تهاني عبدالله اللهيب تكتب : التدريب رديف التنمية
هل تعرف عزيزي القارئ ما هو تعريف التنمية؟
هل بناء مستشفى في منطقة نائية يُعد تنمية ؟
هل بناء مستشفى ثاني مشابه تماماً في إمكاناته للمستشفى الأول، هل يُعتبر تنمية؟
هل بناء مستشفى آخر يعالج أمراضاً أخرى في نفس المنطقة يعتبر تنمية ؟
تمّ الاتفاق في هيئة الأمم المتحدة على تعريف كلمة التنمية على إنها باختصار “الإضافة” التي يقدمها بنو البشر والتي تحمل نفعاً جديداً لهم.
الآن عد مرة أخرى إلى الأسئلة التي تمّ طرحها في مقدمة هذا المقال وحاول الإجابة عليها وفقاً لتعريف كلمة التنمية المذكور أعلاه. سيقودك تفكيرك إلى كلمة واحدة وهي كلمة الإضافة، و إذا ما تمّ غرس هذه الكلمة في عقول أفراد المجتمع وتمّ تكرارها على السمع فإنها تصبح كلمة ركيزة في التفكير الطبيعي في العقل وسيبحث الإنسان دوماً عن إضافة يقدمها في حياته.
لن يجد الإنسان مساحة للتفكير أفضل من مساحات التدريب التي تقدم لك التقنيات الحديثة، والأفكار المحفزة والتنوع المعرفي في كل مجال من مجالات الحياة.
إذا كانت برامج التدريب تتيح هذه الفرصة أمام المدرب والمتدرب فكيف يمكن للاثنين اقتناص هذه الفرص و تطويرها؟ ليكون التدريب رديف التنمية يسهل للتنمية تحقيق اهدافها.
التدريب والتنمية صنوان لا يفترقان فالتدريب هو الآلة التي تصنع قوالب العقول البشرية، اما التنمية فهي المادة التي تصهر ما في هذه القوالب لتغدو بناء فكرياً قويا ً، متراصاً وسليماً ينضح بالفكر و الثقافة و الانسانية.
ولا يتوقف دور التدريب في التنمية على ذلك وحسب إنما يمتد الى العمل على تيسير فهم القيم العصرية المقاربة للدين الاسلامي الحنيف ومطابقتها من خلال المعارف الحديثة والمهارات المكتسبة ومن التقنيات العصرية النافعة لضمان تحقيق الأهداف الإنمائية للدولة وعلى وجه الخصوص ما يتطلبه سوق العمل.
لا يمكن أن نناقش في مقالنا هذا التدريب و التنمية دون أن نعرج إلى توفر فرص العمل التي هي بمثابة المادة الخام التي يقوم عليها التدريب والتنمية معاً، فإن توفرت المادة الخام أمكن تحقيق التنمية وإن لم تتوفر فإن التنمية لن يكون لها وجود حتى لو توفر كل المال المطلوب للخطة.
والدليل على ما نقول هو أنَّ حجم الانفاق على التعليم في الكويت يبلغ قرابة 6 – 8 % من الناتج المحلي وهذا ناتج كبير ، إلا أنّ الكويت تعاني من تدني مخرجات النظام التعليمي وعدم قدرة هذا النظام على التعامل مع السوق وتلبية متطلباته.
عندما نقف متسائلين عن سبب البطالة في دولة تملك نفطاً لمئات السنوات واستثمارات خارجية تعلو يوماً بعد آخر ، وشعب لا يزيد عن مليون وربع المليون وعدد من الوظائف لا يزيد عن نصف مليون وظيفة ؟ عندما نتساءل عن سبب هذا الفراغ الكبير سنجده واضحاً بين تدريب إمكاناتنا التدريبية و أهدافنا التنموية.
أليس الحل هو أن يكون للتدريب ومرافقه وأجهزته ومبانيه ووظائفه مؤسسة تنهض به لتخرّج مدربين لكل الوظائف العاملة في الكويت لتضمن تنفيذ الخطط الإنمائية بقدرة وكفاءة عالية من خلال تشغيل كل الوظائف المطلوبة للخطط الإنمائية.
أ. تهاني عبدالله اللهيب
عضو هيئة التدريب بمعهد التمريض
قسم العلوم العامة