وزارة التربية

معلمات وطالبات كفيفات يروين همومهن: بيئة مدرسية طاردة.. وبلا مقوّمات تعليمية!

بيئة مدرسية طاردة، طالبات بلا كتب، مقررات دراسية بلا معلمات، ومخرجات تعليمية قاصرة وجاهلة بطريقة برايل!.. باختصار، ذلك هو حال مدرسة النور المشتركة للبنات، مع بداية العام الدراسي الجديد.
فعلى الرغم من الاستعدادات وتكاتف الجهود لاستقبال عام دراسي ناجح خال من الهموم والإشكاليات، فإنه ما زالت هناك بعض العثرات التي تعيق الكوادر التعليمية.
وبينما يفترض أن تكون المدرسة بمنزلة منظومة متكاملة لا يقتصر اهتمامها على تحقيق الهدف التعليمي وحسب، وإنما تنمية الطالب فكرياً وتربوياً أيضاً وتوفير كوادر تدريسية متخصصة ومؤهلة ومنهاج تعليمي وبيئة تعليمية صحية وآمنة، فضلا عن أساليب تقنيّة حديثة لخدمة الطالب، تحوّلت فيه إلى «بيئة مدرسية طاردة»، نظرا الى افتقارها الى جميع مقومات التعليم والتعلم.

وفق ما ذكرت كثير من المعلمات والطالبات الكفيفات، فإن مبنى مدرسة النور المشتركة للبنات، يعتبر متهالكا وغير صالح ليكون مكانا لتلقّي العلم؛ إذ يفتقد الشروط البيئة التعليمية المناسبة، ما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي والصحة النفسية والاجتماعية للطالبات.
وكشفت المعلمات أن المدرسة التي تحتضن نحو 60 طالبة و100 معلمة، تحتاج إلى 14 فصلا غير فصول «الازدواجية» والمختبرات والمرسم والحاسوب والاقتصاد والمكتبة، وغيرها من احتياجات المدرسة.

قطعة من اللهب
وأشارت المعلمات إلى أن الفصول الدراسية غير مهيأة للعملية التعليمية، ويخلو بعضها من النوافذ الخارجية أو الداخلية، إضافة إلى ضيق مدخل المبنى للسيارات، ناهيك عن خطر مرور الطالبات لوجود الشارع الذي يفصل بين المبنى وصالة الألعاب.
ولفتن إلى مشكلة أخرى، هي تكدّس المراحل الثلاث من ابتدائي ومتوسط وثانوي داخل المبنى، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض جودة مخرجات العملية التعليمية، إضافة إلى تغطية ساحة المبنى بغطاء جاذب للحرارة، ما يجعل ساحة المدرسة قطعة من اللهب، ناهيك عن عدم وجود غرف كافية لأعضاء الهيئة التدريسية.

قرار جائر 
وأوضحن أنه تم فصل الإعاقة البصرية عن الإعاقة السمعية في 2010 ـــ 2011 تحت إجبار إداري من معلمات الإعاقة البصرية، اللاتي كان اعتراضهن على المبنى الجديد، ومن مساوئه أنه جزء من مبنى وليس مبنى كاملا، إضافة إلى ضيق مساحة الفصول وخلو بعضها من شروط الأمن والسلامة كوجود «الجبسن بورد» (الحاجز الخشبي)، وكما هو معروف ما له من خطر فهو سريع الاشتعال.
وأشارت المعلمات الى أن قرار النقل تم وسط معارضة من جميع معلمات الكفيفات، ولكن لم يؤخذ رأيهن بعين الاعتبار وتم الفصل غير المدروس، ما جعل الكفيفات داخل المدرسة معلمات وطالبات يعانين من نتائج هذا القرار الجائر، معتبرات أنه من المخزي أن تكون مدرسة الكويت للمكفوفين بهذا الشكل وبهذه الإمكانيات!

أزمة الكتب 
وفي بداية كل عام، والذي يجب أن يكون مجهّزا على جميع الأصعدة لطلبة المدارس، يعاني مكفوفو الكويت من مشكلة جوهرية، تكمن في عدم توافر الكتب الدراسية لجميع المواد الأمر، الذي يبطئ سير المنهج الدراسي، وينعكس سلبا على الطلبة، خصوصا طلبة الثانوية الذين يخضعون لاختبارات التعليم العام.
ووفق روايات المعلمات، فإن تأخّر تسليم الكتب الدراسية يدفع بعضهن الى تحمل تكاليف طباعتها على نفقتهن الخاصة ليضمنّ تدريسا ناجحا، مشيرات إلى تكرار هذه المشكلة سنويا في بداية كل فصل دراسي، فلا يكتمل وصول الكتب إلا في نهايته، حيث يتم إتمام المنهج والانتهاء منه.

تكدّس المعلمات 
ولَم تسلم طالبات المرحلة الثانوية الكفيفات من المشكلات الدراسية، واشتكت مجموعة منهن من نقص المعلمات في معظم المواد، وهن على مشارف انتهاء شهر من الدراسة، الأمر الذي ساهم في تأخير تدريس بعض المواد نتيجة لعدم تواجد معلمات لتدريسها.
وبيّنت الطالبات أن ثانوية النور ــــ بنات تتبع في نظامها للتعليم العام، أي إن اختبار نهاية الفصل الدراسي يكون موحّدا على مستوى الكويت، متسائلات: كيف تمكننا مجاراة ذلك في ظل افتقار المدرسة الى المعلومات الخاصة ببعض المواد المقررة؟
وأشارت المتحدثات إلى تكدّس بعض المعلمات في بعض المراحل الأخرى، ما يجعل بعضهن بلا أعباء تدريسية في ظل شكوى المدارس الأخرى من نقص المعلمات في الأقسام التي تعاني من فائض في المدرسة، وأضفن ان تقسيم المعلمات في إدارة مدارس التربية الخاصة غير عادل، ولا يمكن التكهّن بالشروط الخاضعة لها تلك القسمة.

