لقاءات أكاديميا

الحسينان : يجب منح جامعة الكويت صفة الاستقلالية

 

انتقال الجامعة إلى موقع «الشدادية» يعالج الكثير من المشكلات التي تواجهها

لدينا خطة خمسية تركّز على الجودة والتواجد العالمي والابتكار

طاقتنا الاستيعابية 26 ألفاً والموجود على أرض الواقع 38 ألفاً

التكدّس الطلابي يؤثر على أداء البحث العلمي بالدرجة الأولى

نسعى لتخفيف الاعتماد على الموازنة العامة ونتطلع لتطبيق نظام مؤسسي يحقق الاستدامة

 

أكد نائب مدير جامعة الكويت للتخطيط والتطوير الدكتور عادل الحسينان على أهمية تذليل المعوقات التي تواجه الجامعة لاسيما بالدرجة الأولى في ما يتعلق بالتمويل لميزانيتها من خلال وزارة المالية، بالإضافة إلى ضرورة تمكينها في تحقيق إرادات ذاتية تدعم ميزانيتها وإعطاءها صفة الاستقلالية تتيح لها الحركة بسرعة والمرونة لتواكب التغيرات المتسارعة في المجالات العلمية المختلفة وتواكب أفق البحث العلمي المتقدم الذي يتطلب الكثير من الموارد والوقت لاعضاء هيئة التدريس والباحثين.

وأشار الحسينان في لقاء مع «الراي» إلى أن تمكين الجامعة من تحقيق إيراداتها الذاتية يسهم في تخفيف الاعتماد على التمويل من الموازنة العامة للدولة وبالتالي يمكن لها أن تعين الدولة في تخفيض الاعتماد على هذه الايرادات.

وبين أن «الجامعة حالياً تعاني من مشكلة الطاقة الاستيعابية التي تفوق قدرتها الطبيعية وهو الأمر الذي يؤثر على أدائها في البحث العلمي بالدرجة الأولى وفي خدمة المجتمع»، لافتاً إلى أن «انتقال الجامعة إلى موقع الشدادية بشكل تدريجي سيعالج الكثير من المشكلات التي تواجهها».

وكشف عن أن «الجامعة تتطلع لتنفيذ خطتها الاستراتيجية الخمسية 2018/ 2022 والتي تمر حالياً في طور الاعداد النهائي وذلك بالتعاون مع مراكز العمل والكليات والتي من خلالها يتم تبني العديد من المشاريع والمبادرات والأفكار تهدف إلى تطوير العمل وإنجاز الكثير من الأهداف التي تسهم في رفع شأن الجامعة، لاسيما في الاعتماد الأكاديمي والتصنيف العالمي الذي من خلاله يمكن أن تصل الجامعة إلى مصاف الجامعات المرموقة».

وبين أن «الخطة ترتكز على أربعة محاور تشمل الجودة، والتواجد العالمي للجامعة في المحافل الدولية، وأن تكون الجامعة ذات صفة مستدامة، وأن يكون الحرم الجامعي مركزاً للابتكار وتحفيز الأفراد».

وإلى تفاصيل الحوار:

•ما مهام مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط والتطوير؟

-مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط والتطوير معني بوضع الخطط المستقبلية للجامعة والإشراف عليها ومتابعة تنفيذها، حيث يهتم المكتب بوضع الأطر العامة للخطط الاستراتيجية وتنسيق عمل التخطيط مع كليات الجامعة ومراكز العمل ذات الصلة.

وينقسم المكتب إلى 3 أقسام أساسية، حيث يمثل القسم الأول مكتب مساعد نائب مدير الجامعة للتخطيط الاستراتيجي وهو المعني بالدرجة الأولى عن عملية التخطيط الاستراتيجي ومتابعة الانجاز والأداء وتطوير مؤشرات الاداء وقياسها، أما القسم الثاني فهو مرتبط بمكتب مساعد نائب المدير للمواقع الجامعية، والذي يهتم بكل الجوانب الهندسية التي تتابع استخدام المباني وتطويرها والخدمات التي تقدم والنظر في طلبات تغيير الاغراض والاستخدامات للمباني والتوسع فيها، بالإضافة إلى اهتمامه في تطوير المخططات الهيكلية للمواقع الجامعية سواء الحالية أو الجديدة، ومن أبرز الأعمال التي قام بها هذا القسم بناء المخطط الهيكلي وإعداد الدراسات مع مستشار مؤهل لمدينة صباح السالم الجامعية، وسلم هذا المكتب المخططات والمشاريع للترسية على المستشار والمقاولين إلى البرنامج الإنشائي لمتابعة التنفيذ.

أما القسم الثالث فيتمثل في مكتب مساعد نائب مدير التخطيط للتطوير المؤسسي، وهو من الأقسام الجديدة حيث استحدث في العام 2016، ويعنى بدراسة الاجراءات واللوائح والنظم التي تعمل من خلالها جامعة الكويت واقتراح التعديلات والتطوير عليها لزيادة كفاءتها وتخفيض الدورة المستندية قدر المستطاع لانجاز المهام بشكل أفضل وأسرع، ومنذ انطلاقته يقوم بعمل دؤوب لتطوير منظومة متكاملة للتخطيط الاستراتيجي من خلالها يتم تغيير المفاهيم لعملية التخطيط الاستراتيجي للجامعة مع التركيز على إشراك الجميع في بناء الخطط الاستراتيجية وهذا الامر يتطلب وقتا وجهدا وتواصلا دائما مع مراكز العمل وكليات الجامعة.

