كتاب أكاديميا

عُذرًا أيها العُظماء! كتبت : جمانة المطيري

  

إن الأحزان هي أم العظمة ، فكم تولَّد من الحزن عُظماء ، 

فلو لم يمُت ” كليب ” غدرًا ، لخلَّد التاريخ المهلهل زيرًا سكِّيرًا و لن يخلِّدهُ بغير ذلك أبدًا ، و لو أن قيسًا تزوّج ليلى .. لدُفِنت أسمائهم معهم .

و لو تم تخيير العُظماء بين تلاشي ألمهم و بين عظمتهم لما أختار أحدهم عظمته قط ، سيختار المهلهل حياة أخاه ، و لأختار قيسٌ عقله و ليلاه ، لأختار كُلًا منهم حياة رتيبةً كحياتنا تمامًا . 
إن العظمة التي يسعى النَّاس اليوم لتمثيلها ليست بتلك المثاليَّة ، هي تنفيسٌ عن غضب ، هي بكاءٌ على شكل ” أدب ” ، هي جنونٌ جعل العالم المُتعالي يُثني عليه و ينبذ العقل للحظة !
لن تختار العظمة أحدًا قبل أن تختاره الأحزان ، فالعظمة ابنةٌ بارّة لا تُقدم نفسها على والدتها أبدًا ، فلن يُحسن أحدٌ جَعْل العظمة خطوةً أولى ، لأن الأحزان آنذاك ستكسر تلك الخطوة و تصبح هي كل الخطوات .
إلى عُظماء العالم أجمعين ، أعتذر نيابةً عن هذا العالم الذي يفرح بآلامكم و يتناقلها على أنها ” ردود أفعال إيجابيَّة ” ، عن العالم الذي يتسلى ببكائكم لإمضاء أوقات إنتظار أو ليالي سهر .. عُذرًا أيها العظماء .
جُمانة المطيري .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock