محمد بن عبدالله الأحمدي يكتب: عشرون شيئاً تمنيت معرفتها قبل بداية الدكتوراه
مقال باللغة الإنجليزية نشرته الدكتورة لوسي تايلر في عام 2018، حينما تخرجت من قسم علم الحيوان بجامعة أكسفورد البريطانية. تروي الدكتورة لوسي أبرز الأشياء التي تمنت أن تعلمتها قبل الشروع في مرحلة الدكتوراه. ولأهمية هذه العشرون نصيحة لطلبة الدراسات العليا، رغبت مشاركتها مع قراء العربية، والباحثين بها حتى تعم فائدة تلك النصائح والمقترحات. وبعد مراسلة المؤلفة والناشر، وتلقي الإذن منهما بالترجمة وسعادتهم بذلك فإني أضع تجربة الدكتورة لوسي تايلر بين أيديكم أيها القراء. وقد حاولت أن أعطي للترجمة روحاً، دون التقيد بترجمة النص حرفياً، فالهدف إيصال المعنى، ونقل المحتوى لكم، لتستفيدوا منه في رحلتكم العلمية بإذن الله تعالى.
إن البدء في رحلة الدكتوراه ربما يكون صعباً، وعند تأملي في رحلتي، فإني تمنيت معرفة العديد من الأشياء حين بداية مرحلتي الدراسية. ولذلك فإني أخترت لكم قائمة من النصائح والتوجيهات، من طلبة الدراسات العليا، والدكتوراه، والباحثين من قسم علم الحيوان، بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، لمساعدة طلبة الدراسات العليا الملتحقين حديثا ببرامجهم.
- حافظ على توازن طبيعي بين الحياة اليومية، والعملية بناءً على ما يتناسب معك، وإيجاد روتين يومي يجمع بينهما. ويفضل هذا، فالتوازن بين الحياة اليومية والعملية يحسن العمل. وكذلك حتى لا تصل لمرحلة الاحتراق والعمل المكثف المضني. فالاهتمام بنفسك هو مفتاح النجاح.
- ناقش توقعاتك مع مشرفك الدراسي، فلكل طريقته المختلفة في العمل. تأكد من تحديد احتياجاتك، وتواصل مع مشرفك حولها مبكراً، حتى تتمكنا من العمل بشكل فعّال ومثمر.
- استثمر وقتك في مراجعة أدبيات الدراسة. فهذا يساعدك قبل وبعد جمع البيانات، على تحسين أهداف البحث، والاستنتاجات.
- اتخذ القرار مبكراً بشأن أهداف بحثك، راجع دليل القسم، ثم حدد أهداف وأسئلة الدراسة بناء على متطلبات رسالتك. قد تتغير الأهداف لاحقاً، ولكن الخطة الواضحة تساعدك في الحفاظ على التركيز.
- “لا احتاج لكتابة ذلك، سأتذكره”، إنها أكبر كذبة تقولها لنفسك. إذاً! اكتب كل ما تقوم به، حتى وإن لم ترَ له علاقة بما تقوم به في ذات اللحظة. وهذا يتضمن ملاحظات الاجتماعات مع المشرف، تفاصيل الأدوات، وشرح الأكواد، وأي شيء أخر.
- نظم عملك، ومقر عملك. وبالأخص استخدام نظام واضح لتعرف أماكن الأشياء، ومعاني الرموز التي تضعها لتصنيف الأشياء. فالتنظيم المبكر سيوفر عليك الكثير لاحقاً.
- إبداء كتابة أطروحتك مبكراً، فليس من الحكمة تأخير الكتابة. أكتب أعمالك، وقدمها للمشرف الأكاديمي، حينما تذهب إليه، حتى ولو لم تنتهِ منها. فهذه ممارسة جيدة، وطريقة للحصول على الأفكار، وتنظيمها في ذهنك.
- قم بتقسيم أطروحتك إلى أهداف وفق لمبدأ SMART (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتنفيذ، متصلة، مؤطرة بزمن). وبهذا ستكون أكثر إنتاجية، إذا كانت قائمة مهامك مقروءة. اكتب المسودة الأولى من فقرة في النتائج بدلاً من كتابة الفصل الأول. فالعديد من الأشياء الصغيرة تقود في النهاية إلى رسالة كاملة.
- إن أفضل رسالة أو أطروحة هي الانتهاء منها، وهذا بغض النظر عن الوقت المستغرق في إنجاز المسودة الأولى الخاصة بك؛ فستعود مرة أُخرى لمكتبك محملاً بالعديد من التعديلات، وقد تقدم العديد من المسودات اللاحقة، قبل تسليم النسخة الختامية، فلذا أرسل المسودات إلى مشرفك عاجلاً ليس أجلاً.
- كن صادقاً مع مشرفك، أخبره إن كنت لا تفهم شيئاً، أو إذا لم تتقن تجربة ما، أو لو نسوا أن يقدموا لك التعليقات. فكلما كنت صادقاً مع المشرف، كلما توطدت علاقتكما مع بعض. فمساعدتك للمشرف هي مفتاح لمساعدتك أنت.
- قم بنسخ نسخة احتياطية من عملك أسبوعياً على الأقل؛ فهذا يجنبك الكثير من الدموع والألم.
- اجتمع بزملائك، ومجموعتك البحثية، والطلاب الآخرين. فهذه طريقة مميزة لمناقشة تجربة الدكتوراه، والحصول على الرأي والمساعدة فيها، وتُحسن البحث، والأهم تكوين الصداقات.
- حضور ندوات واجتماعات القسم العلمية، العامة والخاصة، فحتى لو لم يمت الموضوع بصلة مباشرة ببحثك، فما تتعلمه قد يغير توجه بحثك ومهنك. حضورك المستمر والمنتظم سيكون ملاحظاً.
- قدم بحثك، للمجموعة البحثية في اجتماعاتكم، وللمؤتمرات العلمية، نحوها…؛ قد يخيفك العرض التقديمي لبحثك أولاً، ولكن بالممارسة سيصبح الأمر سهلاً. وهذه طريقة رائعة للتواصل مع الآخرين، والحصول على الملاحظات في ذات الوقت.
- أنشر بحثك، قد لا ينجح الأمر، ولكن المسودات التي تقدمت بها للمجلات العلمية، طريقة جيدة لتعلم مهارات جديدة تحسن من سيرتك الذاتية.
- لديك حياة خارج العمل؛ على الرغم من أن مجموعتك تعتبر عائلة لك، إلا إنه من الأفضل لصحتك العقلية، أن تكون قادر على الهروب من العمل. ويتحقق ذلك بالرياضة، وممارسة الهوايات، أو الإجازات، أو قضاء وقت مع أصدقائك.
- إياك أن تقارن نفسك بالآخرين. فالدكتوراه خاصة بك، وهي فرصة لك لإجراء بحث أصيل يكشف عن معرفة جديدة. وهذا يشبه الاختلاف بين برامج الدكتوراه المتعددة. فقط تحتاج أن قوم بما يناسبك ويتناسب مع بحثك أو مشروعك.
- من طبيعة البحث أن الأمور ليس دائماً تسير وفق الخطة المرسومة. وبالتالي لا يعني هذا أنك طالب غير جيد. فأحتفظ بهدوئك، وخذ وقتاً من الراحة، فتأمل ثم عاود الاستمرار. ويمكنك كتابة التجارب الفاشلة كجزء من رسالة الدكتوراه الناجحة.
- لا تصارع وتكافح مع نفسك. تحدث إلى زملائك طلبة الدراسات العليا، قم بإجراء مناقشات واضحة وصريحة مع مشرفك. ليس عيباً أن تطلب المساعدة فأنت لست وحدك.
- استمتع بالدكتوراه وهذا قد يكون صعباً؛ ولكن ستأتي أيام ترغب أن تحصل على وظيفة طبيعية عادية، لكن ستبقى الدكتوراه مرحلة مليئة بالخبرات، والتجارب التي منحتك فرصة أن تتعلم على شيء يثير إعجابك. أحتفل بنجاحك واستمتع بنفسك.
كتبه محمد بن عبدالله الأحمدي
محاضر ومبتعث لجامعة إكستر البريطانية
المقال الأصل منشور في Taylor, L. (06 November, 2018). Twenty things I wish I’d known when I started mu PhD. Nature research. Retrieved from https://www.nature.com/articles/d41586-018-07332-x
займ на карту быстро