دراسة: 54% من أطفال الدولة تعرضوا لمخاطر إلكترونية
مسؤولون يطالبون بزيادة وعي طلبة المدارس بتهديدات الإنترنت
خلال المؤتمر الصحافي لإطلاق فعاليات اليوم العالمي للإنترنت الآمن.
منطالب مسؤولون حكوميون بتكاتف مؤسسات الدولة المختلفة لرفع الوعي لدى طلبة المدارس حول مخاطر تهديدات شبكات التواصل الاجتماعي، إذ بينت نتائج دراسة محلية أن 54% من أطفال الإمارات الذين تراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و17 عاماً تعرضوا لموقف سيئ لدى استخدام الانترنت، من بينها وصول أطفال إلى محتويات غير لائقة، والتواصل مع أشخاص مشبوهين.الابتزاز الإلكترونيكشفت خدمة الأمين في شرطة دبي، أن بلاغات الابتزاز الإلكتروني تتصدر البلاغات التي يتلقاها البرنامج، وبشكل خاص الابتزاز الالكتروني للشركات الحكومية وشبه الحكومية من خلال قيام «الهاكرز» بالحصول على بيانات ومعلومات حول الشركات، ومحاولة ابتزازهم مادياً للحصول على أموال مقابل عدم نشر هذه البيانات أو الإفصاح عنها. وقال ممثل خدمة الأمين خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي، إن «الابتزاز الالكتروني تحول من الابتزاز للأشخاص الى الابتزاز للشركات والمؤسسات، الامر الذي دعا خدمة الأمين الى عقد شراكة مع هيئة تنظيم الاتصالات وشركتي (اتصالات) و(دو) بهدف تنظيم حملات توعية مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي وموقع هيئة تنظيم اتصالات، للتوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني التي تستهدف الافراد والشركات على مستوى الدولة».أرقام الإنترنتالإمارات الأولى عربياً والـ19 عالمياً في مؤشر تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 8.81 ملايين مستخدم يمثلون 92% من عدد السكان.عدد حسابات «فيس بوك» خمسة ملايين حساب.تقارير محليةتشير نتائج تقارير مراكز متخصصة في مواجهة جرائم الإنترنت بالإمارات إلى أن:■نسبة طلبة المدارس الناشطين في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإمارات من سن 14 إلى 18 عاماً تصل إلى 95%.■50% منهم تعرضوا لتهديدات تأخذ أشكالاً مختلفة، كمحاولات الترهيب وسرقة الهوية والتحرش بالفتيات.■تصل نسبة محاولات الترهيب إلى 20%، وسرقة الهوية 15%، والتحرش 13%.■86% من الطلبة يمنعهم الخوف أو الخجل من التحدث عن مشكلاتهم، وأنه في حالة التعرض لمثل هذه المضايقات فهم يفضلون اللجوء إلى الآباء، وهؤلاء أكثر من الذين يلجؤون إلى الأصدقاء أو المدرسين أو السلطات المختصة.جاء ذلك خلال إطلاق فعاليات اليوم العالمي للإنترنت الآمن التي انطلقت أمس في دورته الـ13 تحت شعار «معاً لنجعل الانترنت أفضل استخداماً»، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبالتعاون مع أكثر من 30 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية والمؤسسات الخاصة.وأكد الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس اللجنة العليا لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، في مؤتمر صحافي أمس، أن «الفعاليات ترسخ مفاهيم العمل المؤسسي المشترك بين جميع المعنيين من الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف أفراد المجتمع، والعمل على إيجاد آليات فعالة لتطوير حلقات التواصل والتعاون المشترك والمستدام»، لافتاً إلى أن «الاحتفال باليوم العالمي للإنترنت الآمن، يجسد التوجهات الاستراتيجية التي يعمل برنامج خليفة لتمكين الطلاب على تحقيقها من خلال توحيد الجهود الموجهة إلى الفئات الطلابية في هذا المجال».وأشار إلى أن «فريق العمل المشترك عمل على تطوير فعالياته وأنشطته هذا العام بشكل يتواكب مع المستجدات، إذ سيتم تنفيذ 47 فعالية على مستوى الدولة، ووضع الملصق الخاص باليوم العالمي في العديد من الاماكن، كما سيتم وضع شعار الحملة على موقع البحث الالكتروني (غوغل)، وإذاعة ثلاثة أفلام قصيرة وفلاشات توعية عبر مختلف وسائل الإعلام التلفزيونية والاذاعية، وإطلاق هذه المبادرة في عدد من المراكز التجارية، وإطلاق مسابقة توعية مكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي».ولفت إلى أنه «من خلال برنامج خليفة لتمكين الطلاب تم تدريب ما يزيد على 33 ألف طالب في 300 مدرسة، وعقد أكثر من 600 محاضرة للطلاب في المدارس، إلى جانب تدريب أكثر من 5000 مدرس بالتوعية الإلكترونية لحماية الأبناء من مخاطر الانترنت».وتم خلال المؤتمر الصحافي عرض نتائج تقرير أعدته شركة «نورتن» الخاصة بالأنشطة العائلية، الذي يسلط الضوء على مخاطر استخدام الأطفال في الإمارات للإنترنت، معتمدة في تقريرها على آراء وشكاوى الآباء والمدرسين، وعمل على إعداده خبراء الحماية والأمن الإلكتروني، وخلص إلى أن 54% من أطفال الإمارات الذين تراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و17 عاماً قد تعرضوا لموقف سيئ لدى استخدام الانترنت، إذ أقر43% منهم بأنهم وصلوا إلى محتويات غير لائقة، وأقر 20% منهم بمشاهدة صور أو أفلام أو ألعاب عنيفة جداً على الانترنت، وتواصل 35% منهم مع أشخاص مشبوهين، و35% أعطوا الكثير من المعلومات والتفاصيل الشخصية للغرباء.من جانبه، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية مروان أحمد صوالح «حرص الوزارة على تنفيذ أنشطة ومبادرات، لتعميم الفائدة على طلبة المدارس وإعداد منهاج متخصص بالسلامة الأمنية، بما يعزز من التوعية لتشمل أولياء الأمور ومراكز خدمات الأطفال».وأشارت الوكيل المساعد لقطاع شؤون التعليم العالي والبحث العلمي يمنى حمد بدوه، إلى «إعداد خطة اعلامية لتسويق مشروع التعليم الذكي للإنترنت من خلال ارسال رسائل نصية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تستمر على مدار العام الدراسي بالتنسيق والتعاون مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب، إلى جانب إعداد أفلام توعية قصيرة سيتم توزيعها دورياً على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالتعاون مع الطلبة أنفسهم، وتوزيع شاشات اللمس على الجامعات ومراكز الخدمة في التعليم العالي والتنسيق مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب لتنظيم ورش عمل توعوية تستمر أشهراً عدة في الجامعات والكليات، وإعداد بوسترات ومنشورات توزع على منصات المكتبات الحالية».وقال مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل الرائد الدكتور محمد خليفة آل علي، إن «دولة الإمارات تحتل المرتبة 11 عالمياً في استخدام الإنترنت عبر الأجهزة الذكية»، مشيراً إلى ان «80% من الأطفال في الإمارات يدخلون إلى عالم الإنترنت، وأن تعرض الأطفال لمحتويات الإنترنت يبدأ من سن مبكرة جداً ما بين عامين وثلاثة أعوام».وأضاف أن «بعض الدراسات أظهرت أن 46% من الأطفال الذين يتعرضون للأذى أو التهديد عبر الإنترنت يبلغون ذويهم بما حصل لهم في حين تخفي النسبة المتبقية ما حدث لها لأسباب متعددة من أبرزها الخوف والتردد».وأشار آل علي إلى أن «وزارة الداخلية أطلقت نوفمبر الماضي أول خط ساخن اتحادي لحماية الأطفال للإبلاغ عن حالات الاعتداءات التي قد يتعرضون لها»، مشيراً إلى أن «الخط تلقى منذ إطلاقه نحو 500 اتصال غالبيتها تتعلق بالاستشارات والاستفسارات من الأهالي».وقال مساعد المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب الدكتور عبدالرحمن شرف، إنه «سيتم طرح العديد من الموضوعات في مجالات أمن المعلومات وحماية الطفل والاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي، والتعريف بقانون الجرائم الالكترونية وتقنية المعلومات للمعلمين، ونصائح لأولياء الأمور، إضافة الى مجموعة من المواد التفاعلية».وكشف انه «يجرى حاليا تخصيص 10 آلاف كتاب ضمن مبادرة (أنا أقدر) للقراءة في مجال التوعية الالكترونية، وتوزيع 1000 مكتبة متحركة على المدارس والجامعات تحتوي على كتب في مجال التوعية الالكترونية، إضافة الى تجهيز 100 شاشة لمس يتم توزيعها على مختلف المدارس والجامعات تحتوي على آلاف الكتب الإلكترونية، ويتم حالياً إنتاج مجموعة من فيديوهات التوعية الكرتونية والتمثيلية بهدف التوعية بالاستخدام الافضل والآمن للإنترنت».