مخرجات تعليمية
ويرى باحثون تربويون وناشطون عاملون في مجال الإعاقة، أنه في ظل نسبة النجاح التي تصل في مدارس التربية الخاصة إلى %100، يتساءل بعض الطلبة الفائقين واولياء امورهم عن الأساس الذي يتم تقييم الطلبة في هذه المدارس، وأين جهود الطلبة المتميزين؟ ونتيجة لهذه النسبة نرى قصورا في المخرجات التعليمية.
وأضافوا «بعض المعلمين من ذوي الإعاقة يعانون من كسل إنتاجي وعملي شديد، الأمر الذي يجعل من بعضهم عبئاً على بعض المدارس»، متسائلين: كيف لا نصل إلى هذا المستوى من هذه المخرجات، ونحن نخضع لمعلمين لا يجيدون التعامل مع ذوي الاعاقة ويجهلون آلية تدريسهم؟!

أولياء أمور: معلمات غير متخصّصات ويجهلن «برايل»!

أعرب أولياء أمور عن استيائهم من طريقة تعليم بناتهم، وقالوا ان «فاقد الشيء لا يعطيه»، وذلك لأن بعض معلمات الطالبات الكفيفات غير مجيدات لطريقة برايل، وهي طريقة المكفوفين الأولى في الكتابة، ما يجعلهن غير حريصات على تعليمها للطالبات، اضافة إلى تخريج دفعات من الطالبات الكفيفات تجهل طريقة برايل، ما قد ينعكس سلبا على إنتاجيتهن في العمل مستقبلا.
كما سلط أولياء الامور لـ القبس الضوء على مشكلة أخرى تواجه بناتهن، هي تشكيك بعض المعلمات غير المتخصصات، في القدرات العقلية لدى بعض الطالبات ومدى اعاقتهن، الأمر الذي يؤدي إلى إحالتهن إلى مدارس خاصة بالإعاقة الذهنية، ومع مرور الوقت يتم الاكتشاف بأن المشكلة الأساسية التي تواجههن، تتمثل فقط في عدم الاهتمام بهن وسوء تقييمهن.

أين المقصف؟

اشتكت بعض الطالبات من افتقار المدرسة الى المقصف، حيث يلازمهن شعور دائم بالجوع، لا سيما خلال نهار الصيف الطويل.

الحديقة المدرسية

انتقدت معلمات عدم توافر الحديقة المدرسية الخارجية للمبنى، حيث المبنى مغلق من جميع الجهات، مؤكدات أنها ضرورية وفوائدها البيئية والصحية عديدة، ناهيك عن اهميتها كمجال تطبيقي في الحصص العلمية، فهي تعمل على تنقية الهواء، وتسهم في رفع المستوى العلمي وتحسين الصحة الجسدية والنفسية للطالبات.

حقوق تعليمية

شدّد أولياء أمور على أهمية الاهتمام بالحقوق التعليمية وتوفير البيئة المناسبة لأبنائهم لضمان جودة التعليم والنهوض بالمخرجات التعليمية، مؤكدين أن ذوي الإعاقة في الكويت بحاجة إلى الالتفات.

لا لتهميش «برايل»

بينما حذّر باحثون نفسيون واجتماعيون من عواقب تهميش طريقة برايل، باعتبارها اللغة الأم التي يتسلّح بها المكفوفون، أكدوا أهمية التعليم المبكر لطريقة برايل، لما لها من تأثير إيجابي في حياة المكفوفين أكاديمياً ومهنياً واجتماعياً.

غرِّد ويانا

انزعوا فتيل الأزمة

غرد الناشط في مجال الإعاقة علي الثويني في حسابه على «تويتر»، منتقدا نقص الكوادر التعليمية لبعض مدارس ذوي الاعاقة، خصوصا لطلبة الصف الثاني عشر الادبي والعلمي، متسائلا من المسؤول عن ذلك؟
وأضاف «انزعوا فتيل الأزمة في مجال الحقوق التعليمية المستحقه لذوي الإعاقة قبل أن تطفو على السطح».

مدينة صحية

اقترحت المغردة موضي العجمي، توفير مجمع خاص لذوي الإعاقة يشبه «المدينة الصحية»، ويشمل كل ما يخص احتياجاتهم ومتطلباتهم في مكان واحد، من حيث أجهزة صحية ورياضية وأجهزة متنوعة.

مهارات المراهق التوحدي

ذكرت الباحثة النفسية في التربية الخاصة د. دلال الشايجي في تغريدة لها على حسابها في تويتر، أن من المهارات الأساسية والمهمة التي يجب تدريب المراهق من ذوي التوحد عليها مهارة تكوين الصداقات والمحافظة عليها، وإن كانت الكترونيا، مما يخفف من احتمالية اصابته بالاكتئاب ومشاركة اهتماماته مع الآخرين لشغل وقت فراغه من ناحية ولشعوره بالتقبل من قبل الآخرين.
‏وتابعت: لا يهم عدد الصداقات التي يملكها الطفل ذو التوحد، بل الأهم جودة هذه الصداقة وتأثيرها في حياته النفسية والاجتماعية.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock