كتاب أكاديميا

رحم الله د. الخواجة | د. أمثال الحويلة

  
بسم الله الرحمن الرحيم 

بإسم كلية العلوم الاجتماعية- قسم علم النفس 

بإسم كل محبي هذه الأرض وباسم كل طلبة وطالبات د.جاسم 

السادة الحضور 

يعز علي أن أقف اليوم هذا الموقف الحزين لأوبن زميلنا الراحل الدكتور جاسم الخواجة رحمه الله، وأعزي الكويت كلها فيه بعد أيام قليلة على عزائه لي بوفاة ولدي رحمه الله. ما زلت أتذكر كلماته التي كانت بلسما لروحي وهو يحدثني عن الحياة باعتبارها دار ممر لا دار مقر، وأننا كلنا راحلون. 

صدقت يا أستاذي وزميلي العزيز.. لكلنا راحلون ، لكن هناك من يرحل مثلك، بعد أن يضع بصمته الخيرة على هذه الحياة ، وبعد أن يترك وراءه من يتذكره بكل خير، وتظل كلماته صادحة في أرجاء الكون كله تعلن عن موقفه من الوجود.. 

نعم.. لقد رحل د. الخواجة شهيدا راضيا مرضيا عنه بإذن الله تعالى صائما وساجدا لله، بعد أن ضرب أمثلة كثيرة على الوطنية حب الخير والاجتهاد في العمل والتعاون مع الجميع خارج وداخل جامعة الكويت ، والتي أفنى زهرة شبابه بين قاعاتها وممراتها.

للأسف تعودنا على التكريم والتعبير عن مشاعرنا عنهم وهم أموات وليسوا احياء بيننا.

أي تناقض نعيشه في هذه الحياة لقد ألف د.جاسم عددا كبيرا من الكتب والدراسات والأبحاث العلمية التي خصص جزءا منها لمناقشة ظاهر الارهاب وتأثير البيئة الاجتماعية في تكوين السلوك العنيف، كما ساهم في تقديم عدد من الورش والدورات التدريبية عن كيفية تعامل المجتمع مع ظواهر العنف والأسباب المسببة والمنتتجة له .. ويا سبحان الله ، ها هو قد رحل عنا في حادثة إجرامية نكراء تعتبر واحدة من نتائج العنف والارهاب في المجتمع بصورة أو بأخرى.

نعم… لقد ارتقى د. الخواجة الى الشهادة بإذن الله برفقة كوكبة من أبناء هذا الوطن الغالي صائما متعبدا في خير الشهور ، رمضان، وخير الأيام ، الجمعة، وخير الأوقات، صلاة الجماعة، وخير الأوضاع السجود.. فأي مجد أكثر من هذا؟

إنني أذ أعزي نفسي أولاً بالدكتور الخواجة كما أعزي أسرته الصغيرة وأهله وأصدقائه، و كل زميل رافقه في العمل، وكل طالب أو طالبة تتلمذ على يديه، وكل من تعامل معه في الجامعة أو خارجها.. وأعزي الكويت كلها بهذا الرجل الكبير في علمه ومحبته ووطنيته. 

كما أعزي الكويت بكل الشهداء الذين قضوا نحبهم في هذا الحادث الاجرامي البشع ، الذي على بشاعته لن يستطيع بإذن الله أن يؤثر في وحدتنا الوطنية واستقرارنا وأمننا، متمنية للكويت الأمن والأمان والسلام في ظل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما لعز هذا الوطن . 

وكلنا للكويت .. والكويت لنا 

إنا لله وإنا إليه راجعون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.

د. امثال الحويلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock