لقاءات أكاديميا

د. محمد طالب الكندري في لقاء خاص معه: توجهت للمجال التربوي لأن الإصلاح يأتي عن طريق التربية.

IMG_2165 


– د. الكندري: نطالب الهيئة بفتح مكتبة عامة للطلاب حتى يتسنى لنا تكليفهم بالأبحاث.
– وضع الكافتيريا المتردي يحتاج لإتخاذ خطوة لتطويره وهذا متطلب الطالب والاستاذ في آن واحد.
– نهدف من خلال الجمعية التربوية الى غرز حب العمل التطوعي وتأهيل معلمات المستقبل للتدريس.

أكاديميا | خلود الشمري

هدف وجود الإنسان هو عبادة الله وعمارة الكون، وتأتي عمارة الكون بالإصلاح، والإصلاح يأتي من التربية والتعليم في الدرجة الأولى، من هنا جاء اختيار د. محمد طالب الكندري، عضو هيئة تدريس في كلية التربية الأساسية، للمجال التربوي والأكاديمي، إذ أن تأهيل معلمين المستقبل كان هو الهدف الذي دفعه لاختيار ذلك المجال، للنهوض بالمجتمع والرقي بالتعليم، وقال د. الكندري في لقاء خاص معه عبر جريدة “أكاديميا” بأن مشكلة التسجيل في التطبيقي لا تزال مستمرة لكن من المُلاحظ بأنها أقل تواجداً من السابق وهذا دليل على وجود متابعة مستمرة من قِبل الهيئة من أجل تفادي الخلل وتيسير عملية التسجيل على الطلبة.
ومن جهته طالب د. الكندري بوجود مكتبة عامة للطلبة في كلية التربية الأساسية علمية مؤهلة بالمراجع والمصادر لتعين الطالب على تحسين آداءه وتأديته للأبحاث والواجبات المكلّف بها.
هذا وقد أفاد بشأن الجمعية التربوية بكونه الرائد لها للسنة الثانية على التوالي، بأن الهدف منها هو غرز حب العمل التطوعي وتنمية المهارات التطوعية لدى الطالبات وأنه ليس كل عمل لابد له مقابل، وأشاد بمجهود عضوات الجمعية التربوية وكفاءتهن العالية من أجل تقديم النشاطات المتميزة لزميلاتهن طالبات كلية التربية الأساسية. وفيما يلي نص اللقاء:

١- بدايةً، نوّد التعرف عليك وعن مؤهلاته العلمية.
– د. محمد طالب الكندري
دكتوراه في أصول التربية، في البداية كان لدي دبلوم من معهد المعلمين، وعملت معلم في المرحلة الابتدائية لمدة تقارب السبع سنوات، ومن ثم اكملت دراستي الجامعية وحصلت على بكالوريوس في التربية، ثم اصبحت معلماً في اللغة العربية للمرحلة الثانوية، وبعدها حصلت على بعثة واستكملت دراستي في الماجستير والدكتوراه في جامعة سيراكيوز في نيويورك.

٢– ما هو سبب اختيارك للمجال الأكاديمي، وللتدريس بشكل أخص؟
– دائماً عندما يعرف الإنسان سبب وجوده في هذه الحياة يسعى له، وهدف وجودنا في هذه الحياة هو عبادة الله وعمارة الكون، وعندما نقول عمارة الأرض أي بمعنى أننا نسعى للإصلاح، ووجدت بأن الإصلاح يأتي عن طريق التربية، وكذلك الأسرة بالدرجة الأولى.

