د.عثمان الخضر: التصوير على مواقع التواصل نرجسية زائدة
مع زيادة مواقع التواصل الاجتماعي وتنوعها، تبقى مشاركة الصور من أبرز نشاطات مستخدمي تلك المواقع، وتختلف دوافعهم لمشاركة صورهم وفقاً لمتغيرات العمر والنوع والخلفية الاجتماعية والثقافية، لكن يظل توثيق الأحداث بالصور سمة غالبة على كثير من محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع إلى ابتكار التطبيقات الخاصة بالصور مثل «انستغرام» و«فوتو».
وفي هذا الشأن، قال رئيس قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. عثمان الخضر، إن اعتماد الأفراد على تصوير الشخص لنفسه بشكل متكرر يشير إلى شعوره بالاعتزاز المفخم بالذات والنرجسية الزائدة، إلا أن ذلك لا يعني وجود حالة مرضية لديه، فرغبة الفرد في التصوير على مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون عرضاً لحب النفس والنرجسية الزائدة وليس مرضاً.
وأضاف الخضر أن تصوير الفرد لتفاصيل حياته بطريقة عشوائية قد يشير إلى لجوئه لعملية «التعويض» وهي حيلة عقلية يقوم بها الشخص لتعويض نقص وعوز لديه في جوانب حياته، فالبعض يعتقد أن جذب انتباه الآخرين له واعجابهم بما يملك، يكمل جوانب أخرى يحتاجها، مؤكداً أن ملء هذه الفراغات في الحياة لابد أن يكون بطريقة حكيمة كالتفوق في العمل أو الدراسة، أو البراعة في هواية ما.
وبيّن الخضر أن التباهي بتصوير ما يمتلكه الفرد من نعم المأكل والملبس يثير التباغض والحسد بين الأفراد الذين ينتمون للمستويات الاقتصادية المختلفة، مشيراً إلى أن تصوير الخصوصيات مثل «البوفيهات والكوشات» أمر لا داع له، إلا لأخذ الاستشارة والرأي من شخص بعينه، لافتاً إلى أن أغلب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشجعون بعضهم بعضا لمشاركة الأحداث، وغالباً ما يعتمدون على تصوير «السيلفي» في تسجيل ما يمرون به من لحظات سعيدة.
(القبس)