عبدالله الهاجري لـ (أكاديميا): التعليم الإلكتروني خيار استراتيجي لمنظومة التعليم في الكويت
- صعوبة العودة للدراسة التقليدية في أغسطس المُقبل في ظل انتشار فيروس (كورونا)
- أكد ضرورة عدم التسرع في إنهاء العام الدراسي حرصاً على مصلحة الطلبة
- يجب دمج التعليم عن بُعد مع وسائل التعليم التقليدي لأنّه مستقبل التعليم في العالم
- الإدارة الجامعية اتخذت كافة الإجراءات الإحترازية للعودة للدراسة في مواجهة (كورونا)
- مُهتّمون بتفعيل كافة الوسائل لاستئناف العملية التعليمية
- خيار التعليم عن بُعد.. لتفعيل التباعد الإجتماعي وتقليل حركة المجتمع الجامعي
- هناك تخوّف من نقص التشريعات القانونية لحماية المؤسسة الجامعية إذا تمَّ تطبيق التعليم عن بُعد
- كلية الآداب من أكبر الكليات في الجامعة تعدداً بأكثر من 5600 طالب وطالبة بالإضافة إلى طلبة مركز اللغات
- كلية الآداب ماضية في تقديم دورات التعليم عن بُعد بمشاركة أكبر عدد من الطلبة والأساتذة
- انطلاق التعليم عن بُعد في الجامعة عبرَ منصتي مايكروسوفت تيم وبلاك بورد
أكد مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في كلية الاداب بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الهاجري أنَّ جامعة الكويت استعدت لإنطلاق للتعليم عن بُعد.
وقال الهاجري في تصريح خاص لـ (أكاديميا) إنَّ التعليم الهدف منه تفعيل التباعد الإجتماعي وتقليل حركة المجتمع الجامعي، مؤكداً استعداد جامعة الكويت لخيار التعليم التعليم الإلكتروني بإقامة العديد من الدورات التدريبية لأساتذة الجامعة، وإلى تفاصل اللقاء في السطور التالية.
< في البداية ما مدى استعدادات الكلية للعودة لاستكمال الفصل الدراسي الثاني؟
بداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى جريدتكم الغرّاء للجهود التي تقومون بها لاسيما التواصل والمتابعة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الكويت والعالم ككل.
أما بالنسبة للتساؤل المطروح فأرى أنّه تساؤل مهم لا لأبنائنا وبناتنا منتسبي جامعة الكويت وكلية الآداب فحسب بل ولكل أسرة من الأسر الكويتية التي لديها أبناء يهمها معرفة مصير أبنائها التعليمي في ظل جائحة كورونا كوفيد 19 المستجد، ومن واقع مسؤوليتي كأكاديمي ومسؤول بكلية الآداب أرى أنَّ قلق الأسر بما يتعلق باستئناف الدراسة وسلامة أبناءها أمر مُستحق ولا غبار عليه ، وربما هذا الوضع تناوله وزير التربية والتعليم العالي د. سعود الحربي عدة مرات ، وأذكر في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون الكويت أنّه أكد على ضرورة عدم التسرع في إنهاء العام الدراسي حرصاً على مصلحة الطلبة وضمان سير العملية التعليمية، ووفق أسس من العدالة ومصلحة الجميع، و إنني أؤكد أنَّ رؤية الوزير في هذا الشأن وهو قبل كل شيء أحد أبناء وزارة التربية وقضى سنوات عديدة صانعاً وقريباً من دوائر صنع القرار فيها توجه بقرار عقلاني يهدف في الأساس للحفاظ على مصالح أبناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات، ويحقق العدالة والمساواة لهم ويحفظ مسار العملية التعليمية بدولة الكويت في هذا الظرف الإستثنائي.
وأضاف رغم خصوصية جامعة الكويت واستقلاليتها إلا أنَّ هذا الوضع واقع لا ينفصل عن سياسية الدولة والتقيّد بقرارات مجلس الوزراء القاضي باستئناف الدراسة بتاريخ 6 اغسطس (ما لم يصدر قرار آخر يلغي القرار الاول). وعليه تمَّ إقرار التقويم الجامعي من قبل عمادة القبول والتسجيل على هذا الأساس، واعتقد أنّه اعتمد في مجلس الجامعة الاخير، باستئناف الدراسة وإنهاء الكورس الثاني للعام الجامعي 2019 /2020 وهناك فصل استثنائي مختصر لتعويض طلاب وطالبات جامعة الكويت عن الفصل الصيفي والطلبة المتوقع تخرجهم وإنْ يبدأ العام الجامعي 2020/2020 في منتصف ديسمبر.
وهل تمَّ وضع خطة لاستكمال الدراسة عبر التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؟
< يجب أنْ نعرف كيف نفرّق بين التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد من حيث التوصيف والآليات والأهداف، وبالتالي نحدد ما الذي تحتاجه الكويت في هذا الظرف الإستثنائي.
يجب أنْ نعرف كذلك أنَّ التعليم الإلكتروني خيار استراتيجي في منظومة التعليم ويجب أن يُدمج مع وسائل التعليم التقليدي لأنّه مستقبل التعليم في العالم.
أما خيار المرحلة الإستثنائية التي يعيشها العالم حالياً، فهو دون شك التعليم عن بُعد بقصد تفعيل التباعد الإجتماعي وتقليل حركة المجتمع الجامعي – أساتذة وطلاب على وجه الخصوص- وهو خيار استثنائي قد تضطر الجامعة للجوء إليه في حالة وجود أخطار صحية على المعنيين بالعلمية التعليمية فيها، وينتهي هذا الآجراء بإنتهاء الأزمة.
وفي ضوء هذا ففي الواقع أننا جداً مُهتمين بتفعيل كافة الوسائل لاستئناف العملية التعليمية، إذ أنَّ كلية الآداب قامت بالفعل برفع مقترح إلى الفاضل مدير الجامعة، كما تمَّ انشاء لجنة خاصة بكليتنا لتجهيز ووضع آليات التعليم عن بُعد، وبدأت هذه اللجنة الممثلة من جميع الأقسام العلمية بكلية الآداب بوضع خطة واضحة المعالم لتهيئة العودة إلى مقاعد الدراسة في شهر أغسطس وتنشيط وعمل دورات خاصة بالزملاء أعضاء الهيئة الأكاديمية والأكاديمية المساعد بل وضع جدول زمني لتدريب الطلاب أيضاً.
كم عدد الدكاترة والطلبة الذين تلقّوا دورات تدريبية على منصات التعليم الإلكتروني بالكلية؟ وهي الأقسام العلمية التي انتهت من الإستعداد لاستخدام منصات التعليم الإلكتروني؟
< نعلم جميعاً أنَّ كلية الآداب من أكبر كليات جامعة الكويت بعدد طلاب يتجاوز 5600 طالب وطالبة بالإضافة إلى طلبة مركز اللغات. وفي تعميم الفاضلة أ.د. سعاد عبدالوهاب عميدة كلية الآداب دعت جميع أعضاء هيئة التدريس في الأقسام العلمية المختلفة (اللغة العربية وآدابها، اللغة الانجليزية، التاريخ، اللغة الفرنسية وثقافتها، وقسم الفلسفة وقسم الإعلام) إلى المشاركة في هذه الدورات التنشيطية لإستخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم عن بُعد مثل البلاكبورد ومايكروسفت تيمز، وللأمانة نلمس من الزملاء حماساً كبيراً بالمشاركة في تلك الدورات والتفاعل معها، كذلك في المرحلة الثانية سوف يتم توجيه الطلبة للانخراط في تلك الدورات هم أيضاً للإستفادة مما تقدمة من خبرات مهمة لهم.
وهل هناك أي معوقات تواجهكم في سبيل تحقق ذلك؟
برأيي إنَّ التخوّف لدى أغلب الزملاء نابع من القلق من نقص التشريعات القانونية لحماية المؤسسة الجامعية إذا ما تمَّ تطبيق عملية التعلم عن بُعد، وأعتقد أنَّ الفاضل رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس أوضح ذلك في تصريحاته، وللإنصاف نحن نُدرك أنَّ الوضع استثنائي في ظل جانحة كورونا وأنَّ التعليم الإلكتروني وأنّ كان له فوائد عديدة، إلا أنَّ القلق (المبرر) منه هو أيضاً قلق نتفهم دوافعه ، فقوانين وزارة التعليم العالي على سبيل المثال ترفض في بعض الحالات إعتماده بصفة رسمية ، كالتعليم المفتوح ، و حتى ما يُسمى التعليم بالإنتساب ، وعليه لتلافي كل هذا التشابك علينا إيجاد وخلق البيئة المناسبة دون قلق أو خوف والإسراع بتعديل اللوائح بما يسمح بالعمل.
