د. مناور الراجحي يكتب: علم إدارة الأزمات (1)
بعد مقال «إدارة الأزمات» هلّت علي بعض الأسئلة منها الأسئلة ذات الطابع العلمي وأخرى تحتمل الطابع العملي، فكان جوابي حسب معطيات السؤال وأكثر صعوبة كيف أشرح الإجابة بصورة مبسطة، وأصعبها هي التي وصلتني عبر «تويتر»، فكان علي أن أبدأ بهذه السلسلة من المقالات والتي سوف أركز فيها على كيفية تحرير المحتوى الإعلامي للمتحدث الرسمي والمسؤول أثناء الأزمات.
يحظى «علم إدارة الأزمات» باهتمام كبير من جانب الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية بشكل عام والاتصال بشكل خاص، وذلك على ضوء الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم الآن في مجال الإعلام والاتصالات، والتي تنقل الأحداث والأزمات وتساهم بشكل كبير في سرعة معالجتها فور وقوعها من أي مكان في العالم، هذا فضلا عن كثرة الأزمات التي تعاني منها دول العالم خاصة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأوبئة.
ومن بين الفروع الهامة في مجال إدارة الأزمات ما يتعلق بكيفية إدارتها على مستوى الجمهور الداخلي والجمهور العام ووسائل الإعلام وهو ما يعرف باتصالات الأزمة، لذلك فإن الاتصال المؤثر والفعال بهذا الجمهور من خلال وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الأخرى يؤدي حتما إلى نتائج إيجابية وملموسة عند إدارة أي أزمة.
وفي الغالب يرافق الأزمة عنصر المفاجأة وضيق الوقت والتهديد وندرة المعلومات، وهنا يظهر دور الاتصال باعتباره القلب النابض لعمليات التسيير في المؤسسات، ويطلق على الاتصال المرافق للأزمة باتصال الأزمة، والذي يعد منطقة تقاطع بين إدارة الأزمة واتصال المؤسسة، بل إن اتصال الأزمة هو اتصال المؤسسة الذي يتم تكييفه أثناء الأزمات، فهو بذلك مرتبط بوضع المؤسسة وبمراحل التحضير لمواجهة الأزمة.
وتفـاقمت الأزمات في مختلف مناحي الحياة الســياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والصحية، وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية في العقود الأخيرة بشكل خاص، ومن هذا المنطلق أصبح ينظر للأزمة ليس فقط كحالة طارئة ومفاجئة ينتج عنها أوضاع اللاتوازن واللا استقرار في النظم والقيم، إنما كفرصة للتغيير والتطوير، ويكون ذلك من خلال تدخل الإنسان لتسييرها بطريقة عقلانية ورشيدة لإدارتها، وبرز موضوع الإعلام والأزمات، أو إعلام الأزمات بكل وسائله التقليدية والجديدة، المقننة والبديلة وإعلام المواطن، وبمستوياته المختلفة الوطنية «المحلية» والقومية والإقليمية والدولية الموجهة للآخر، خاصة في عصر الإعلام الفضائي والإعلام بلا حدود وإعلام الإنترنت كركن أساسي من أركان مواجهة الأزمة واحتوائها.
وأصبحت عملية إدارة الأزمات إعلاميا تخصصا علميا له قواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجيته، تهتم به المؤسسات التعليمية الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الإعلامية والسياسية والديبلوماسية، كما حظي إعلام الأزمات «إعلام المواجهة» باهتمام القيادة العليا في أغلب دول العالم.. يتبع.
أرجوحة حكومية: إلى جميع المسؤولين، نختلف معكم شكرا، نتفق معكم شكرا، ولكم مني ألف شكر على سعة الصدر وحب الوطن والمواطنين وحكمة القيادة وبتصريحاتكم الواضحة وباجتماعاتكم المفتوحة والمستمرة بالانعقاد، وأختم بقول الشيخ د. باسل الصباح ورفاقه، فخر لكل كويتي، شكرا.