عادل الشمري يكتب :ما لقيت إلا هذا تحبه!
لستُ هنا لأتكلم عن نسبية الذوق، والنظرية النسبية ككل، وإنما أنا هنا لأتكلم عن سلطان الحب على القلوب وهيمنته عليها وطغيانه الكاملعلى الإنسان، الحب يملك جيشاً عرمرم يستحلّ القلوب قلباً إثر قلب بلطف شديد وخضوع تام من حيث لا يُشعر به حتّى يتمكن.
ما سأكتب عنه ينتج عنه تخطئة مقولة مشهورة وهي “مالقيت إلا هذا عشان تحبه”، الحبُّ إعماءٌّ للعين، وطردٌ للعقل، وإبصار وتعقل بالقلبفقط، كالقصيدة التي يكتبها كاتبٌ بمعنًى واحد، وعندما يقرأها مئة شخص يخرجون بمئة معنى كلها ربما لم تدر في خلد الشاعر ومن بابأولى أنه لم يردها أيضا.
أنت عندما تحبُّ رواية معينة فإنك تستخلص من تلك الرواية معانٍ عميقة ورؤية فذة للكاتب وحتى تلك العيوب التي ربما يعترف الكاتب بها يتمتأويلها إلى محاسن بديعة وأفكار خلاقة لم يجيء كاتب يوماً بمثلها وحتى ذلك العمل الأدبي الرخيص يمكن أن يكون غنياً بالفلسفة والعمقوالمعرفة لأن الكاتب بطّن المعاني العميقة بصورة سطحية لا يراها إلا الأذكياء؛ كذلك يقول من كان يحب كاتبها!
الحبيب كالنصّ، مهما كانَ معوجّاً فإنّ اعوجاجه يدل على عمق لا يُعرف من أول نظرة عند من يحبّ ذلك النص أو كاتبه.
نحنُ نتعامل مع أحباءنا كتعاملنا مع الفن المحبوب لدينا، مهما عابه الناس فإنّ الناس لا يستطيعون أن ينفذوا إلى ذلك العمق الذي نفذنانحن إليه -كما نظن- لذلك إياك أن تلوم حبيب مع حبيبه وتقول له “ما لقيت إلا هذا تحبه!”
بقلم / عادل الشمري