كتاب أكاديميا

آندي فيليبس يكتب: نماذج التعلم عن بُعد وبروزها في الجامعات التقليدية

بالرغم من أن تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19” أجبر الجامعات والمدارس حول العالم على التحول إلى التعلم عن بُعد أو التعلم المدمج بصفته أحد طرق التعليم، فإن المؤسسات الأكاديمية العالمية استخدمت هذا الأسلوب كطريقة ناجعة للتدريس لفترة من الزمن.

ووفقاً لدراسة جرت في عام 2018 حول التعليم عبر الإنترنت وقام بها كل من Learning House وAslanian Market Research، فقد اعتبر 86% من المتعلمين عبر الإنترنت أن قيمة شهاداتهم الدراسية تساوي أو هي أكبر قيمة من التكاليف التي سددوها لإكمال دراستهم.

ثمة الكثير من التحديات التي تواجه أسلوب التعلم بشكل كامل عن بُعد، فعادةً ما يشعر الطلبة بالتحفيز عند حضور الصفوف الدراسية الاعتيادية، وهم دوماً بحاجة إلى التواصل المباشر مع المحاضرين وزملائهم الطلاب، ولا يقتصر هذا الأمر على المشاريع التي تتم ضمن مجموعات.

لقد أصبحت برامج التعلم عن بُعد والتعلم المدمج أكثر شيوعاً اليوم حول العالم، خاصة في ظل التطور التكنولوجي المستمر وتطلع الطلاب إلى مزيد من المرونة وإمكانية النفاذ إلى التعليم. ويعد هذا الأسلوب مفيداً بشكل خاص للطلاب الذين يعملون بدوام كامل أو يعيشون في مناطق بعيدة ولا يرغبون بالتنازل في المحتوى التعليمي المعتمد ذي الجودة العالية.

يوفر التعلم المدمج أفضل الحلول، إذ يجمع بين المواد التعليمية عبر الإنترنت وإمكانية التفاعل المباشر التي تتمتع بها الصفوف الدراسية التقليدية. كما يتطلب هذا الأسلوب التعليمي حضور المدرسين والطلبة على أرض الواقع، حيث يتم تقييم الطلبة من خلال الواجبات والامتحانات والتجارب ومشاريع التخرج.

ويمكن للطلاب الذين يتبعون هذا الأسلوب التعليمي الاستفادة من ميزات التعلم عن بُعد والاطمئنان إلى أن شهاداتهم ومناهجهم الدراسية معتمدة من قبل الهيئات المعنية.

لا يعتبر التعلم عن بُعد أسهل تطبيقاً من التعلم الدراسي التقليدي بالضرورة، خاصة وأن المحاضرين ما زال عليهم التحضير بشكل جيد لتدريس المناهج. كما يجب تحسين البنية التحتية لشبكة الإنترنت لكي يتمكن الطلاب من خوض تجربة تعليمية سهلة من منازلهم. وتترافق جميع هذه العوامل مع تكاليف إضافية.

يجب أن تخضع جميع الامتحانات والاختبارات لحوكمة أكاديمية صارمة في أي شكل من أشكال التعليم عن بُعد. وعلى الرغم من تغير طريقة التعليم في هذا السياق، يجب أن تلتزم الجامعات بالحوكمة الصارمة نفسها في الاختبارات لضمان الامتثال لمتطلبات وشروط الهيئات التنظيمية.

إليكم بعض الدروس المستفادة من أسلوب التعلم عن بُعد.

المرونة

يمكن للطلاب أن يدرسوا كما يحلو لهم بدون الحاجة إلى السفر والتنقل لمسافات بعيدة لحضور الصفوف الدراسية. ووفقاً لأسلوب التعلم المدمج، يمكن تدريس المواضيع المعقدة في الصفوف الدراسية التقليدية وإتاحة المواضيع الأخرى عبر الإنترنت.

التعلم بدون حدود جغرافية

أصبح بإمكان الطلاب إكمال منهاج التعلم عن بُعد من أي مكان في العالم، كما يمكن للطلبة الدوليين التسجيل في جامعة رفيعة المستوى بدون الحاجة إلى الحصول على تأشيرات طلابية.

التعليم عالي الجودة

تتمتع برامج التعلم عن بُعد بالمرونة والديناميكية وجودتها العالية، لكنها بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد المؤسسة التعليمية المناسبة لها. وفي منظومة التعلم المدمج، يتم اعتماد الجامعة من قبل الهيئات المحلية والإقليمية والفدرالية ومؤسسات الاعتماد الاحترافية.

التخصيص

تتناسب برامج التعلم عن بُعد مع احتياجات الدارسين المختلفة، إذ يمكن للطلبة اتخاذ القرارات الخاصة بدراستهم متى أرادوا. كما يتم تخصيص المواضيع القابلة للمناقشة لتتمحور حول اهتمام أو مجال وظيفي معين.

التعلم المستقل

يساعد أسلوب التعلم عن بُعد الطلاب على الاستقلالية وضبط النفس والمثابرة واكتساب مهارات إدارة الوقت، وجميع هذه العوامل مهمة جداً في الحياة الأكاديمية والمهنية.

التعلم الذاتي

يتيح التعلم الذاتي للطلاب إمكانية المراجعة السريعة للمواد التي يفهمونها وتخصيص مزيد من الوقت والانتباه للمهارات والمعلومات الجديدة الأكثر صعوبة، أي أنه يمكنّهم من الدراسة بالسرعة والأسلوب الذي يفضلونه.

المشاركة في الحوارات

يمكن للطلاب المشاركة في الحوارات عبر الإنترنت ومراجعة تعليقات زملائهم خلال اليوم.

دعم المحاضرين والمدرّسين

يحصل الطلبة على الدعم اللازم من المحاضرين والمدرّسين تماماً مثلما يحصل في الحرم الجامعي التقليدي.

بقلم آندي فيليبس، الرئيس التنفيذي للعمليات في جامعة ولونغونغ بدبي

займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock