الطلبة المبتعثون وسوق العمل .. بقلم : أ.د . عبدالله الغصاب
الطلبة المبتعثون وسوق العمل .. بقلم : أ.د . عبدالله الغصاب
كلية التربية الأساسية – التعليم التطبيقي
تحدثنا في مقالنا السابق عن أبرز التحديات التي تواجه الطلبة المبتعثين بالخارج في استكمال مسيرتهم التعليمية والعلمية وكيفية معالجة تلك التحديات، وقد لاقى متابعة وتعليقات وتبادل أفكار من قبل المهتمين بالشأنين التعليمي والأكاديمي، ما دفعنا اليوم لاستكمال الحديث عن الطلبة المبتعثين وأهمية ربطهم بجهات سوق العمل المحلية، وذلك من أجل تعزيز الروابط بين الطلبة المبتعثين ووطنهم الكويت.
ومن هنا لا بد في البداية العمل على إطلاق مبادرة تهدف إلى الاستفادة من مهارات وخبرات الطلبة المبتعثين المكتسبة من الخارج وربطها باحتياجات سوق العمل المحلي، من خلال وزارة التعليم العالي وبالتعاون مع وزارات الدولة والهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، والعمل على تحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة في المبادرة التي ستسهم في التبادل المعرفي المعلوماتي والتدريبي بين الطلبة وجهات سوق العمل.
ولنجاح هذه المبادرة لا بد أن تتضمن محاور عدة أهمها: هو التنسيق الزمني لإقامة هذه الأنشطة وذلك؛ نظراً لاختلاف التقويمات الدراسية بين الدول، قد يكون من الصعب تحديد فترة مناسبة للطلبة جميعهم، وهو ما يجب أن يضع في الاعتبار، لذا فمن الممكن تقديم برامج مرنة عبر الإنترنت لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الطلبة في المبادرة.
مع أهمية تنظيم المعارض الوظيفية الصيفية للطلبة المبتعثين لإتاحة الفرصة للشركات والمؤسسات التعرف على مهارات الطلبة وتوفير فرص تدريب أو توظيف مستقبلية، بالإضافة إلى ضرورة إقامة سلسلة من ورش العمل التخصصية في مختلف المجالات، يقدمها خبراء وأساتذة من الجامعات وسوق العمل محلياً ودولياً، لتزويد الطلبة بمعلومات حول آخر المستجدات في سوق العمل على المستويين المحلي والدولي.
إن توفير برامج التدريب الصيفي مدفوعة الأجر بالتنسيق مع الشركات الكبرى هو أمر مهم الإتاحة الفرصة لاكتساب خبرة عملية في بيئة العمل الكويتية، مع التأكيد على أهمية تشجيع الطلبة على إجراء الأبحاث التطبيقية لمعالجة التحديات الحقيقية التي تواجهها الشركات والمؤسسات، مما يسهم في نقل المعرفة وتطبيق الدراسات النظرية على أرض الواقع.
كما أن إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية تربط الطلبة المبتعثين بالشركات والمؤسسات الكويتية، سيسهم في إتاحة تبادل الأفكار والفرص بشكل متواصل، حيث تعتبر هذه المبادرة هي الاستثمار الأمثل في كفاءات أبنائنا المبتعثين وضمان استمرار ارتباطهم بوطنهم، وستخلق بيئة محفزة تشجعهم على العودة والمساهمة في تنمية الكويت بعد إتمام دراستهم.
كما لا بد الحرص على مشاركة القطاع الخاص للاستفادة من الخبرات والمهارات التي يكتسبها طلبتنا في الخارج، حيث سيساعدنا ذلك على سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل خاصة في القطاع الخاص، وستحقق أيضاً هذه المبادرة العديد من الأهداف المهمة أبرزها:
– تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة المبتعثين.
– تسهيل عملية انتقال الطلبة من مرحلة الدراسة إلى سوق العمل.
– الاستفادة من الخبرات والمعارف المكتسبة في تطوير القطاعات المختلفة في الكويت.
– تشجيع الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب الكويتي.
وفي الختام نحن نؤمن بأن طلبتنا المبتعثين هم ثروة وطنية حقيقية للوطن، ومن خلال ربطهم بشكل وثيق بسوق العمل سنضمن أن استثمارنا في تعليمهم سيعود بالنفع على الكويت ككل، فإنه من المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز التنافسية الاقتصادية للكويت على المدى الطويل من خلال الاستفادة المثلى من الموارد البشرية المؤهلة والمدربة على أحدث التقنيات والممارسات العالمية، وهو ما نصبو إليه جميعاً بتحقيق رؤية الكويت 2035.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه