عبدالحسين عبد الرضا والفناء فى حب الوطن | بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
أصيب الوسط الفنى فى الكويت والعالم العربى بالصدمة والحزن بخبر رحيل الفنان الكويتى العروبى الكبير عبدالحسين عبدالرضا واحد من أعظم فنانى الخليج والعرب والذى أثرى وألهب مشاعر ووجدان شعوب المنطقة بعبقريته الفنية والتى كانت تجمع بين الكوميديا الهادفة وتربية وتوعية العقول من خلال المسرح والدراما والذى يعتبر بحق رائداً لهما فى منطقة الخليج .
والحقيقة أننا لا نستطيع أن نوفّى الراحل حقه فى مقالة لأن الحديث عنه لا بداية له ولا نهاية وكل ما نستطيعه هو التعبير قدر المستطاع عن مشاعرنا تجاه إنسان وهب حياته للدفاع عن قضايا وطنه متسلحا بالعلم والمعرفة والخبرة بتاريخ مجتمعه ووطنه وعاداته وتقاليده وصحيح دينه من نبذ للطائفية البغيضة وزرع قيم الإنتماء للوطن وللأرض الطيبة التى لا ينتمى إليها إلا أصحاب القيم الرفيعة والقلوب الرحيمة بحاضر ومستقبل أبنائها ، ولم يكن الحب والترحاب الذى كان يلاقيه الراحل العظيم فى ضيافة قادة وحكام دول الخليج إلا ترجمة حقيقية للدور الكبير الذى كان يقوم به الفقيد العزيز من خلال ربط الماضى بقيمه وكفاح الأجداد فيه والحاضر والمستقبل للأجيال الحالية لتنبيه الغافل عن تطور الحياة فى المجتمع الخليجى وأهمية الحفاظ على هذه المكتسبات التى أتت بالكفاح والصبر .
لقد استطاع بموهبته الكوميدية المتفجرة ان يوصل لنا رسائله القيمة لتظل محفورة فى الذاكرة والوجدان فهو يضحكنا رغم أن قلبه الكبير مهموم بقضايا وطنه هذا القلب والذى يبدو أنه تحمل الكثير أتعبه وأرهقه فى السنوات الأخيرة حتى توقف عن النبض ولكن إستطاع أن يترك خلفه قلوبا تنبض بحب الوطن والأخلاق والقيم الإنسانية الرائعة .
هذا القلب المفتوح والذى أرهقته الطائفية البغيضة من جوقة غربان المذهبية دعاة الفتن أصحاب القلوب المريضة بالحقد والشماتة لم تترك الراحل العزيز حتى بعد فراقه لعالمنا لكى تبث سمومها على مواقع التواصل الإجتماعى وما تخفى صدورهم أكبر،
ولكن هيهات فلن يستطيعوا أن يمحوا ما تركه الفقيد العظيم من قيم ومبادئ لأنهم جبناء وضعفاء ومفلسين ولا يأتون إلا ببضاعة مزجاة من الأفعال والصفات الذميمة ، ويكفى أن الفنان الراحل قد اجتمع على حبه كبار القوم وصغارهم فى حياته المجيدة وبعد مماته وأذكرهم بقول الله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ) صدق الله العظيم ، رحم الله فقيد الوطن العزيز وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.