليم العالي الممتاز، ومركزا عالميا للبحث والابتكار، واختتم حديثه قائلا «في دبي، عندما يتعلق الأمر بالنجاح والتخطيط للنمو المستمر، هناك جهود مشتركة وصادقة من الحكومة والجامعات الخاصة، والشركاء الدوليين، وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب، وأفراد المجتمع المعنيين».
جلسة نقاشية بعنوان
«بناء مستقبل مستدام»
تلى الجلسة الافتتاحية جلسة نقاشية بعنوان «بناء مستقبل مستدام»، ركزت الجلسة بشكل أساسي على الطرق الواجب اتباعها في سبيل تمكين قطاع التعليم العالي من المساهمة في صنع مستقبل أكثر استدامة. وتمت مناقشة حقيقة أنه وفي ظل استضافة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر المناخ الدولي COP28 القادم في عام 2023، واستضافته مصر في العام 2022، بدأت تتجه الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط، ودراسة مدى إمكانية البلدان العربية من أن تكون قدوة تحتذى في هذا المجال، فالمنطقة تعد من بين أكثر الأماكن عرضة لتغير المناخ في العالم، حيث سلطت الأمم المتحدة بالفعل الضوء على الخسائر المدمرة، والتي من الممكن أن يتسبب بها تغير المناخ في إمدادات المياه وأنظمة إنتاج الغذاء في المنطقة.
كما ركزت الجلسة على أهمية تعزيز دور البحوث والمشاريع في عملية صناعة القرار، وذلك ضمن مؤسسات التعليم العالي، وتم أيضا التطرق إلى الجوانب الرئيسية التي يتوجب على الجامعات تناولها، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تشمل دمج الاستدامة في ثلاث وظائف أساسية وهي: البحث والتدريس والتأثير المجتمعي.
كما ركزت الجلسة على كيفية تعامل المؤسسات التعليمية مع حكوماتها، لإيجاد حلول عملية لمعالجة قضايا تغير المناخ الملحة، بالإضافة إلى مناقشة موازنة الجامعات بين الأولويات المتضاربة، بما في ذلك خططها الإستراتيجية، للحد من انبعاثات الكربون، مع محاولة مضاعفة عدد الطلاب في المؤسسات التعليمية، ومدى تضمين مفهوم الاستدامة في المناهج الدراسية في المنطقة.
جلسة نقاشية بعنوان
«عناصر التغيير»
تناولت الجلسة الثانية موضوع عناصر التغيير في سبيل توفير التعليم وتعزيز الابتكار، تحدث في هذه الجلسة الحوارية أ.د.جون فوستر بادلي رئيس جمعية كليات إدارة الأعمال الأفريقية وعميد ومدير كلية هانلي لإدارة الأعمال في جنوب أفريقيا، وأ.د.عمار كاكا رئيس جامعة العلوم التطبيقية في البحرين، وأ.د.أحمد علي مراد وكيل مساعد للبحوث في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ود.نزيه خداج ملاط نائب الرئيس لشؤون الاعتمادات وضمان الجودة بجامعة العين في الإمارات.
وطرح أ.د.بادلي ركيزتين أساسيتين في مقاربة عناصر التغيير وهما: التواصل الإنساني، وتعزيز استخدام التكنولوجيا، مشددا على أن حجر الزاوية في عملية التقدم والتطور، يتمثل في التواصل الفاعل والبناء بين مؤسسات التعليم العالي والطلاب الحاليين والمحتملين، بالإضافة إلى الصناعة وقطاعات الأعمال المختلفة، وأيضا صناع السياسات والقرار، كما أن إتاحة التكنولوجيا وتوظيفها في العملية التعليمية من شأنه أن يوسع من دائرة المعنيين والمهتمين بهذا القطاع الحيوي والمصيري. وقد أضاء أ.د.عمار كاكا على أهمية التركيز على الطلاب الذين يعانون من صعوبات مختلفة خلال سنوات الدراسة، بالإضافة إلى التركيز على قضايا المساواة، وتساءل عن سبب عدم تفوق الطالبات في ميادين العمل، وذلك على الرغم من تفوقهن في الجامعة. وأضاف أنه يتوجب علينا أن نفهم السبب الذي يعيق تقدم خريجاتنا في المجال المهني.
وقد شدد أ.د.أحمد مراد على أهمية بناء الجسور، وذلك من خلال مشاريع الشراكة والتعاون القائم على المصالح المتبادلة، وتعزيز البحث العلمي، وتوفير التقنية وأدواتها في المجتمعات التي تواجه نقصا في هذا المجال.
وتحدث د.ملاط عن أهمية تبني مؤسسات التعليم العالي لأهداف التنمية المستدامة، ودعا إلى إدراج هذه الأهداف ضمن البرامج الأكاديمية، والبحوث العلمية، والأنشطة والمشاريع الطلابية. ونبه إلى ضرورة اعتماد مؤشرات أداء، تسمح بمراقبة وتحسين الجودة.
ختام القمة
وفي ختام القمة، تمت الإشادة بالمشاركة المتميزة من الشركاء الإقليميين والدوليين، مع التشديد على أهمية استمرار عقد قمم بذات الأهمية، لطرح أفكار جديدة، وذلك من خلال التعاون الإبداعي والتفكير الشامل، والالتزام بالعمل، لتحقيق أفضل النتائج، وتسريع وتيرة التقدم.