جامعة الكويت

بيان القائمة الإسلامية بخصوص طائفية دكتور الشريعة

 

 

إخواني وأخواتي طلبة وطالبات جامعة الكويت…
 
إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام مدرسة متكاملة قدمت النموذج الأسمى للإنسان، من خلال مبادئها العظيمة التي طالما نهلت منها الإنسانية وارتقت وتقدمت بها، وتميزت هذه المدرسة الإسلامية بأنها مدرسة العقل والحجة، طالما تفوقت على جميع المدارس الفكرية الأخرى بقوة منطقها ومقارعتها للحجة بالحجة، حتى عرف أتباعها بأنهم أتباع الدليل حيثما مال يميل، وهي مدرسة قامت على أسس الوحدة بما شيده أئمتها الأطهار من أركان قويمة لوحدة الكلمة، حتى صارت كلمة أمير المؤمنين عليه السلام “الناس صنفان, إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق” مثلا أعلى يحتذى به ومنهاجا للإنسانية، فمدرسة بجذورها العريقة الممتدة إلى أهل بيت النبوة والرسالة عظمتها لا يضرها كلمات وأقاويل نابعة من أحقاد وأمراض نفسية وطائفية يتداولها سفهاء وجهلاء.
 
إخواني الطلبة… أخواتي الطالبات…
 
لا بد أن نعي أننا نعيش في مرحلة حساسة ودقيقة، تمر فيها منطقتنا العربية والإسلامية بمنعطفات خطيرة، فالعدو بعد أن فشلت الكثير من مخططاته في السيطرة الكاملة على بلداننا ومقدراتنا وتحقيق الأمن لما يسمى إسرائيل، لم يجد لديه من حيلة إلا أن يستهدف وحدة شعوبنا بالفتنة والطائفية ليفرق كلمتنا ويبدد عناصر قوتنا المتمثلة في ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه وقيمه، فزرع بذرة التطرف والتكفير وغذاها ودعمها حتى صار الإرهاب والتطرف ثقافة رائجة يضلل بها الكثير من الشباب ويجندون لسفك دماء المسلمين وهتك أعراضهم وقتل الأبرياء وكل ذلك باسم الإسلام ليشوهوا الإسلام بأفعالهم، وليحقق العدو غاياته الدنيئة بأيدي الإرهابيين والتكفيريين وهم يعيشون بيننا.
 
ومن هنا فإننا نستنكر ما قام به أحد الأساتذة المنتدبين في كلية الشريعة من الطعن في مدرسة أهل البيت بأسلوب رخيص بعيد عن أدنى درجات الموضوعية العلمية، ولا يرقى لأن يستخدمه أستاذ جامعي محترم في مؤسسة أكاديمية رائدة، ونؤكد أن ما قاله يمثل تجنيا سافرا على مذهب أهل البيت، ولم يكتف بذلك بل تعدى إلى استخدام أساليب لا أخلافية في مناقشة الطالبات من أبناء مذهب أهل البيت عليهم السلام بتجاوز الحدود وإساءةالأدب، وهو أستاذ الشريعة التي يفترض أنها جاءت لإتمام مكارم الأخلاق.
 
كما ونشكر الإدارة الجامعية على اتخاذها الإجراءات المناسبة في إنهاء انتداب المذكور، وهو تصرف حكيم يعتبر وأدًا للفتنة في مهدها وحفاظا على الوحدة الوطنية والإسلامية، كما ونشد على أيدي الإدارة الجامعية في الإصرار على تطبيق القرار وعدم الرضوخ إلى أي ضغوط من هنا وهناك مع ضرورة محاسبة المتعدي حتى لا نقع في مثل هذه الحالات مستقبلا.
 
ونطالب الحركة الطلابية بكافة مكوناتها أن يكون لها موقفا واضحا في رفض هذه الأطروحات الهدامة التي كانت ولا زالت من أهم حواضن التكفير والإرهاب والترويج له، وأن نقف صفا واحدا في مواجهتها لخطورة هذه الأطروحات على مجتمعنا وأمتنا.
 
إننا نؤكد أننا في القائمة الإسلامية لن نتوقف عن التحرك بالتعاون مع الجهات المسؤولة من أجل محاسبة المذكور على كل إساءاته، وسنسلك الطرق القانونية في هذا الشأن حفاظا على وحدة وطننا وصورة إسلامنا ودفاعا عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
 
وختامًا…
 
إننا في جامعة الكويت أرقى صرح أكاديمي في بلدنا، لا بد أن نحرص على أن يبقى منارة المعرفة، وساحة لطلب العلم، وأن تكون الجامعة منبرًا لنشر الثقافة والتسامح في المجتمع، ونرفض أن يحاول البعض تحويل الجامعة إلى منبر للجهل ومكانا لتفريغ أحقاده ونشر تطرفه. كما ونؤكد أننا لسنا ضد النقاش العلمي الموضوعي، بل إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام كانت لها جولات علمية رائدة أثبتت أحقيتها بالعلم والحجة، ولكن للعلم ساحاته وللنقاش أسسه وساسته، وليس من أسسه الطعن والتكفير بجهل وحقد بعيدا عن روح العلم والدين.
 
القائمة الإسلامية
 
1/12/2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock