أنا المنسي في وطن الانسانية
رسالة وضعت في طريقي قد لخصت قيما تلاشت في مجتمعي ، عندما يكون طريقي إلى الجامعة مايقارب ساعة كاملة، وبينما الجامعة لاتبعد سوى ثلث تلك الساعة ، أأنا المقصر ؟ وعندما نتجاوز سعة تلك الجامعة ،ولا تسعن وصحبي مقاعدها ، أأنا المذنب ؟ عندما تصبح أرصفة الطرق موقفا للمراكب ، وركنا للسيارة ، وتصبح المنطقة المجاورة أقرب مكانا لأجد فيه موقفا لسيارتي واتجه لجامعتي مشيا عبر جسر مشاه ،وعندما نتزاحم جمبا الى جمب ونأخذ حق الطريق ونسد المداخل والمخارج الفرعية لتلك المواقف المخصصة لنا ولسكان المنطقة أجمع ،ونترك لهم مدخلا رئيسيا واحدا واخرا للخروج ،فإننا نصبح أنذاك غير حضاريين غير انسانيين وغير مباليين.
ذات يوم أخذت حق الطريق بأحد طرق ذكرتها سلفا ،واذ في نهاية يوم عملي عند الخامسة مساءا أرى برسالة توضع على سيارتي ،وقد ذكر ناصحها بأني غير حضاري وطالب غير مهذب باخذي لحق الغير و أنني لا اعكس بيئة ذات تربية عالية ، أنني معه بجزء من النص في تلك الرسالة ،والجزء المفقود هو في ما سلف ذكره من معاناة.
جميل أن نعترف بخطأ ارتكبناه تجاه العامة ،ولكن ما البديل ؟ عندما لا تسعن الجامعة ،وعندما لا يكن لي مكانا لأقف فيه بعد ساعة من عناء انتظار ذلك الطريق المكتض بالمنتظرين ، أشعر بألم تجاه وطني ، أو بعبارة أصح قد آلمني وطني ! نعم ، فخير الوطن غارقة فيه كل دولة وقرية ، فخير وطني عمر وانجز واعطى الخير للغير ،ونساني وطني ، حلالا منا لمن وصلهم ذلك الخير ولكن !! إلى أين يا وطني ؟ إلى أين؟
إن من استمتع بالكويت نهضة ،تعليما ،صحة ..إلخ ،اصبح ينهش لجيل مازال ينتظر الغد ، ينتظره ليصنع هو التغيير ،ليجدد هو الخطط ،ليلم شمل الوطن الذي ضاع بين ناهب ومنهوب ،واصبح القانون غير مرغوب ،والخطأ غير محسوب ،وطنا عمته المحسوبية ، ودمرته الاتكالية ، وطنا يستنجد بنا نحن ونحن له ملبون ، أن الطاقات بايدينا ستتجدد ،وأن الكويت بأيدينا ستنهض ،وأن قصورا عايشناه في وطننا لن نسمح يوما بأن ابنائنا يبصرونة، وأن المسؤول منا مسؤول أمام الله عن امانته ورعيته ، “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.
كتبت | وسمية سعد العجمي