كتاب أكاديميا

المدرس ظالم ومظلوم | كتب: خالد السويدي

  

عندما كنا صغاراً تعرضنا لأنواع مختلفة من الضرب في المدرسة، لا يمكن أن ننسى خيزرانة المشرف، ولا العصا الغليظة لبعض المدرسين، ومن كان لا يحمل عصا ولا خيزرانة فالمسطرة حاضرة، وإن غابت المسطرة يأتي «الدح» على ظهورنا التي كادت تنكسر من ثقل يدي بعض المدرسين.

أغلبنا عانى من هذا الضرب، هناك من هرب إلى غير رجعة، خصوصاً الذين وقعوا ضحية للمدرسين الذين يستمتعون بضرب الطلبة، وهناك من صبر وكافح حتى تخرج في الثانوية وأكمل دراسته.

تذكرت أيامنا في المدرسة عندما شاهدت تسجيلات الفيديو التي انتشرت في الأسبوع الماضي عن مدرس يضرب طالباً، وفني مختبر يركل طالباً بطريقة الكونغ فو، ثم انتشر تسجيل جديد قبل يومين لمدرس آخر ينهال بالضرب على أحد الطلبة.

الأغلبية وقفوا ضد المدرسين رافضين هذا الأسلوب، والقليل فقط كانوا أكثر حياداً من منطلق أنه لا بد من وجود سبب مقنع لضرب الطالب، وإن لم يكن هناك أي سبب فهذا بالتأكيد يعني وجود مشكلة نفسية لدى المدرس الضارب.

أتفق مع الأغلبية على أنّ الزمن قد تغير، وما كان مقبولاً في الماضي لا يمكن القبول به الآن، الضرب لم يعد يجدي نفعاً، خصوصاً مع دلع الطلبة في هذه الأيام، والدراسات الحديثة تؤكد أن الضرب المفرط يترك أثراً سلبياً في نفس الطالب، ويجعل المدرسة بيئة طاردة.

لقد كنا طلبة في يوم من الأيام، ونعلم ذلك الكم الهائل من الأساليب والاستفزازات التي يمكن أن تخرج المدرس من طوره وتجعله مجنوناً في لحظة معينة، كما هناك طلبة لا ينفع معهم القول اللين والمعاملة الحسنة.

أسئلة كثيرة دارت في ذهني وأنا أفكر كثيراً في هذا الموضوع، كيف تعاد هيبة المدرسين بشكل عام؟ ما الذي يضمن حقوقهم عندما يتعرضون للإهانة والاستفزاز؟ لماذا التركيز على أخطاء المدرسين وتجاهل ما يقوم به بعض الطلبة من فوضى بحق المدرسين؟

مثلما نحاسب المدرسين عندما يخطئون يجب أن نحاسب الطلبة كذلك، المدرسون في المدارس فقدوا الهيبة، والطلبة زاد تطاولهم في الفترة الأخيرة، نعم نحن ضد الضرب والإهانة والاعتداء الجسدي وفي الوقت نفسه يجب أن تسعى وزارة التربية لحفظ حقوق المدرسين ليبقى احترامهم فوق أي اعتبار.
 
 
 
 

خالد السويدي

الامارات اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock