أ. نوره العياد تكتب: كن مدربا ناجحا للأبد
دعوني استهل مقالتي بحديث المصطفى صلى الله علية وسلم (انما بعثت معلما) للإشادة بالمكانة العظيمة للتعليم بصفة عامة والتدريب بصفة خاصة فهي مهنة الأنبياء والرسل فلم تقم الحضارات وتتقدم الأمم الا بجعل التعليم والتدريب وسيلة وليست غاية او هدف بحد ذاته انما نهج لتحقيق الكفاءة في العمل والوصول الى التمييز وجعلتها أسلوب للحياة والدرب الذي تنتهجه في جميع نواحي حياتها وهذا يلقي على عاتق المعلم والمدرب مسؤوليات جبارة لا يجيدها ويحققها الا من كان يعي هذا الدور المهم في نهوض الامه وتقدمها ويتمتع بصفات تؤهله للقيام بهذا الدور ووضع بصمته التي لا تنسى في حياة المتدربين خاصة والمجتمع عامة ،وبما ان التدريب مجال جذاب وله سحره الخاص فمن أراد النجاح فيه ان يراعي بعض الأمور المهمة في التدريب :
1-حب المدرب للتدريب وان يجد سعادته في مشاركه ما يمتلك من علم ومعرفه وخبره نتيجة بحث مضني مع الاخرين وان يجد متعه في توصيل المعلومات ونشر العلم ومساعدة الاخرين على الفهم والاجابة على جميع اسئلتهم وأداء مهمته التدريبية كامه بدون ملل وكلل بإحساس ملهم ومتعة عارمه وحماس متجدد في أداء جميع هذه المتطلبات .
2-التمسك بأخلاقيات المهنة وهذه تجعل المدرب مخلص النية في عملة وأداء مهامة التدريبية لوجه الله تعالى وليس لغرض مادي او لتحقيق الذات والشهرة المؤقتة التي تزول بزوال الغرض منها والتمسك بأخلاقيات المهنة ترسخ معنى التدريب في نفس المدرب والمتدرب في آن الوقت وتجلب التوفيق من الله فالمدربين أصحاب رسالة توصل القيم والمبادئ وتترك أكبر أثر بالجمهور.
3 التمكن العلمي في مجال الاختصاص يجعل المدرب على قدرة عالية على توصيل المعلومة السليمة الصحيحة بسلاسة وبساطه خالية من الاهواء الشخصية ويتميز بدقه المعلومات والقدرة على الرد على جميع الأسئلة بثقة عالية وفتح باب النقاش والحوار بالقاعة التدريبية وذلك يخلق دافعية لدى المتدربين للبحث والاستكشاف .
4-التدريب المنظم المرن وهذا يكون في جميع الجوانب التدريبية في الكورس التدريبي مثل تنظيم القاعة والتخطيط لمحتوي الكورس من حيث البداية ووقت الاسئلة والاستراحة واعداد حقيبة تدريبية متكاملة وفيها فوائد حقيقية مثل فيديو -بور بوينت – كتب ووثائق تطبيقية – تقسيم الوقت النظري والتطبيقي وأسئلة للمتدربين وهذا يمنح المتدرب حالة من التركيز والتفاعل وهذا يصب لصالح المدرب والمتدربين ويلهم المتدربين للتفاعل والمشاركة وخلق افكار جديدة .
5-ان التدريب مهنة أساسها قائم على التواصل في انواعه المختلفة اللفظي والغير اللفظي, المباشر وغير المباشر فعلى المدرب ان يبحث عما يميزه وهذا يحتم على المدرب اتقان مهارات الالقاء وصقلها بشكل مستمر وتنمية المحصول اللغوي العالي الذي يساعده على توصيل المعلومة وطرح الأسئلة بكل وضوح ومهم أيضا للتواصل ان يكون المدرب مستمعا جيدا وليس متحدث طوال الوقت والاستماع هنا للمتدربين لفهم اسالتهم والرد عليهم بالأدلة والبراهين وهذا مهم جدا لتشجيع روح المشاركة للأعضاء في القاعة التدريبية .
6-(من لم يتقدم يتقادم ومن لم يتجدد يتبدد )هذه المقولة تشير الى ان لا يعتمد المدرب على حصيلته المعلوماتية الحالية بل يكون رائدا في مجاله ومطلعا على كل ما هو جديد على جميع الأصعدة المعلوماتية والتقنية وتوفير عناصر الابداع والابتكار مع التقنيات الحديثة وعدم التكرار الممل وتنوع أساليب العرض المناسبة لجميع أنماط التعلم لدى المتدربين.
بقلم: أ. نوره العياد
المعهد العالي للخدمات إلادارية
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب