شهد البياع تكتب: من الرماد إلى ظل الاله
بداية القول، عن هؤلاء البشر، تلك النظرات و اللحظات التي استوقفتنا و جمدت الدماء في شرايين اجسادنا ففقدنا القدرة على التعبير، على الكتابة و حتى القدرة على البوح بما يجول في عقولنا و سرائرنا، إما هي لحظات فرح او لحظات حزن و دمارٍ نفسي..
أولئك الذين تركونا في منتصف الرحلة بعد ما ألقينا في أيديهم كل مافي جعبتنا من أمل و حب فأخذوا ألوان الحياة بداخلنا و فروا هاربين تاركين أرواحنا تشبه زجاج المتاحف المهجورة!
تاركين خلفهم عبئ يثقل كاهل أقوى كائن حي، تركوا ما يريدون تركه و مضوا في طريقهم، و لكن تأتي رحمة من ربك لتطمئن روحك المنكسرة فا يبعث بداخلك القدرة على التجاوز، المضي، الترك و النسيان، يقربك من بعيد ذو قلب لين و يبعدك عن قريب يدري انه سبب ضرر لك، يرزقك قوة و هدوء و سكينة لا تدري ما مصدرها و لكن ترى الحياة بمنظور مختلف، أصبح بداخلك اقتناع تام بأن ما يظل بجانبك هو خير لك و من يرحل عنك كان شرا من البداية مهما بدى لك في البداية أنه خيرة، لعلها خيرة و بالتأكيد هي خيرة ان تمر بكل لحظات الانكسار و الألم و الخيبة و الوحدة لتدرك أن لا شيء تستشعر حلاوته إلا بعد استشعار مرارة بعض الاحداث بداخلك، لن تدرك قيمة الصحة إلا بعد المرض و لن تدرك قيمة الحب و المشاعر الانسانية إلا بعد ادراكك التام بأن الكره و الغضب عاقبتهم سيئة. سوف تجد نفسك في رحلة بحث عن الذات الإلهية في كل ما مررت به، سوف يأتي الوقت الذي تنظر إلى كل من كانوا سببا و لو بسيطا في ألمك و تبتسم ابتسامة مليئة بالقوة لهم، فلولاهم و لولا انكساراتك و معاركك الخاسرة لما أدركت قيمة ما تملكه و قيمة ما حولك، فالحمدالله على ما فاتك فلم يكن مقدر لك، و الحمدالله على ما نعيشه من قوة و حب و سكينة فهو نتيجة رحلة طويلة، رحلة التحول من رمادٍ إلى كائن بشري قوي و حر مليئ بالحياة و الحب و التفاؤل، تبذل قصارة جهدك لإحياء نفسك من الرماد الذي تحولت إليه و تسير بخطواتك المتثاقلة لتختبئ تحت ظل الاله…