٣– من الملاحظ أن الهيئة تطرأ عليها تغيرات مستمرة من عدت جوانب، فهل حقيقةً هناك مشكلة فعلية وتأخر أكاديمي كما يُقال؟
– لم أبحث عن مشاكل الهيئة، لكن برؤية العين بأن هناك مشكلة، لكن تحتاج لدراسة لمعرفة من المتسبب، كمشكلة التسجيل مثلاً، فإننا لو استفسرنا من مكتب التسجيل عن تلك المشكلة فإنه يقول بأن الأقسام العلمية هي المتسببة بذلك لعدم فتحها مجاميع تستوعب الطلبة، وأما الأقسام العلمية فإنها تضع الإزر على مكتب التسجيل بأنه هو المسؤول عن تلك المشكلة، اعتقد بأننا في التعليم التطبيقي نحتاج الى نظام. كجامعة الكويت مثلاً، لديها مشاكل ايضاً في التسجيل لكن ليس بالحجم الذي هو في التطبيقي.
خاصة وأن نظام التسجيل “البانر” المستخدم في الهيئة يسمح للتسجيل بمعرفة عدد الشعب والمقاعد المطلوبة وذلك بطريقة منهجية ومدروسة حسب عدد الطلاب الدارسين في الكلية، فأعتقد بأن الخلل هنا بأن المجاميع تفتح لكن بأعداد لا تتناسب مع أعداد الطلبة، ربما الخلل الحاصل هو عدم التنسيق بين مكتب التسجيل والأقسام العلمية، كذلك تأخير القبول في الهيئة له دور في العملية، إذ أن عدد الطلبة لن يكون متضح إلا متأخراً.
لكن أرى بأن هذه المشكلة أقل تواجداً من السابق، ففي كل عام تقل عن العام الذي يسبقه، وهذا دليل أن هناك متابعة من الإدارة.
أما بالنسبة لعدد أعضاء هيئة التدريس، فالقسم العلمي هو الذي يحدد هل هناك نقص أم لا، لان القسم العملي في التعليم الجامعي هو سيد قراراته، ولكل قسم علمي لجنة للتعيينات ولجنة البعثات وايضاً لجنة الميزانية، هذه اللجان بدورها تقوم بتحديد العدد الكافي لأعضاء هيئة التدريس في القسم، فإن كانت هناك حاجة يتم عرضها لمجلس القسم ويتم بعدها مخاطبة الهيئة، وتقوم بدورها لسد النقص الحاصل دون تأخير.

٤– ما هي متطلباتكم كأعضاء هيئة التدريس من الهيئة؟
– لدينا متطلب أساسي، فنحن كأعضاء هيئة تدريس متواجدين لأجل الطلبة، ولكي نطوّر من الطلبة لابد من اعطاءهم بعض التكاليف، وهذه التكاليف تحتاج الى مكتبة، بالمقابل نحن لا نملك مكتبة مؤهلة لخدمة الطلبة، والمصادر والمراجع بها بسيطة، ولا تحتوى على قاعدة معلومات يستعين بها الطالب للقيام بالبحوث التي اكلفه بها، والطالب غير مكلّف بالذهاب الى مكتبة جامعة الكويت، فهذه كليته ويجب أن تمكنه من البحث. وايضاً من الخطأ إغلاق المكتبة في الساعة الواحدة ظهراً، فكل المكتبات بجميع جامعات العالم مفتوحة للطلبة في كل الأوقات، وبعض المكتبات تستقبل الطلبة حتى في العطل. وايضاً نحن كأعضاء هيئة تدريس مطلوب منا القيام بالأبحاث، فلا نستطيع استكمال البحوث إلا بعد الذهاب الى مكتبة جامعة الكويت والبحث فيها. وهذا المطلب الأول وفي الدرجة الأولى، لأني أفكر بالطالب بأنه ليس لديه مكتبة مؤهلة في كليته، ولأن نحن مؤسسة إعداد المعلم، فلابد منا أن نقوي مخرجاتنا، وهذه الحاجة قد تقود الطالب الى الذهاب للمكتبة ويشتري بحثه ليتلاشى صعوبة البحث وقلة المصادر والمراجع للأسف.
وثاني أمر هو القاعات الدراسية، التي تفتقر لجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة كالسبورة الذكية وجهاز عرض البيانات ومكبرات الصوت “الميكرفون”، ففي بعض القاعات يتزايد عدد الطلبة الى أن يحتاج الاستاذ الى مكبرات ليصل الصوت للجميع. وهناك قصور كبير في مجال التطورات الحديثة، كإجراءات الحضور والغياب التي تأخذ جزء من وقت المحاضرة، وبالمقابل هناك نظام يسجل حضور الطلبة بمجرد مرور هوية الطالب، وايضاً تُمكّن استاذ المادة فتح القاعة إلكترونياً وتسجيل حضوره بمجرد إدخال هويته الجامعية.
لذلك لابد لنا من أن نواكب التطورات، وأن تكون هناك متابعة إدارية بحيث يكون هناك فني يتابع النواقص في الكلية ويعالجها أول بأول وحتى لا يكلف الدولة بعد ذلك لمواجهة التكليفات الأكثر.
وايضاً وضع الكافتيريا المتردي يحتاج لإتخاذ خطوة لتطويرة وهذا متطلب الطالب والاستاذ في آن واحد، فالإثنان قد يتواجدون في الكلية لوقت متأخر ويحتاجون الى مطاعم أرقى وأفضل. وهذا كله يعود الى مسألة التخطيط، فقد كان لابد من التخطيط الجيد وبعيد المدى للمباني الجديدة، والإكثار من القاعات والمختبرات
– هل إنتقال كلية التربية الأساسية من مبانها القديم الى المبنى الجديد حقق هدفه وواكب التطورات؟
بالطبع حقق الكثير وساهم في التطوير، يكفي الشعور بأن المبنى جامعي مختلف عن المبنى السابق الذي كان أشبه بالمدارس الثانوية، فالمبنى ممتاز لكن هناك بعض النواقص التي أسلف ذكرها. والنقاط الإيجابية كثيرة، كوضع مقاعد للطلبة والطالبات في جميع المباني لقضاء أوقاتهم وايضاً للراحة اثناء فترة الإنتقال بين المباني.

٥- نوّد التعرف على الجمعية التربوية وعن طبيعة نشاطها وكيفية تشكليها.
– الجمعية التربوية هي إحدى الجمعيات العلمية التابعة لقسم الأصول والإدارة التربوية، ولكل قسم علمي الأحقية في افتتاح جمعية خاصة به يقومون من خلالها بنشاطات وأعمال تصب في خبرات الطلبة. ونظام الجمعية التربوية هو نظام التدوير كباقي لجان الأقسام العلمية، والجمعية التربوية موضوعة من ضمن اللجان التابعة لقسم الأصول، وقبل عامين قمت بالتسجيل في الجمعية التربوية لأعمل بها. أما بالنسبة لمشاركة الطالبات فقد نقوم بوضع إعلان للراغبات بالإنضمام للتسجيل في الجمعية عن طريق سكرتيرة قسم الأصول، والتسجيل متاح لكل طالبة لديها الرغبة في العمل التطوعي وأن تُفيد زميلاتها الطالبات وتطوّر من كليتها.

٦– ما الهدف من تأسيس الجمعية التربوية والقيام بتلك النشاطات؟
– الهدف أولاً هو غرز حب العمل التطوعي وتنمية المهارات التطوعية لدى الطالبات وأن ليس كل عمل لابد له مقابل، فالعمل التطوعي نهدف من خلاله لزع بعض القيم مثل “حب لأخيك ما تحب لنفسك”، فالطالبة العاملة في الجمعية التربوية تُفيد زميلاتها وكذلك تفيد نفسها وتصقل شخصيتها.
أما هدفي الشخصي عندما تقدمت للعمل بالجمعية هو أن اكسب معلمات المستقبل مهارات إضافة الى المعرفة، فبدأت أولاً بمعرض الكتاب، وذلك بما أنني اشجع على القراءة، ولله الحمد نحن الآن نقيم معرض الكتاب لسنته الثالثة على التوالي، وكذلك لدينا تطلع بأن نقيم المعرض على مستوى الكلية كلها بنين وبنات

٧– حدثنا عن نشاطات الجمعية التربوية التي وكيف لها أن تخدم “معلمات المستقبل“؟
– ذكرت قبل قليل معرض الكتاب، وأنه لم يكن لسنة واحدة فقط، بل منذ سنته الأولى أضفنا كلمة الأول ليصبح هناك الثاني والثالث …. إلخ إن شاء الله.
وأيضاً أقامت الجمعية في العام المنصرم دورة للأستاذ قتادة الجميعان وورشة عمل للدكتور عبدالله الفيلكاوي، وكانت في يوم واحد فقط، فشعرنا من خلالها بإقبال الطالبات وتشوقهم لمثل تلك النشاطات ولا يكفيهم يوم واحد فقط، فتوجها للتفكير بعمل أكبر وأضخم، كذلك لكسب المتطوعات في الجمعية التربوية مهارة بأن تكون لديهم في هذه الحياة بصمة، كما تركت الطالبة فجر الوشمي بصمتها في الكلية بإقامتها معرض الكتاب، فقد كانت حينها رئيسة الجمعية التربوية، وأيضاً وضعت زميلتها هنادي للعنزي بصمتها حينما أقامت الموسم الثقافي الأول مع زميلاتها عضوات الجمعية التربوية، وميزة العمل بأن نحن في قسم الأصول والإدارة التربوية لا نعمل، بل دورنا توجيه وإرشاد، لكي نكسب المتطوعات مهارات العمل الجماعي وإدارة الفريق، ولكي نعزز روح الفريق، فكل طالبة عاملة ومتطوعة في الجمعية تركت بصمتها واضحة، وذلك بجهدهم ومثابرتهم، والهدف من ذلك تعليمهم القيادة حتى تكون لديهم الاستطاعة لقيادة فصولهم وواجبات عملهم عندما يصحبون معلمات، ولكي يجيدوا فن التعامل ومواجهة الصعاب لديهم.

٨- شاهدنا في الأسبوع المنصرم افتتاح الموسم الثقافي الأول للجمعية التربوية، ويعتبر فقزة كبيرة من انجازات الجمعية، حدثا عن فكرة الملتقى كيف جاءت وكيف تم العمل عليها؟
– فكرة الموسم أتت كما ذكرت قبل قليل، بأنه عندما أقمنا في الفصل السابق “اليوم ثقافي” وكان يحتوى على دورة وورشة واحدة فقط، كانت لديّ الفكرة لكن وودت بأنها تكون من نتاج أفكار عضوات الجمعية، فبدأنا بالعمل جميعاً على خلق هذه الفكرة التي انطلقنا منذ شهر أبريل الماضي بالعمل على تأسيسها، من حينها ونحن مستمرون في التخطيط والمثارة من أجل انتاج هذا العمل، وكذلك عندما بدأت الفكرة لابد لنا من اختيار شعار مناسب لها، فقاموا بأختيار الشعار “معلم متميز .. لجيل واعد” وهذا كان من ابتكار عضوات الجمعية التربوية.
والى الآن نحن مستمرون في جلسات لتقييم العمل بشكل يومي، فبعد الانتهاء من كل نشاط نجلس لتقييم مستوى العمل لسعى من أجل تقديم الأفضل، ولكي يكون العمل الذي يليه اقوى واكثر إتقان.

٩- بما أنك أشرف على عمل الجمعية التربوية وهو عمل طلابي تطوعي، فما هي النصحية التي تقدمها الى جميع الطلاب المتطوعين في المجال الأكاديمي؟
– العملية تحتاج الى تنظيم متقن، ووضع التحصيل الدراسية في الأولوية، فلا يصح لمن يوّد بأن يقدم خدمة للطلبة بأنه لا يقدم الخدمة لنفسه ولمستواه الدراسي. ونصيحتي لهم بأن يكون لديهم هدف، ونحن كمسلمين لدينا هدف واضح، وهو عبادة الله وعمارة الأرض، وطالباتنا هن معلمات المستقبل وعلى ايديهن تخرج الأجيال التي تعمر الكون

١٠- كلمة أخيرة منك موجهة “لمعلمين ومعلمات المستقبل.
– أرجو من طلبتنا وطالباتنا معلمو المستقبل بأن يكونوا فعلاً مخلصين في دراستهم، وأن يسعون للإستفادة من هذه المرحلة الدراسية التي يمرون بها، وجهد الأربع سنوات التي تقضونها في الكلية ستريحكم لثلاثون عاماً مستقبلاً، وخاصة بأن مهنة التعليم رسالة، وأجرها عظيم، فكل حرف وكل كلمة يقدمها المعلم وكل سعي يقدمه له به أجره. وأرجو منهم بأن يأخذوا الأمور بجدية أكثر وأن يعطوا للعلم حقه، لأن الدولة بأكملها معتمدة على المعلم بأن يخرج له جيل واعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock