د. نورة المليفي تكتب: المعلم الإداري
بدرية معلمة للمرحلة الثانوية لمادة اللغة الإنكليزية، نصابها 18حصة في الأسبوع، بمعدل ثلاثة فصول، وهي تعشق مهنتها، وقد حققت حلم طفولتها، فعندما كانت طفلة في المرحلة الابتدائية ويسألها الأقرباء: ماذا ستكونين غدا؟ كانت تقول: أنا معلمة للغة الإنكليزية. وما علمت أن المهنة شاقة، ليس لأنها شاقة بالتعليم، ولكن لكثرة الأعباء الإدارية التي يثقلون بها على المعلم.
بدرية تشرف في طابور الصباح، ثم تدخل حصصها، ثم تشرف على الطالبات في الفرصة، وما بين الحصص، وعند الانصراف.
ومن الأعباء أيضا المراقبة اليومية عند الاختبارات النهائية، وعدم مشاركة السكرتارية في هذه المهمة، وكذلك المساهمة بشكل كبير في أعباء الكنترول.
وتساءلت بدرية: هل هذه مهنة التدريس التي حلمت بها منذ طفولتها؟ لماذا يتحول المعلم إلى إداري ومفتش؟ لماذا يقطعون علينا متعة التدريس؟ لتتحول من مهنة سامية راقية إلى مهنة قاسية؟ لماذا يتبع المديرون أسلوب التطفيش ويجعلون المدرسة بيئة طاردة للمعلم قبل الطالب؟
أسئلة تسألها بدرية كل يوم وتتناقش فيها مع زميلاتها في المدرسة، ولم تجد إجابة.
وها نحن من زاوية «هموم معلم» نطرح الأسئلة نفسها ومازلنا نبحث عن إجابة، علّنا نرتقي بالتعليم ونطوره لما فيه خير لهذا الوطن.
د. نورة المليفي