كتاب أكاديميا

‎حتمية العنف لمواجهة الإرهاب | بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

لا يخفى علينا جميعا ما تواجهه منطقتنا العربية فى ربيعها العربى المشئوم من خطر الإرهاب والذى يتستر بالدين زوراً وإجراماً مستغلا العاطفة والحماس الدينى لدى قطاع كبير من الشباب يعانى الفقر والجهل تارة أو الإنعزال والدونية تجاه الحياة المدنية الحديثة تارة أخرى .

ولكن دعونا نتمحور فى صلب الموضوع وهو كيفية التعامل الإعلامى مع هذه الظاهرة الخطيرة والكارثية والتى استفحل خطرها بتقدم تكنولوجيا الاتصالات والتى تصل بالمعلومة بسهولة الى بيوتنا بل وعلى هواتفنا النقالة فى بضع ثوانى ، وخاصة أن الإعلام يقع فى مأزق بين حياديته ونقله للحدث بكاميرا المصور وبين استغلال الاعلام فى الترويج للأحداث الارهابية وتضخيمها حتى وان كان الحادث الارهابى صغير ولكنه يكبر فى وسائل الاعلام وينتشر ويعطى نتيجة اكبر من الواقع الحقيقى ويقع فى نفوس الناس وكأنه نجح فى هدفه وهو التأثير والإمتلاك والسيطرة على مجريات الأحداث ، وبوضوح علينا أن نعترف بصعوبة المواجهة الإعلامية للإرهاب فى ظل خطاب دينى متشدد من بعض دعاة التطرف يتم دسه منذ سنوات أدى بفعل التراكم إلى تبرير الارهاب بأنه جهاد ضد الكفر مجتزئين بعض الاحاديث النبوية الشريفة من سياق أحداثها التاريخية وتأويلها بالشكل الذى يخدم الأهداف الارهابية الدنيئة ورسولنا الكريم برئ من هذا الفقه الإجرامى لهؤلاء .

كذلك يواجه الإعلام العربى منذ سنوات تحديات أخرى تتمثل فى مفهوم الارهاب على المستوى الدولى والتفريق بينه وبين الكفاح المشروع للدفاع عن الاوطان المُحتلة والتى حاولت بعض القوى الإمبريالية خلط الأوراق لتحقيق أهداف توسعية بغرض الهيمنة والسيطرة وتشتيت الإنتباه عن التعريف المحدد للإرهاب وخاصة أن بعض الأنظمة الغربية تكيل بميكيالين وفق سياساتها الخارجية المتغيرة ، وعلى الرغم من قيام الأمم المتحدة بواجبها فى التفريق بين إرهاب التنظيمات المتطرفة وبين الكفاح المسلح لجبهات التحرير الوطنية ضد المحتل إلا أن قراراتها لا تؤثر فى الواقع الذى تفرضه القوى العظمى والتى تقدم مصالحها الخارجية على حقوق الإنسان فى العيش بأمن وسلام وحق تقرير المصير .

وبأى حال من الأحوال وأى كانت الطريقة السلمية التى نواجه بها تلك الأيديولوجيا العنيفة فإن على الحكومات العربية والإسلامية أن لا تكتفى بالمواجهة الإعلامية وأن تقابل العنف بالقبضة الأمنية ولا تكترث لمنظمات حقوق الإنسان المتواطئة مع الإرهاب فالإرهاب ليس حق من حقوق الإنسان ولكنه دمار للحضارة ووصمة عار فى جبين الإنسانية  ، كذلك نأمل أن تضرب الحكومات على أيدى الفاسدين فى كل المجالات وأن تشدد عقوبة الفساد من سرقة ورشوة وإختلاس المال العام لأن بوجود هؤلاء الشرذمة الفاسدة سيغيب العدل  وهو أساس المُلك وبغياب العدل وتطبيق القانون تختل موازين المجتمع وبالتالى سيفقد الناس إنتمائهم للأوطان ويكون ذلك ذريعة وحجة لتقبل فكرة العنف ضد دولة القانون ، وأخيراً نتمنى إيجاد صيغة موحدة لعمل عربى مشترك فى كافة المجالات يكون أساسها فتح المجال للنخبة المثقفة من الباحثين المستنيرين لتفكيك هذه الأيديولوجية الإرهابية وفضح أهدافها الخبيثة للناس وعرض ما نتج عنها من خراب ودمار وإبراز الوجه الحقيقى للإسلام دين الرحمة والسماحة من منظور قرآنى ، علينا أن نحيى معانى ومقاصد الشريعة من القرآن الكريم ، فهو أصدق الحديث و يهدى للتى هى أقوم ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock