وكيل الذكاء الاصطناعي الصيني ” مانوس “..بقلم:أ. ابراهیم عاشور

وكيل الذكاء الاصطناعي الصيني ” مانوس “..بقلم:أ. ابراهیم عاشور
استرعى “مانوس”، المنافس الصيني الجديد لـ “تشات حبي بي تي” اهتمام المتخصصين في هذا القطاع مثيرا حماسة محدودة وخيبة أمل ومخاوف متعلقة بأمن البيانات
يأتي الاهتمام ببرنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد بشكل خاص من المشاعر التي أثارها أداء نموذج “ديب سيك ار 1 الصيني المصمم بنسبة صغيرة من التكاليف التي دفعت لابتكار النماذج الأميركية الكبيرة.
وقال مبتكر برنامج “مانوس” بيشاو “بيك” جي في مقطع فيديو ترويجي، “إنه ليس مجرد روبوت دردشة آخر” وفق ما نقلته وكالة فرانس برس “إنه برنامج مستقل بالفعل مضيفا “في حين تولد أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى الأفكار ببساطة يقدم مانوس نتائج ونرى أنه النموذج التالي للتعاون بين البشر والآلات”.
منذ إطلاق برنامج تشات” جي بي تي في نهاية عام 2022 تتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة على ابتكار مساعدي ذكاء اصطناعي متطورة وثمة برامج تتمتع بقدرات مشابهة للبرامج المساعدة إذ يمكنها التصرف بطريقة مستقلة نوعا ما ويحل محل المستخدم لتنفيذ مهام عبر الإنترنت مثل التصفح ونقر على الروابط وإنشاء ملخصات.
ويتميز النظام بقدرته على إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة من خلال عملية منظمة تبدأ باختيار القالب المناسب ثم تصميم الهيكل وإضافة المحتوى بطريقة احترافية وصولاً إلى إطلاق الموقع النهائي.
كما يمتلك “مانوس” القدرة على تخطيط الرحلات بالكامل إذ يمكنه جمع معلومات حول الرحلات الجوية المتاحة واقتراح أفضل خيارات الطيران مع تحديد الفنادق المناسبة حسب الميزانية والموقع
بالإضافة إلى وضع جدول زمني يشمل المعالم السياحية والأنشطة الترفيهية وأفضل المطاعم. وفي المجال المالي يستطيع “مانوس” تحليل أداء أسهم الشركات مثل تسلا من خلال جمع البيانات التاريخية ودراسة تقارير السوق وإجراء مقارنات بين أداء الشركات المنافسة مثل Nio و BYD، قبل تقديم توقعات مستقبلية تستند إلى نماذج تحليل البيانات.
ولا يقتصر دور “مانوس” على المهام المالية والإدارية فحسب بل يمتد إلى المجال التعليمي إذ يمكنه مساعدة المعلمين في إنشاء دورات تفاعلية مخصصة وفقاً للمناهج الدراسية وإعداد مخططات تفصيلية للدروس وإنشاء اختبارات ذكية لتقييم أداء الطلاب وتصميم مقاطع فيديو تفاعلية تشرح المفاهيم المعقدة بطريقة مبسطة بالإضافة إلى تحليل أداء الطلاب وتقديم تقارير فردية توضح نقاط القوة والضعف لكل طالب.
يوفر “مانوس” أيضا دعما كبيرا لفرق التوظيف في الشركات إذ يمكنه فرز مئات السير الذاتية تلقائياً وتحديد المرشحين الأكثر تأهيلاً بناء على معايير محددة إلى جانب تقديم تقييم شامل لكل متقدم ما يسهل عملية الاختيار واتخاذ القرارات التوظيفية.
رغم الاهتمام الكبير الذي حظي به “مانوس” لا تزال هناك العديد من التحديات التقنية والتنظيمية التي قد تواجهه وفي ظل هذه التحديات من المرجح أن يعمل فريق “مانوس” على تطوير ميزات إضافية مثل دعم الوسائط المتعددة وتحسين التكامل مع الأدوات الرقمية المختلفة وزيادة قدرات التعلم الذاتي للوكيل ما قد يجعله أحد أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تأثيراً في السنوات المقبلة.
أ. ابراهیم عاشور متخصص (أ)
المعهد العالي للخدمات الادارية