ولكن على أية حال، ففيما يخص قدرة أعضاء هيئة التدريس والطلاب على التعامل معه… أعتقد أنَّ الجامعة من خلال نشراتها الدورية والدورات التدريبية ومن خلال خطة عمل واضحة المعالم والتوقيتات، في طريقها لتأكيد قدرتها على القيام بهذه المهمة.
أما من جهة استعداد الجهات الأخرى فالواقع أنّنا بحاجة لبذل مزيد من الجهد في هذا السبيل فمثلاً شركات الإتصالات عليها تقوية شبكاتها وزيادة قدراتها لأنّه سيكون هناك تحميل كبير على هذه الشبكات في حالة تبني الجامعة للتعليم عن بُعد ولا يحتمل الأمر في أوقات المحاضرات وربما الإختبارات ضعف أو انقطاع الإتصال وهي بحالتها الحالية في الحقيقة لا تغطي هذا الجانب وقد تعرض المنظمة بأكملها لمشاكل تقنية كثيرة.
وما هي أفضل منصة إلكترونية اعتمدتها الجامعة لانطلاقها مع العودة لاستكمال الدراسة؟
< قام الفاضل مدير الجامعة بالوكالة ا.د. فايز الظفيري بتشكيل لجنة عليا للتعليم عن بُعد برئاسة د. علي المطيري عميد القبول والتسجيل والتي أقرت عدد من المنصات الموثوقة مثل مايكروسوفت تيم وبلاك بورد كما وضعت خطة واضحة لتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب وفق جدول زمني واضح .
هل هناك عودة للدراسة التقليدية داخل القاعات الدراسية في الكلية، وما هي تلك التخصصات التي يصعب معها الدراسة بالتعليم عن بُعد؟
< نتمنى أنْ يرفع الله عنّا هذا الوباء وتعود الدراسة كما كانت داخل القاعات الدراسية والتي برأيي لها فوائد كبيرة للطلاب متمنين كذلك استكمال العام الدراسي في شهر أغسطس القادم، لكن ومن واقع قراءتي للمستجدات الحاصلة حتى الوقت الراهن أجد صعوبة ذلك! فوفق معطيات انتشار الوباء الحالية ومعطيات محاولات البحث عن علاج أو لقاح له، أجد أنّ هذا صعب بالوقت الحالي، وعلية فاللجنة العليا المشكلة هي من ستقرر إذا ما يمكن الدمج بين التعليم عن بُعد وبين الدراسة التقليدية مع أخذ التدابير والإحتياطات المقرة للتباعد الإجتماعي، وإنْ كان هناك أي من المقررات التي تتناسب مع هذا الوضع.
ما التعاون بين الكلية والكليات الأخرى لتحقيق هدف التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؟
< تطرح كلية الآداب مقررات عديدة لجميع طلبة كليات جامعة الكويت مثل مقرر (تاريخ الكويت الحديث المعاصر ، مقررات اللغة العربية والانجليزية وغيرها من مقررات الثقافة العامة، لذلك سوف ننسّق مع الإدارة الجامعية والكليات المختلفة في هذا الأمر لمصلحة الطلبة .
وما مدى استعدادات الكلية لتوفير المستلزمات الوقائية والصحية للحد من انتشار وباء كوفيد -19 لسلامة الطلبة والأساتذة؟
< تأكد أنَّ مصلحة طلاب وطالبات جامعة الكويت وأعضاء هيئة التدريس من أولويات الإدارة الجامعية وسوف تتخذ كافة الإجراءات الوقائية والصحية اللازمة للحفاظ على صحة الجميع والحد من انتشار الوباء، آملين من الله تعالى أنْ يمن على الكويت قريباً وعلى العالم أجمع برفع هذا الوباء والعودة للحياة الطبيعية.