ريم المشعل تكتب :تأثير جائحة كورونا على التعليم و التدريب
تأثير جائحة كورونا على التعليم و التدريب
منذ بداية أزمة فيروس كورونا في العالم بدأ تأثير هذه الجائحة على كل شيء في حياتنا من عدة نواحي ومن أهم هذه الأشياء التي تأثرت بشكل كبير هو التعليم، فبسبب انتشار الفيروس وضرورة الالتزام بالإجراءات والاحترازات الصحية والتي تلزم التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط والبقاء في المنازل فقد تم إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في العالم أجمع تقريباً، وبسبب ذلك الإغلاق تأثر ملايين الطلبة حول العالم من ذلك.
ثم تم التوجه بعد ذلك إلى التعليم الإلكتروني عبر المنصات التعليمية كحل بديل للتعليم التقليدي حيث أصبح التعليم يتم بالمنازل من خلال الفصول الدراسية الافتراضية عن بعد ولكن ذلك الحل أيضاً لم يكن فعالاً بشكل كبير وذلك لأن حضور الطلبة داخل المدرسة او المؤسسة التعليمية كان يجعلهم أكثر التزاماً واهتماماً و تفاعلا بالمواد الدراسية، بالإضافة إلى تكلفة شراء الاجهزة الالكترونية ومصاريف اشتراك الإنترنت والتي الزم الطالب بتوفيرها للتمكن من الدراسة عن بعد, كما اثرت هذه الجائحة على مقدرة أولياء أمور الطلبة على ممارسة أعمالهم، حيث اصبحوا ملزمين بمتابعة أبنائهم و مساعدتهم على حضور الفصول الدراسية الافتراضية والالتزام بها, كما أثر إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية أيضاً على إجراء تغييرات في الية تقييم الطلبة كما تم إلغاء الاختبارات الحضورية في معظم الدول و استبدالها بالاختبارات الالكترونية و أيضا من سلبيات هذه الإجراءات الاستثنائية تأثيرها على الصحة النفسية للطلبة.
ولكننا من الناحية الأخرى قد نجد أن تأثير فيروس كورونا على العملية التعليمية له بعض الإيجابيات و منها أن الطلبة يتعلمون تحت رقابة أولياء الامور بشكل مستمر وهو ما قد يجعلهم يهتموا بدروسهم بشكل أكبر في ظل الرقابة المستمرة كما ان التعليم عن بعد يضمن سلامة المعلمين و المتعلمين الصحية وذلك لأنه يمنعهم من الاختلاط بالآخرين بشكل مباشر, بالإضافة أيضا الى توفير الجهد والوقت حيث كان الطلبة يهدرون الكثير من الوقت في الذهاب والإياب من و الى المؤسسة التعليمية كما يعزز التعليم عن بعد مفهوم التعليم الذاتي لدى الطلبة و أصبحت المشاركة في هذه التجربة تكسب الطلبة والمعلمين خبرة جديدة في هذا المجال بحيث أصبحوا بعد ذلك على مقدرة واستعداد لمواجهة أي ظروف استثنائية في المستقبل.
وأخيرا نتمنى من الله عز وجل رفع هذا الوباء عن العالم و السلامة للجميع و الإسراع بالتحصين للعودة للحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن.