جامعة الكويت

طلبة الإعلام «يهجرون» تخصص الصحافة


 القبس

قسم الإعلام بكلية الآداب، الذي انطلق مطلع التسعينات باسم «الصحافة والإعلام»، اليوم، أصبح طلبة شعبة الصحافة بالقسم يواجهون «تهميشاً» و«حكراً» على أحلامهم، بدعوى أن الإقبال على التخصص ضعيف ولا حاجة لطرح مقررات، فمنهم من يضطر إلى التحويل لشعبة الإذاعة والتلفزيون أو شعبة العلاقات العامة والإعلان، داخل القسم، ومنهم من يصمد في مطالبته بالاهتمام بطلبه في تخصص «السلطة الرابعة» وتوفير مقررات التخصص، حتى لو كلفه ذلك أن يتأخر في التخرج من الجامعة، ولكن يبقى الخوف من إلغاء شعبة الصحافة هاجساً يؤرق الطلبة.

القبس استطلعت أراء المختصين للوقوف على جوانب مشكلة تخصص الصحافة بجامعة الكويت، واستعرضت آراء بعض الأكاديميين وطلبة قسم الإعلام للتعرف على أسباب عزوف طلبة عن تشعيب الصحافة، وفيما يلي التفاصيل:

وكشف أستاذ الاعلام د. خالد القحص، أن القسم ناقش مشكلة عزوف أساتذة الإعلام عن طرح مقررات الصحافة، وخاصة المقررات المسبقة للتخصص مثل مقرر «تحرير الخبر ومصادره»، مشيرا إلى أن قلة طرح هذه المقررات تشكل هاجساً لمن يرغب في دراسة الصحافة، حيث يفكر الطالب أولاً وأخيراً في التخرج.
الصحافة التقليدية

وأضاف القحص أن التطور التكنولوجي ووجود الصحافة الالكترونية تسببت في تقليل الاعتماد على الصحافة التقليدية بشكل ملحوظ، ما يستوجب تطوير مقررات الصحافة التي تدرس بالجامعة لتتجاوب مع معطيات الوضع الجديد.

وتابع أن مسؤولية تحديث مقررات الصحافة والترويج لها تقع على عاتق قسم الاعلام، فضلاً عن إعداد الطلبة مهنياً بحيث يصبحون قادرين على التعامل مع كل الوسائط المسموعة والمرئية والمكتوبة، وتأهيل الطلبة للوصول بهم إلى ما يسمى بـ «الصحفي الشامل» الذي يستطيع إنتاج جريدة الكترونية شاملة للمواد الإعلامية المختلفة، وتحدّيث محتوياتها بشكل فوري لتواكب الأحداث اليومية في عصر السرعة.

من جهته، أكد أستاذ الصحافة د. فواز العجمي، أنه لا نية لإلغاء شعبة الصحافة بقسم الإعلام، مبيناً أن ضعف إقبال الطلبة على دراسة الصحافة يرجع لاهتماماتهم وميولهم، كما أن مهارات الكتابة الصحفية السليمة أصبحت عملة نادرة، قليل من يمتلكها، مشيرا إلى أن مستقبل الصحافة في الكويت في توسع مستمر بفضل تطور وسائل الإعلام الحديثة، الأمر الذي يحتاج طاقة بشرية متخصصة في هذا المجال.

وأردف العجمي أن أساتذة القسم مستعدون لتدريس مقررات الصحافة، حيث يحيطون الطلبة بأساسيات العمل الصحفي التي تتناسب مع الإعلام التقليدي والحديث، داعيا من يرغب في الالتحاق بشعبة الصحافة لمراجعة القسم للتعاون معه وتوفير المقررات المطلوبة.
معاناة الطلبة

من جانبها، قالت الطالبة بتول البغلي «نحن كطلبة شعبة الصحافة نعاني من قلة الشعب المطروحة للتخصص، بالرغم من إلحاحنا المستمر ومطالبتنا بتوفير المقررات، حتى يتسنى لنا التخرج».

وأضافت «نتمنى لو يعاملنا القسم بقدر من المساواة»، فطلبة شعبة الإذاعة والتلفزيون وشعبة العلاقات العامة والإعلان نادرا ما تواجههم مشكلات نقص المقررات، بينما يتعامل طالب الصحافة مع عبارة «عددكم قليل»، التي يسمعها كل فصل دراسي تبريرا لعدم رغبة بعض أساتذة الاعلام في تدريس مقررات الصحافة.

وأشارت إلى أن عدم إقبال الطلبة على المجال الصحفي لا يبرر إهمال التخصص، بل يجب أن يشجع طلبة الإعلام بشكل عام وطلبة الصحافة بشكل خاص للانخراط في المجال الصحفي، وذكرت «من المؤسف أن نلمس عدم الاهتمام بالصحافة في الجامعة، فهناك جامعات أخرى تخصص كلية مستقلة لتدريس الصحافة».
الرواتب الضعيفة

بدورها، قالت الطالبة هنادي حاجي، إنها تفضل تخصص الاذاعة والتلفزيون، مشيرة إلى أن الرواتب الضعيفة غير المرضية تحول دون الإقبال على العمل الصحفي الذي يعد أكثر التخصصات مشقة، وزادت، إن إشاعات اغلاق شعبة الصحافة التي نسمعها بين الحين والآخر تسببت في توجه الطلبة إلى شعبتي القسم الأخيرتين، إلا أنها كطالبة اعلام تسعى لمزاولة العمل الإعلامي بكل أقسامه، وختمت «هناك متعة خاصة نلمسها عند انجاز التغطيات الصحفية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock