كتاب أكاديميا

برلمان الطالب والتربية الوطنية

 

الوطن – مبادرة ممتازة ينتهجها مجلس الأمة في عقد جلسة برلمانية لطلبة المدارس لتعويدهم على أجواء الحياة البرلمانية وأسلوب مناقشة المواضيع التي تهم الوطن والمواطنين بشكل ديمقراطي، وهو الهدف الأساسي لعقد مثل هذه الجلسة، ولكن يلاحظ أن هناك خلل يجب أن تنتبه إليه وزارة التربية.
ليست هي المرة الأولى التي نسمع بها طريقة نقاش حاد وعنيفة من الطلبة المشاركين في جلسة برلمان الطالب، وليست هي المرة الأولى التي نستمع بها من طلبة ثانوية نقاش شرس تجاه الحكومة عن الأوضاع العامة، ولعل البعض يعتبر ذلك أمر طبيعي، وممارسة للديمقراطية، ولكن هذا يعكس حالة خطرة يجب أن تنتبه لها وزارة التربية.
خلال السنوات الماضية استطاعت التيارات السياسية أن تفرض أجندتها الخاصة على مناهج وزارة التربية، فادخلوا على منهج التربية الوطنية والاجتماعيات مواضيع عن مجلس الأمة والدستور بأدق تفاصيلها كتقسيم الدوائر الانتخابية ونظام التصويت … الخ ، ظناً منهم بأن ذلك سيساعد النشء على التعرف على حقوقه وواجباته البرلمانية، ولا يوجد دولة في العالم تدخل ضمن مناهجها هذا التفصيل لنظامها السياسي، فماذا كانت النتيجة؟

اهتم النشء بالسياسة ومتابعة الأخبار السياسية والمشاركة في الإضرابات والاعتصامات والهتافات السياسية أكثر من اهتمامهم بالتحصيل العلمي، بل أن هناك بعض المعلمين من يوجه الطلبة إلى مرشح بعينه ويصف لهم قدراته ويطلب منهم حث أهاليهم التصويت له والعمل معه، فماذا كانت النتيجة؟
لقد تركز لدى النشء اليوم عقيدة خطيرة بأن العمل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الطموح، ومن خلاله فقط يستطيع ايا منهم أن ينال مراده ويتربى النشء على أن قوة الواسطة تطغى على الشهادة والتحصيل العلمي، وأكثر من ذلك أصبح رأسخا في عقول الطلبة كالجبال الراسيات.. بأن الحكومة فاسدة وكل ما تفعله خاطئ، ولا أمل بالإصلاح، وبأن عضو مجلس الأمة مفاتح لكل الأبواب.. الخ ، وهو ما يفسر الحدة في الخطاب والنقاش التي ينتهجها الطلبة ضد الحكومة خلال جلسة برلمان الطلبة وهي الطريقة التي تعلموها من جلسات مجلس الأمة.
على وزارة التربية أن تراجع كل المناهج خصوصا تلك التي ادخل إليها معلومات مكثفة لا يحتاجها الطالب وأن تدرس بشكل علمي بعيداً عن التأثيرات السياسية.
د. فوزي سلمان الخواري
@dr_alkhawari

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock