خطبة الجمعة وعيد ميلاد ناصر| بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحةً منها فلا تشقون بعدها أبدًا) ونفحات الدهر هى أيام الله التى منّ الله بها على عباده مثل يوم عاشوراء وليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان و ليلة القدر ويوم عرفه ويوم المولد النبوى الشريف وكل أيام الحج والعمرة وشهر رمضان وهى منح ربانية لا يعلم فضلها إلا الله .
وقد صادف أثناء تأديتى لمناسك العمرة أن يوم الجمعة وافق ذكرى ميلاد ولدى الحبيب المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح فى جنات النعيم وغُفر لنا تقصيرنا وأنتقم له ولكل الشهداء، وكأنها رسالة إطمئنان ربانية ترسخ الحقيقة الإيمانية برحمته التى وسعت كل شئ ،
وتذكرت قول المولى عز وجل فى حديثه القدسى (وأنا أرحم بالعبد من الأم بولدها ) ، هذا الإرتياح الإيمانى العجيب كان مغلفاً بأجواء خطبة الجمعة فى الحرم المكى والتى كانت تتحدث عن عقيدة المسلم الصحيحة على نهج رسولنا الكريم وسلفنا الصالح وأن غاية مقاصد الدين الإيمان بوحدانية الله والتمسك بأركان الإيمان بأن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقدره خيره وشره ،
وقد تطرق إمام الحرم المكى إلى خطورة مواقع التواصل الاجتماعى والتى أصبحت تشكل خطراً كبيراً على وعى شبابنا الذى أصبح يعيش فى عالمه الإفتراضى غير مدرك للعمر الذى يذهب هدراً تحت تأثير هذا المخدر الذى لا فكاك منه إلا بالعودة للفطرة السليمة والتمسك بالقيم الدينية والثقافية والإجتماعية ، لقد أفقدت تكنولوجيا الاتصالات شبابنا ابداعه الحقيقى واستبدلته بمنهج الاستسهال والجدل وترويج الاكاذيب والاشاعات ووهم المعرفة ،لقد تحول شبابنا بفعل هذه المواقع الى اجسام فارغة بعد ان استلبت ارواحهم وعقولهم وحاضرهم ومستقبلهم ولا نملك الا التنبيه والتحذير والنصح والارشاد بأن لا يضيع العمر هباءاً بلا قيمة أو رصيد لآخرتنا ،
ولذلك علينا أن نغتنم فى هذه الحياة الدنيا ما ينفع أوطاننا وأن ندرك النفحات العظيمة فى حياتنا الفانية ونسارع فى الخيرات فما أحوجنا نحن الضعفاء إلى نفحة لا نشقى بعدها أبداً ، يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ( لو أعلم أن لى دعوة مستجابة لصيرتها لولاة أمورنا لأن بصلاحهم يصلح أمر البلاد والعباد ) ،وقد أمرنا الشرع الشريف أن ندعو لحكامنا وولاة أمورنا بالتوفيق والسداد وتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى وهو أرحم الراحمين أن يوفق ولاة أمورنا بالعون والثبات والنصر وأن يرزقهم البطانة الصالحة التى تعينهم فى تلك الظروف العصيبة.