كما أن من أدوار المكتب التمكين بحيث يقدم الدعم للإدارات المختلفة والأقسام والمراكز من خلال تلمس حاجاتهم ومساعدتهم في الخبرة الموجود لدينا ودعمهم بالافكار والمشاريع ومحاولة البحث عن الموارد والمصادر لتمكينهم، وهذا الدور ليس مقتصراً فقط داخل الجامعة، بل أيضاً هناك العديد من الاتفاقيات مع الجهات الأخرى لمتابعة حاجاتها ولتفعيل أنشطة مشتركة بيننا وبينهم وتقديم الحلول.

• ماذا عن الخطط والمشاريع التي تعملون عليها حالياً؟

-نعمل حالياً على بناء الخطة التنفيذية والتي تمر حالياً في طور الاعداد وذلك بالتعاون مع مراكز العمل والكليات والتي من خلالها يتم تبني العديد من المشاريع والمبادرات والأفكار تهدف إلى تطوير العمل وإنجاز الكثير من الأهداف التي تسهم في رفع شأن الجامعة، لاسيما في الاعتماد الأكاديمي والتصنيف العالمي الذي من خلاله يمكن أن تصل الجامعة إلى مصاف الجامعات المرموقة كذلك تهدف الخطة إلى ضرورة أن تتمتع الجامعة بالمرونة وفي وجود الموارد التي تمكنها من الوصول إلى هذا المستوى.

• وماذا عن الخطوط العريضة التي ترتكز عليها هذه الخطة؟

-تركز الجامعة في خطتها الاستراتيجية الخمسية القادمة 2018/2022على 4 توجهات، تستهدف تطبيق الجودة كممارسة متكررة ومعتادة في الجامعة لدى جميع المنتسبين فيها مع التركيز على إعداد وبناء الشخصية المستقلة المفكرة لدى جميع المنتسبين في الجامعة.

أما التوجه الثاني للخطة فيهتم بأن يكون للجامعة تواجد عالمي في المحافل الدولية والعلمية وهذا يتطلب الكثير من الدعم والتفهم لدور الجامعة وضرورة أن تمثل على افضل مستوى.

وبالنسبة للتوجه الثالث فيركز على أن تكون الجامعة مؤسسة ذات صفة مستدامة وبالتالي يجب أن يحقق هذا المبدأ حسن وكفاءة استغلال الموارد والخدمات والنظم والسياسات واستمرارية هذه السياسات واستقرارها حتى تكفل وتضمن وجود نظام مستقر في الجامعة يعرفه كل من يتعامل مع الجامعة من الخارج وكل من يعمل في الجامعة في الداخل وليكون العمل في الجامعة يتبع نظاماً مؤسسياً متكاملاً يحقق الاستدامة في كل ما تقوم به الجامعة.

أما التوجه الرابع فهو أن يكون الحرم الجامعي ابتكاري وذلك عبر تشجيع الابتكار وتحفيز الافراد.

• ما أبرز المشاكل والمعوقات التي تواجه الجامعة؟

-يجب أن تذلل المعوقات التي تواجه الجامعة لاسيما في ما يتعلق بالتمويل لميزانيتها من خلال وزارة المالية، بالإضافة إلى ضرورة تمكين الجامعة في تحقيق إيرادات ذاتية تدعم ميزانيتها وإعطائها صفة الاستقلالية حتى تتمكن من الحركة بسرعة ومرونة لتواكب المتغيرات المتسارعة في المجالات العلمية التي تتطلب الكثير من الموارد.

فإذا تم تمكين الجامعة من تحقيق إرادتها الذاتية يمكن أن تخفف من الاعتماد على التمويل من الموازنة العامة وبالتالي يمكن لها أن تعين الدولة في تخفيض الاعتماد على الايرادات العامة.

كذلك، هناك مشاكل تعانيها الجامعة على مستوى آخر تتمثل في العدد الكبير من الطلبة المقيدين الذي يفوق الطاقة الاستيعابية حالياً، وعندما ننظر إلى واقع الجامعة نجد أن الطاقة الاستيعابية لها تقدر بـ 26 ألف طالب وطالبة، لكن حالياً يصل عدد الطلبة المقيدين إلى 38 ألفاً، وهذا يؤثر على الجامعة في أدائها في البحث العلمي بالدرجة الأولى وفي خدمة المجتمع.

ومن بين أهم الأدوار التي تتخذها الجامعات هو قدرتها على معالجة المشكلات التي تواجها المجتمعات وتبادر في تقديم الحلول من خلال ما يتوفر لديها من العقول والخبرات، وحتى تتمكن من ذلك جامعة الكويت يجب أن يتم رفع الطاقة الاستيعابية لها، أو بشكل أفضل يجب إنشاء جامعات حكومية أخرى لتذكي روح المنافسة في الكويت ويجب أن تتوفر للجامعة في وضعها الحالي الموارد والمرافق التي تعينها على إكمال مسيرتها بشكل متميز وتحافظ فيه على المستوى العالي من الأداء الأكاديمي والجودة ويبقى الأمل في ذلك انتقال الجامعة إلى مدينة صباح السالم الجامعية بكاملها بشكل تدريجي وهو أمر سيعالج الكثير من المشكلات التي تواجهها الجامعة، كما أن الانتظام في نظام البعثات وتأهيل أعضاء هيئة التدريس من حملة الدكتوراه للقيام بدورهم في المستقبل واستيفاء حاجة سوق العمل من خريجي الجامعة سوف يساعد بشكل كبير على حل هذه المعضلات.

 

 

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock