مدخلات التعليم ومخرجاته متردية
الجريدة – مؤسف ومؤلم ما وصلت إليه حال المدخلات التربوية في مدارس وزارة التربية، لا نريد أن نعمم حتى لا نتعمم، ولا يغضب أهل المدخلات ويعترض أهل المخرجات، فالسواد الأعظم من مدخلات العملية التعليمية القائمة من مناهج وكوادر بشرية تتردى عاماً بعد عام، حيث يظهر تأثيرها على مخرجات التعليم جلياً، فهل هي نتائج ترتبت على معلمين سابقين؟ أم على أعضاء التعليم في الأكاديميات والجامعات؟ أم هي نتيجة مخرجات ازدادت سوءاً لعدم التطوير الحقيقي؟
وها نحن ندور في حلقة مفرغة تعود رأس حربتها إلى الجامعات والكليات التربوية التي تخرج معلمين لا يعون مدى أهمية التعليم، وأنه أمانة مقدسة يجب ألا توضع في أيديهم؛ وبالتالي يترتب عليها مخرجات تعليمية سيئة تكبر وتنمو لتعود بدورها لتصبح مدخلات تعليمية بطبيعة حياتية ميئوس منها.
للأسف الشديد لا نرى تبادل علاقات تعليمية بين الطالب والمعلم بقدر ما هي علاقات تحفيزية، وقد تتحول إلى علاقات رشوة تُفتح للطالب، فتكبر التحفيزات حتى يصل هذا المتحفز يوماً إلى أماكن مرموقة في الدولة، ويبيح لحاله التحفيزات الذاتية التي تدفئ الجيوب وتخمد الضمائر.
المعلم، وهو الأداة الفعالة في التعليم، حتى إن ساءت المناهج، يستطيع أن يصحح بما لديه من ضمير تربوي وتعليمي حي كل خلل، ولكن إن كان هذا الضمير هو بطاقة سحب آلي تستخدم لقبض ثمن التخاذل والتكاسل والتحفيز فكيف يتم التصحيح؟
فضلاً عن امتداد عملية التدليل المنزلي من أولياء الأمور لأبنائهم دون أن يعوا الأضرار التي تترتب عليها وعلى معلم محفز فارغ علمياً وثقافياً، وما أثر هذا الفراغ على عقول ومستويات المعرفية لأبنائهم، فيمسي الطفل ضحية منهج ومعلم ومنزل، فلا تفرحوا بمكافأة أبنائنا وهم يحملون تلك المعلومات التي تبكي صم الصخور لهول الأخطاء، بل يجب أن تقرعوا نواقيس الخطر التعليمي، وكم أتمنى أن تستحدث خدمة في أجهزة السحب الآلي وهي: “تم إيقاف المرتب حتى يأذن الضمير”.