كتاب أكاديميا

فارس الغريب يكتب : عِندما تَكون مُديراً غَير إِدارياً …


لَا شك أَنَّ الإِدارة عِلم قائِم بِحد ذاتِه يُعلم ويُدرس في العَريق مِنْ الجَامِعات مُنذ أَزمِنة مَضت واستمرت إِلى يَومِنا هذا وهُناك الكثير مِنْ الشخصيات العالمِية التي اعتنت وَوَضعت أعمِدة لِهذا العِلم البَديع مِثل آدم سميث ، وفريدريك و تايلور و هنري فايول ، فَبذلوا الجُهد في وَضع النظرِيات الإِدارية التي مِنْ شأنِها الاهتِمام بِمستوى الإِنتاج ، إِذا الإِدارة هِي عِبارة عَن مجموعة القواعِد والمبادِئ التي تَهتم بِالاستخدام الأَنسب للموارِد مِنْ قِبل المُؤسسات لِتحقيق هَدف المُنشِأة بِأقل جُهد وَكُلفة مُمكِنة.
فَإِنَّ فَن الإِدارة يَدور حَول مُستوى الإِنتاج وَتحسِينه عَن طريق اتباع الطَريقة المُثلى الرَشيدة لِتحقيق ذَلِك ، يَأخذنا هَذا إِلى قاعِدة إِدارية وَهِي أَنَّ كُل قائِد مُدير وَليس كُل مُدير قائِد فالمُدير دوره تَطبيق القانون فَقط دُون النظر إِلى الطرَيقة في تطبيقه أَو الاهتِمام في الِإنتاج والذي هُو المِعيار الحقيقي لِمعرفة مَدى نَجاح المُنشِأة أو فشلِها ، أَما القائِد المُدير فَهو الذي يَهتم بالمبادِئ الِإدارية الأَساسية والعناصر الإِنسانية التي تَتَمثل في أَفراد تِلك المُنشِأة فالرَكيزة الأَصيلة للمُنشِأة هُم أَفرادِاها ، فتجِده يَعمل مَعهم بِروح الفَريق الواحِد حريص حتى على أَنَّ تكون عِلاقاتهم مع بعضِهم يَسودها الوِد والمَحبة ، وَمِنْ أبجدِيات الِإدارة الناجِحة حل المشُكلات الواقِعة في المُنشِأة وتوفير بيئة عمل صالحِة مع توفير الأَدوات والحوافِز اللازِمة لأَفراد تِلك المؤَسسة.
فالِإدارة هِي أَساس كُل عَمل مَهما كان نوعه ومجاله فنجِد السِياسي الناجِح وَصل لِهذا النَجاح عَبر إِدارة صَحيحة لِعمله السِياسي مِنْ خِلال فَريق عَمل مُتمكِن ، حتى لَو أسقطنا عِلم الإِدارة على شريعتِنا الِإسلامية نجِد نجاحات الدعوة الإِسلامية في صدرِها لا تُعد ولا تُحصى وعلى سَبيل المِثال صُلح الحُديبِية، بِخلاف ما نَراه اليوم مِنْ تراجُع في أمُتِنا الإِسلامية.
نُخلِص القول بأَنَّ فَشل الِإدارة اليوم في مُؤَسَساتنا لها أَسباب عَديدة مِنْ أَبرزِها وَضع الشَخص الغَير مُناسِب في المَكان الغَير مُناسِب ، الجَهل الجَلي في عِلم الِإدارة ، والهَدف الوصول لِلمنصِب فَقط فَيكون مُجرد غاية والصَحيح بأَنَّ يَكون المَنصِب عِبارة عَن وَسيلة لِتحقيق الغاية والتي هي المَصلحة العَامة ، وَكي تُسرِع في عَملِية إِسقاط المُؤَسَسَة وإِفشالها استخدم ثَلاثة أَشياء فَقط وَهُم : تَوظيف الفَرد في غَير تَخصُصِه ، استخدام أُسلوب المركزِية في إِدارة المُنشِأة ، تَشكيل اللِجان في البَت في كُل صَغيرة وكَبيرة ، فَهل نجِد اليوم مُؤَسَسَة تَهتم بِمعرفة نجاحِها مِنْ خِلال قِياس الإِنتاجية؟
فارس الغريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock