لا غفران للخونة كتبت د.دلال الردعان
في كل الأعراف الاجتماعية وبالذات الأعراف الإنسانية، تعد الخيانة من أكثر الجرائم خطورة لما يترتب عليها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع والخائن شخص مطرود من رحمة الخالق والمخلوق وهذه شريعة إنسانية متعارف عليها لدى كافة المجتمعات، فالخائن شخص يكرهه ويحتقره المجتمع، وعند افتضاح أمره نجد الجميع يطالب بإيقاع أقصى العقوبات بحقه فالخيانات على مستوى الأفراد كمثل الخيانات الزوجية قد تؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى الأسرة خاصة في المجتمعات المحافظة، لكن خيانة الوطن من أعظم الخيانات وكما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ”إن أعظم الخيانة خيانة الأمة”، وفي الحقيقة ما هي إلا “ذنب لا يغتفر” لأن ضحايا هذه الخيانات وخسائرها ضخمة ولها آثارها الشنيعة على مستقبل البلاد في المدى المنظور والبعيد، لذا عندما كانت الدول تكتشف أي خلية خائنة تجسسية داخل أوطانها تعمل لصالح دولة أخرى فإنه من البديهي أن يحكم على أفرادها بالإعدام.
في العراق مثلاً أدت الخيانات الوطنية وسرقة المال العام من قبل المسؤولين والكبار في الدولة من ضمنهم الوزراء الذين يعملون لمصالحهم الخاصة ولمصالح دول أخرى إلى وقوع البلد تحت طائلة الإرهاب من قبل العصابات الطائفية والداعشية، فلولا خيانة البعض لما تمكن هؤلاء المجرمين الذين قدموا من خارج الحدود العراقية من دخول العراق والتسبب بكل هذه الخسائر في أرواح البشر.
وفي الأموال ولقد دمرت الخيانة العراق اجتماعياً واقتصادياً وهي مازالت مستمرة في كرها وفرها بسبب الحواضن الخائنة التي تقدم الدعم المادي واللوجستي للإرهابيين في أكبر خيانة بحق الشعب والوطن.
وفي الكويت وبعداكتشاف خلية العبدلي الإرهابية الموالية لإيران وصدور الأحكام القضائية العادلة ضد المتورطين فيها تعالت أصوات تعاطف مع المُجرمين الخونة قوبلت بالاستنكار من كل أطياف المجتمع الكويتي، بل أن من هذه الأبواق بعض نواب مجلس الأمة مما شكل صدمة للشعب الذي انتخبهم وجعلنا تنسائل لما لا بحاكم أصحاب هذه الأبواق السامة المثيرة للفتنة وترفع عنهم الحصانة لأن هذا المجلس ليس دائم ولا أعضائه سيبقون للأبد، ولكن الكويت باقية بين ضلوعنا وأننا نشد على أيدي جهات القضاء بالحد من تعدي واتهام مثل هؤلاء المثيرين للفتنة للقضاء الكويتي والطعن في نزاهته والغريب أنهم نفس الأشخاص الذين أشادوا باستقلالية ونزاهة القضاء في قضايا أخرى قبل أيام، أن مثل هذا التعاطف يعتبره البعض خروج عن قواعد المذهب المتزن والعقلاني ولا تفسير لهذه الأصوات في نظرنا نحن الشعب الكويتي إلا أنها كانت اختبار حقيقي ومجاني لانسلاخ روح الولاء للوطن من نفوس هؤلاء المتعاطفين وللقيادة وماهي إلا مشاركة بجريمة الخيانة أن ما يبديه هؤلاء من استرحام وتعاطف مع المجرمين ما هو إلا “استنطاقاً للفتنة” و”استنهاضاً للمذهبية والطائفية”
فالكويت فوق كل شيء، ولا مزايده على الكويت، لا من دعشنة ولا من إرهاب طائفي، فالكل يعلم أنه عند الكويت تنتهي الطائفة والقبيلة والطبقية فنحن شعب الكويت ندين الأعمال الإرهابية التي مست أمن الكويت وحاولت طعن وشق الوحدة الوطنية بين شرفاء هذا الوطن.
ونقول لمن يقول أنها أحكام جائرة تلك التي اتخذت ضد هؤلاء ويشكك في نزاهة القضاء الكويتي النزيه والعادل، أن كنتم ترونها جائرة، نحن نراها رحيمة.
هذه الكويت ياسادة!!! اتفقنا أم اختلفنا
نحن الشعب الكويتي نطالب ان تعلق لهم المشانق ويعلقوا احياء ويتركوا لأيام تمزق الكلاب المسعورة والجائعة اجسادهم النتنة حتى يلفظوا رمقهم.. ليكونوا عبرةً ورادع للآخرالذي قد تسول له نفسه ان يؤذي الكويت، ككويتيين فنحن نتمتع بالانتماء لهذه الارض، لكن ليس الجميع يمتلك الولاء لها.
إن التسامح لا ينفع مع فئة الخونة، بل يجب أن يستخدم البتر لكي يرتدعوا ويرتدع أصحاب النفوس الضعيفة لكي لا ينظموا إلى هذه الفئة ويجب على الحكومة أن تطبق أقسى العقوبات وتستخدم القوة إلى أقصاها في معالجة أوكار الخونة والإرهابيين من الذين باعوا الوطن للغرباء، وأن المجاميع الإرهابية التي يلقى القبض عليها يجب تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم فوراً وعدم وضعهم في سجون ومن ثم يفرون مرة أخرى بمساعدة الخونة.
وللخونة ولكل من يتعاطف معهم نقول
تباً لكم
وطن لا تنتمون بالولاء له
لا تستحقون العيش على أرضه
اللهم اجعل هذا البلد آمناً
و لا غفران للخونة!
د/دلال عبد الهادي الردعان