التنمية المهنية لأخصائي المسرح المدرسي
الباحث التربوي أ. علي حسن استكمالا للمقالة السابقة بخصوص أهمية المسرح المدرسي، نستطرد الحديث وذلك لأهمية الموضوع بغرض توجيه نظر القائمين على أهمية برامج التنمية المهنية لأخصائي المسرح المدرسي. خاصة أنه لا توجد دراسات تناولت التخطيط لهذه البرامج، وللتعرف على مدى الحاجة الفعلية لوجوده، ووضع إستراتيجية لتطوير برامج التنمية المهنية لأخصائي المسرح المدرسي في ضوء احتياجاته التدريبية.فالتنمية المهنية للمعلم والتي تأتي استجابة لمتطلبات ثورة المعلومات ومتابعة الجديد في مجال التكنولوجيا والمعرفة، ويمثل الدور الذي يقوم به اخصائى المسرح المدرسي- باعتباره أحد المعلمين المنوط بهم تشكيل وتنمية فكر ووجدان وثقافة الطلاب- من الأهمية بمكان لإحداث التنمية البشرية اللازمة لتقدم المجتمعات -ومن ثم- يعد المسرح المدرسي أحد الأنشطة التعليمية التي عنيت كثيرا بالاستفادة من برامج التنمية المهنية لتحقيق الكفاءة المهنية لأخصائى المسرح المدرسي وذلك على خلفية ما يقوم به المسرح المدرسي من دور تربوي هام. ولقد كان وما يزال المسرح عامة- والمسرح المدرسي – خاصة نقطة محورية لانطلاق شرارات الثقافة والتطوير المجتمعي، والوصول بها إلى حال أفضل، والمسرح ليس مجرد وسيلة ترمى إلى التسلية والترويح فقط، بل أنها وسيلة ذات مرام تهدف لنشر أفكار تربوية وفلسفات متعددة، فلقد كان كتاب ومؤلفي نصوصه أدباء من طبقات اجتماعية مثقفة، أمثال شكسبير الانجليزي وموليير الفرنسي.وانطلاقا من ذلك أكدت العديد من الدراسات أهمية دور المسرح المدرسي ومنها:دراسة احمد حسين2001 ، التي استهدفت التعرف على الدور الذي يمكن أن يسهم به المسرح المدرسي فى إكساب بعض المهارات الاجتماعية لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي وقد توصل الباحث إلى أن هناك مجموعة من المهارات يساهم المسرح المدرسي في إكسابها للتلاميذ مثل مهارات في (الاستقلال-المبادأة بالتفاعل-التعاون –التعبير الاجتماعي-المشاركة الوجدانية – التقليد)وكذلك أكدت- دراسة محمد إبراهيم،(2005) حول المسرح المدرسي في المدارس الإعدادية ودوره فى تحقيق الأهداف التعليمية من خلال مشاركة التلاميذ فى المسابقات والعروض المسرحية المختلفة و أثبتت نتائج الدراسة قدرة المسرح المدرسي على تحقيق الكثير من الأهداف التعليمية للمرحلة الإعدادية ولكن بدرجات مختلفة. وكذلك رصدت أن من الأسباب التي تجعل تلاميذ المرحلة الإعدادية غير حريصين علي المشاركة في نشاط المسرح المدرسي امتلاء اليوم الدراسي وتكدسه بالحصص الدراسية، وعدم اقتناع أولياء الأمور بدور المسرح المدرسي.ولعل ما رصدته دراسة وحيد عبد الله (2006) عن الدور التربوي للمسرح المدرسي فى الحلقة الثانية من التعليم الأساسي. استكمالا لأهمية هذا الدور والتي تؤكد أن للمسرح دورا كبيرا فى تحقيق العديد من الأهداف الدينية والخلقية والعلمية وقد خرجت بالعديد من النتائج منها أن كثيرا من الأهداف المرصودة والهامة ( الأهداف البيئية – الأهداف الوطنية – الأهداف الوقائية العلاجية………) لا تتحقق بالدرجة المطلوبة وذلك يرجع إلى ما يعانيه المسرح المدرسي من مشكلات منها ما يتعلق بأخصائي المسرح.ويتجلى اهتمام المسرح المدرسي بالقيم التربوية التي تتضمنها النصوص المقدمة للتلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسي والذي أكدت عليه دراسة هشام سعد أحمد(2004) حول القيم التربوية المتضمنة في النصوص المسرحية المقدمة للمسرح المدرسي والتي توصلت لعدة نتائج من أهمها أنه استحوذت القيم الأخلاقية فى المجال الأخلاقي والاجتماعي على معظم المضامين القيمة في النصوص المسرحية. وعلى الرغم من الأهمية التربوية للمسرح المدرسي إلا أن ثمة مشكلات تواجه تطوير هذا النشاط على نحو ما رصدته دراسة سيف الإسلام محمد(1998) واقع المسرح المدرسي وتطويره في ضوء التجربة الأمريكية. والتي خرجت بنتائج مفادها أن من أسباب تدهور المسرح المدرسي في مصر، وضعف نشاطاته، عدم الوعي لدى المسئولين وأولياء الأمور بالدور الفعال للمسرح المدرسي وعدم إعداد أخصائي للمسرح بشكل علمي وسليم بالدرجة الكافية.والتي اقتربت نتائجها كثيرا من دراسة محمد حلمي فرحات (2005) والتي أثبتت وجود مجموعة من المشكلات تواجه الأخصائي المسرحي في النهوض بنشاط المسرح المدرسي ومن أهمها طريقة إعداد الأخصائي المسرحي.فالأمر إذن يستلزم ضرورة الاهتمام ببرامج التنمية المهنية بصفة مستمرة خاصة فى ظل وجود العديد من التحديات الملحة، وكذلك أهمية إعادة الاهتمام بالمسرح المدرسي لدوره الحيوي في العملية التعليمية والتربوية والقيمية، ونظرا للمساهمات التي يقدمها المسرح المدرسي لدعم العملية التعليمية في ظل نظام الجودة والاعتماد، وما يحويه من مهارات تحقق نواتج التعلم المستهدفة.* شكر خاص للأستاذ صبري شهدان لمساهمته المشكورة واهتمامه في هذا الموضوع.