«جودة التعليم»: جامعة الكويت في مهب القرارات الارتجالية
تناشد الجمعية القيادة العليا انقاذ الجامعة بعد قرارات التكليف الجديدة
لا يغيب عن المتابعين لشئون التعليم العالي في الكويت أن قرارات إنهاء التكليف التي أصدرتها أ.د.سعاد الفضلي ، المكلفة بأعمال مدير جامعة الكويت، جاءت بعيدة عن الأعراف والإجراءات المستتبة وفي تجاوز صارخ للشفافية والمهنية، إذ تم إنهاء تكليف أحد القياديين أثناء سفره في مهمة علمية خارج الكويت، كما تم إبلاغ آخرين عن قطع تكليفاتهم خلال مكالمات مفاجئة من مكتبها تفيد أن هناك تعليمات عليا للأستاذه د. سعاد الفضلي بإنهاء تكليفاتهم، مما يعد تعسف بإصدار قرارات هامة بذرائع غامضة وهو أمر خطير جدا ويجب إيقافه.
ومن المؤسف أن تقوم إدارة جامعة الكويت بالاحتفال بذكرى العام 56 على انشائها في الوقت الذي تصدر قرارات بخصوص إنهاء تكليفات وبدء أخرى بأسلوب اعتباطي دون احترام لأشخاص القياديين ممن كان مناطأ بهم العمل الإداري ودون التمحيص الحقيقي في مستوي الكفاءة الإدارية لبعض البدلاء الذين تم اختيارهم بعجالة دون معايير عادلة وانجازات حقيقية ملموسة وخلو ملفاتهم من شكاوى ذات صلة بأمور أخلاقية.
والجدير بالذكر أن البدلاء وإن كانوا في مناصبهم بالتكليف إلا أن هذا الأمر سيعطيهم الحق في اتخاذ قرارات مهمة، كما يعطيهم الأولوية في التعيين بالأصالة والتثبيت في المنصب، إضافة لمنح البعض منهم منصة انطلاق لمن يتخذ من المنصب الأكاديمي وسيلة للتكسب السياسي والفئوي، وهنا تنبع خطورة الوضع القائم في الجامعة.
إن الطريقة المرتبكة التي صدرت بها قرارات التكليف لعمادة كلية العلوم الإدارية دليل واضح ومقلق من أن جامعة الكويت قد تدار من الخارج وبرعونة، إذ تم خلال أسبوع واحد إنهاء تكليف أ. د. وائل الراشد كقائم بأعمال العميد، و تكليف د. إبراهيم ميرزا بدلأ منه، ثم إلغاء تكليف د. ميرزا وصدر تكليف آخر بديل للأستاذ الدكتور عادل الوقيان. فأي تخبط يعصف بجامعة الكويت.
وانطلاقاً من مسؤولية الجمعية في تعرية الممارسات غير الحميدة التي تسيئ إلى سمعة ومكانة جامعة الكويت، فإننا نحمل أ.د. سعاد الفضلي المسؤولية في حال لم يتم الحفاظ على استقلالية جامعة الكويت وتعريضها لخطر الضغوط السياسية الفجة، كما ستتحمل تداعيات القلق المبرر والمتنامي على مصلحة جامعة الكويـت سواء بين أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة أو بين المهتمين بشؤون التعليم العالي.
وتأسف الجمعية أنه في الوقت الذي تطور الجامعات الحكومية في الدول الخليجية سياسات ومعايير التعيين في المناصب القيادية لديها لتصبح غاية في المهنية والموثوقية ، تنتكس لدينا تقاليد وأعراف جامعة الكويت لتزج المؤسسة في دوامة أزمات وعدم استقرار أشد وأفدح