كتاب أكاديميا

إيجابيات مقاصد اليونسكو في عولمة التعليم؟.. بقلم : عزة الغامدي

‏‏

‏ ⁦‪

بقلم : عزة الغامدي

منذ أن تأسست اليونسكو عام 1945 وانضمت لعضويتها 195 دولة حول العالم وضعت لنفسها مقاصد وغايات رئيسية تحاول جاهدة الوصول اليها، وهي تتمحور في هدف رئيسي ألا وهو عولمة التعليم.

وعولمة التعليم أي إضفاء العالمية على التعليم والذي يرمي الى مقاصد رئيسية قد يكون اولها توحيد الثقافة العامة للفرد حول العالم بإكسابه المهارات والأساسيات العلمية الرئيسية التي ينبغي على كل فرد أيا كانت الدولة التي ينتمي اليها أو الديانة التي يعتنقها أن يكون ملما بهذه الأساسيات. وهو ما يعمل بدوره على إلغاء الفوارق الجوهرية بين الشعوب وذلك من خلال غرس المفاهيم العلمية التي تعمل على إنشاء الفرد بما يتوافق مع السياسات العامة التي تهدف منظمة الأمم المتحدة الى تحقيقها.

وقد يكون أول المقاصد الرئيسية التي ترمي اليها اليونسكو هو إكساب الفرد القواعد والمبادئ العلمية الرئيسية التي وصل اليها العلماء في مختلف بقاع العالم، فعلى سبيل المثال حين يتم توحيد مناهج الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء تكون المنظمة بدورها قد عملت على تقديم أحدث ما توصل اليه العلماء في هذه العلوم، وبذلك فإنها تخلق جيلا قادرا على اكمال مسيرة ما توصل اليه أسلافهم من العلماء، فتوسيع القاعدة الجغرافية للبحث عن المتفوقين والمميزين حول العالم يعمل بدوره على اكتشاف المتميزين حول العالم وبالتالي الوصول لنتائج وحقائق علمية جديدة تعمل بدورها على مساعدة البحث والتقدم العلمي حول العالم.

وعلى صعيد آخر، فإن توحيد المناهج التربوية والأساسيات التربوية الجوهرية التي يبنى عليها البناء الشخصي للفرد أيا كان دينه أو هويته تزيل الفوارق بين المجتمعات، فعلى سبيل المثال قد نجد شخصين مختلفين في الدين واللغة والهوية ولكن تجمعهما أساسيات تربوية واحدة قد تكون جوهرية لبناء جسور علاقات متينة بين شعوب العالم، تعمل بدورها على خلق لغة حوار جديدة في العالم مما يؤدي الى اضفاء مزيد من السلام، فاختلاف الجنس والعرق والدين لا يفسد العلاقات بين بني البشر، فالبشرية وإن اختلفت عروقها تبقى دماؤها واحدة ونبقى جميعنا أبناء آدم وحواء، وهذه الركيزة التي تسعى اليونسكو لغرسها طوال السنوات المنصرمة ساهمت في تقارب شعوب العالم بشكل كبير على الرغم من اختلافات الديانات والانتماءات والتوجهات، كما ساهمت في خلق تقارب فكري بين الشعوب، فنجد الملتزم دينيا لدينا يحمل المبادئ العلمية والفكرية ذاتها التي يحملها غير المسلم وذلك من خلال عولمة التعليم.

فجميعنا قد نختلف في امور كثيرة الا ان الركائز الأساسية المتعلقة بالأخلاق والعلوم المختلفة يتفق عليها الجميع وهذا ما يضفي تميزا وايجابية للدور الحيوي الذي تقوم به اليونسكو.

وتصدير العلم حول العالم ونبذ الجهل والتخلف العلمي والفكري يحقق مقصدا في غاية الأهمية ألا وهو محاربة الجهل والتخلف حول العالم واعطاء فرصة لكل فرد في أن يكون له حق في التعليم ليتمكن من بناء ذاته وتحسين مستواه الاجتماعي والاقتصادي على السواء.

وبذلك فإن المقاصد والغايات التي تسعى المنظمات الدولية حول العالم لتحقيقها لا بد ان تلقى كل الدعم والتشجيع سواء على مستوى الدول أو الشعوب على السواء وبالأخص متى كانت هذه المنظمات ترمي لتحقيق الأهداف ذاتها التي تسعى اليونسكو الى تصديرها ومنها العلم.

فالشعوب والأمم ترتقي وتنهض بالعلم والمعرفة وهو الذي لا يعرف عمرا محددا، فمتى كان هذا الانسان حيا ولديه القدرة على التعليم فمن الضروري ان تكون أبواب العلم مفتوحة أمامه وهو ما يؤدي الى محاربة الأمية.
نقلاً عن الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock