كتاب أكاديميا
عبدالله العنزي: مادة إدارة الأعمال . . . ورؤية الكويت ٢٠٣٥
لا يختلف اثنان أن الثمار التي قطفها مسلسل” الكابتن تسوباسا” أو “الكابتن ماجد” بالعربية- كانت وليد الصدفة، بل هي ضمن استراتيجية متنوعة أعدتها اليابان لاستهداف عقول الناشئة في لعبة كرة القدم، إيمانا منها بأن البدء بالناشئة والشباب يعد الخطوة الأولى لتطوير أي قطاع وتحقيق الريادة في كل مجال.
ومن هذا المنطلق نضع أمامك- عزيزي القارئ- أبرز النتائج التي سنجنيها لو حذونا حذو اليابان واتخذت وزارة التربية قرارا بإدراج مادة إدارة الأعمال في مناهج المرحلتين المتوسطة والثانوية.
إن تخصص إدارة الأعمال يعرف بأنه العلم الذي يمكن دارسه من تعلم كيفية تنفيذ السياسات التي تضعها الإدارة، إلى جانب المساهمة في تحديد المسؤوليات المترتبة على تحقيق الفوائد من العمل، بالإضافة إلى معرفة آليات تطبيق النشاطات داخل المنشأ للوصول إلى الهدف المنشود. فإدراج إدارة الأعمال كمادة نظرية مع بعض التطبيقات الواقعية سيكون لها بالغ الأثر في إدراك الطالب وإلمامه منذ المراحل المبكرة بالقواعد الإدارية في حل المشكلات التي تواجه قطاع الأعمال. بل هي أيضا تصقل عقل الدارس وتعينه في كيفية تقديم مجموعة من الأفكار والحلول الإيجابية وتنبئ ببزوغ جيل مبتكر ومبدع.
فالفوائد العدة التي ستقدمها مادة إدارة الأعمال لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية ستأتي تزامنا مع تحقيق رؤية الكويت الجديدة ٢٠٣٥ بأن تكون مركزا ماليا وتجاريا جاذبا للاستثمار، فمن غير جيل شاب كويتي مدرك ومتمرس في عالم المال والأعمال لن نكون نواة استقطاب وجذب.
وحسب دراسة أجراها فريق بحثي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن نسبة الالتحاق بتخصص إدارة الأعمال هي الأقوى بين التخصصات الأخرى، معللة السبب نتيجة إدراك الطلبة بأن اعتبار دبي مركز أعمال حيوي يتطلب الحاجة الملحة للإقبال على هذا التخصص. فإدارة الأعمال ستنمي مهارات عدة داخل ذهن الطالب/ الطالبة تسهم في صقل شخصية ناجحة وقيادية في المستقبل، أبرزها: فهم أساسيات التخطيط الصحيح الذي يرتكز على الاختيار الأمثل بين مجموعة من الأفكار المطروحة، فضلا عن الإلمام الكامل بالمكونات البيئية في العمل ومعرفة جميع الأقسام وطبيعة عملها.
أخيرا تأتي الأهمية القصوى من إدراج مادة إدارة الأعمال في مراحل مبكرة في السعي لإحداث جيل مبتكر وملهم ومطور ترتكز عليه أركان الدولة.
فالتقدم الكبير الذي حققته ألمانيا واليابان وأمريكا وغيرها من الدول، إنما بني على عقول بشرية تعد هي الأساس في كل ثورة صناعية سابقة أو قادمة. ونحن أولى أن نكون في مصاف هذه الدول إذا أحسنا التخطيط وأتقنا الخطة.
عبدالله العنزي
إعلامي.
باحث ماجستير – ادارة اعمال دولية
في كلية ماسترخت الهولندية