جامعة الكويت

الكندري: مشكلة الغش كبيرة ومتفوقون كثيرون لا يمكنهم كتابة جملة بدون أخطاء

في ندوة أقامتها الرابطة الوطنية للأمن الأسري بعنوان «من غشنا فليس منا»



اكد أستاذ الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. يعقوب الكندري ان حجم مشكلة الغش يعتبر كبير جدا وأكثر مما عرض على الوسائل الإعلامية في الأيام الماضية، حيث تم الإفصاح عن 40 ألف حالة غش تم ضبطها في الاختبارات الأخيرة للثانوية العامة، مشيرا إلى أن هذا العدد ليس العدد الواقعي، بل يفوقه بكثير.

وأضاف الكندري في ندوة اقامتها الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» بعنوان «من غشنا فليس منا» ان هناك عددا كبيرا من خريجي الثانوية العامة يحصل على نسبة عالية في الثانوية ويعتبر من المتفوقين، ولكنه لا يستطيع كتابة جملة أو فقرة واحدة بدون أخطاء لغوية ونحوية ما يشير الى وجود إشكالية في مخرجات التعليم تؤثر بشكل كبير على مستقبل المجتمع، لافتا الى ان حالات الغش ليست جديدة الا انها زادت بشكل كبير وخطير ودخلت التقنيات الحديثة في تسهيل هذا الموضوع، ونقولها بكل أسف ساعدت المؤسستين التربويتين الأسرة والمدرسة على تفشي هذه الظاهرة التي تستدعي الوقوف على أبعادها.

وذكر الكندري أن النسب العالية التي واجهها المجتمع باستغراب من خريجي الثانوية العامة تثير التساؤلات وتثير الاستهجان أيضا. وقد زادت فترة تفشي فيروس «كورونا» من هذه الظاهرة وعززتها مع تراخي كبير من الجهات المعنية لمراقبة الوضع، والتي من الممكن أن تجعل من هذه الظاهرة ثقافة عامة ومقبولة بكل أسف.

واعتبران المشكلة الكبرى أن المتورط في موضوع الغش كما تشير المصادر ليس الطلبة فقط، إنما بعض من الجهاز التدريسي والتعليمي والإداري، وبعض من أولياء الأمور، ما يضع المؤسسة التعليمية في خطر مدقع وإن لم يتم التدخل الفوري في إجراء جراحة تستأصل هذا الورم الخبيث، وتقدم بعدة مقترحات وحلول لظاهرة الغش منها وضع خطة استراتيجية خاصة بوزارة التربية على أسس قوية ومتينة بدءا من المرحلة الابتدائية التي تعتبر من المراحل المرحلية التعليمية المهمة، مع ضرورة تطبيق القانون بصرامة وبقوة في حالات الغش وبالتحديد في السنوات الأولى من التعليم العام، وحتى يتم تفادي تفاقم المشكلة في المستقبل، وتشديد وتغليظ العقوبات على المدرسين والإداريين المتورطين في موضوع الغش اضافة الى دور مهم يفترض أن تمارسه مؤسسات المجتمع المدني في سبيل التوعية الخاصة بالأخلاقيات والجوانب التربوية.

من جانبه، أكد الموجه الفني للغة العربية يوسف المحميد ضرورة تخفيض الاعتماد على معيار الشهادات في التعليم العالي والتوظيف والترقيات واعتماد وسائل موضوعية لقياس الكفاءة تستهدف المهارات أكثر من المعلومات مع سرعة تنفيذ مشروع الاختبارات الوطنية للحد من أهمية اختبارات الثانوية العامة وتطوير مناهج التعليم اعتمادا على مدخل حل المشكلات المعتمد على التمكن من المهارات لا حفظ المعلومات واسترجاعها وكذلك تطوير التشريعات القانونية بما يسمح بإيقاع عقوبات مغلظة على كل من يسهم في تسهيل الغش من داخل المؤسسات التربوية وخارجها ناهيك عن تنويع آليات القياس والتقويم التي تحد من الاعتماد المفرط على الاختبارات التقليدية.

بدورها، قالت رئيس الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» د.خديجة المحميد أن الرابطة اختارت الاحتفال بأمسية الأعياد الوطنية لتستثمرها في ترسيخ القيم الوطنية والأخلاقية عبر تناول ما يشكل خطرا عميقا على البنية التربوية والاجتماعية وهي مشكلة الغش بشكل عام، والمدرسي منه بشكل خاص من خلال أساتذة قديرين ومختصين في المجال التربوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock